الرئيسة/  تقارير

"السوسنة الملكية" تزين السفوح الشرقية لطوباس

نشر بتاريخ: 2021-01-07 الساعة: 10:42

طوباس - مراسل وفا- تتربع زهرة واحدة "لـسوسنة الشفا" فوق كل رأس عمود فيها في منظر يأسر الألباب. هذا الوصف جعل مختصون وباحثون في التنوع البيئي، يطلقون عليها وصف "السوسنة الملكية".

صحيح أن السوسن المكتشفة في طوباس لم تزهر حتى اليوم، لكن هذا ما ستبدو عليه مستقبلا.

و"سوسنة الشفا" واحدة من 6 أنواع من السوسن الملكي في فلسطين التاريخية، حسبما قال بنان الشيخ وهو واحد من المهتمين بالتنوع البيئي في فلسطين.

ووثق الشيخ خلال السنوات الماضية عدة نباتات برية في فلسطين، واستطاع توثيق السوسنة أول مرة في طوباس عام 2004، كضيف نباتي جميل يضاف إلى التنوع البيئي في طوباس، ويعتبر نفسه أول من وثقها في المنطقة.

وبحسب الشيخ، فإن هذه السوسنة واحدة من قائمة نباتات برية شبه متوطنة في المنطقة، ويتتواجد في عدد محدود من دول العالم، ولذلك دأبت سلطة جودة البيئة وبعض الجمعيات المهتمة بتوثيق الحياة البرية في فلسطين، على الحفاظ على وجود هذه النبتة.

وافتتح خلال الأسبوع في جبل محمية طمون جنوب طوباس، حديقة "سوسنة الشفا"، المهددة بالانقراض، بإشراف سلطة جودة البيئة، ووزارة الزراعة، بتمويل من صندوق شراكة النظم البيئية والحرجة، و"البيردلايف انترناشونال"، وتنفيذ جمعية طبيعة فلسطين.

وقال مدير عام المصادر البيئية في سلطة جودة البيئة، عيسى عدوان، من واجبات سلطة البيئة الحفاظ على التنوع الحيوي في فلسطين/../، أنشأنا الحديقة لزيادة تواجد السوسنة في المنطقة.

وتابع: "هناك استراتيجية وطنية لحماية التنوع الحيوي في فلسطين".

بدوره، قال المدير التنفيذي لجمعية طبيعة فلسطين، الدكتور أنطون خليلية: "عملنا على مسح بيئي شامل للمنطقة المستهدفة في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، لإنشاء منطقة محمية لنقل زهرة "سوسنة الشفا".

على طول أخدود نهر الأردن الفاصل بين الشقيقتين فلسطين والأردن، تنتشر "سوسنة الشفا"، من شمال الأغوار حتى شمال النقب.

بالنسبة للشيخ، فإن تسمية السوسنة بــ"سوسنة الشفا" مرتبط بتسمية المنطقة، فالسفوح الشرقية لطوباس، تقع ضمن الشريط الشفا غوري، وهي منطقة مناخها شبه صحراوي، وأمكن توثيق السوسن في بقع محددة في تلك السفوح.

العام الماضي اكتشف موقعان، لتجمع زهرات "سوسنة الشفا" في السفوح الشرقية لـطوباس، يحوي كل واحد منهما حسب تقديرات المهتمين على1000 زهرة، لكن هذا العدد ليس كافيا لتدخل السوسنة ضمن قائمة النباتات البعيدة عن الانقراض.

وبين الشيخ: "سوسنة الشفا تتكاثر ببطء، تحتاج في الحالة الطبيعية دون تدخل الإنسان لخمس سنوات حتى تنمو".

في الحديقة التي افتتحت قبل أيام، عمد المهتمون على زراعتها في ظروف تحاكي الطبيعة، فحسب الشيخ فإن سوسنة الشفا، تنمو في كان مشمس، وقريبة من مفاصل الصخور لتستمد الرطوبة منها في أوقات الحر.

فعليا، زرع المشاركون في افتتاح الحديقة، أكثر من 60 زهرة سوسنة الشفا بين مفاصل الصخور المنتشرة داخلها، لكن ينتشر في المكان نبات "الخولنجان"، والمعروف بين العامية باسم "الخوصلان" وهو نبات مشابه إلى حد كبير لسوسن الشفا، وينمو في تجمعات متناثرة، غير أن فرقا يمكن التمييز بينهما.

فأوراق زهرة سوسن الشفا تنمو مثل رقيقة السيف مرتبة بعضها فوق بعض، و"يمكن تمييزها من ارتفاعها الذي يتراوح بين 30-40 سم.

في العام الأول تنبت السوسنة وتظهر للعيان، ثم في العام الماضي، تنبت زهرة واحدة يتراوح قطرها بين /11_16/ سم، متربعة على عامود السوسنة.

وعلى مدار 12 يوما، تظل الزهرة لافتة للأنظار حتى تذبل، ويمكن خلال تلك المدة الاستفادة من الجمال المتربع على عامود السوسنة، لالتقاط الصور الفوتوغرافية الجميلة والمنافسة.

مستقبلا، يتطلع المسؤولون في محافظة طوباس أن تكون المنطقة وجهة سياحية منافسة، يؤمها القادمون لمشاهدة جمال "سوسنة الشفا"، تماما كما يحدث منذ سنوات في فقوعة، وهي إحدى قرى محافظة جنين، التي يرتبط اسمها بشكل كبير بسوسنة فقوعة.

وأضاف: "هذه سوسنة محمية بالقانون، وقد وضعت في منظمة صون الطبيعة العالمية كأساس لمناطق مهمة في التنوع الحيوي على المستوى العالمي".

بالنسبة للشيخ، فإن ممارسات الاحتلال في التدريبات العسكرية، واحدة من أكثر العوامل التي تؤدي إلى تدمير الزهرة الجميلة، عدا عن اقتلاعها بفعل جهل الإنسان بها.

والمنطقة المطلة على الشريط الغوري، قريبة على واحدة من أكثر الأماكن التي يستخدمها الاحتلال في التدريبات العسكرية، وأمكن توثيق خلال السنوات الماضية حالات تدمير للطبيعة بفعلها.

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024