الشهيد المناضل/ موسى عيسى عبد الرحمن البطل
نشر بتاريخ: 2020-12-16 الساعة: 12:44عيسى عبد الحفيظ
الشهيد المناضل/ موسى عيسى عبد الرحمن البطل (أبو محمد) من مواليد عام 1932م، في طيرة حيفا، لعائلة مناضلة. كان والده عيسى البطل أحد قيادات حركة الشيخ عز الدين القسام وقائد حركة الثوار في حيفا حتى 1948م، وجدّه فهد العباس مختار الطيرة الذي عزله الإنجليز ونفوه إلى مدينة طبريا بسبب مواقفه الوطنية.
بعد نكبة عام 1948م، التي حلت بالشعب الفلسطيني وتم طرده من أرضه ومدنه وقراه هاجرت العائلة إلى قرية "سيلة الظهر" قضاء جنين واستُقبلت بحفاوة وكرم من رفاق عيسى البطل من مجاهدي حركة القسام خصوصاً المناضل عبد الرحمن الحاج أسعد عثمان غانم، والد الأخ الدكتور نبهان عثمان الذي أسكنه في منزله، وبعد مرور عدة أشهر توفي عيسى البطل عميد العائلة ومعيلها. ففضلت العائلة الرحيل حيث رحل الأهل والأقارب واستقرت في مدينة دوما شرق مدينة دمشق.
عمل موسى البطل في المؤسسة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في دمشق، وفي منتصف الخمسينيات تم نقله إلى اللاذقية واستقرت العائلة في مخيم العائدين (مخيم الرمل).
كان ناصرياً، وعند إعلان الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958م، قاد وعدد من رفاقه احتفالات المخيم لعدة أيام، وعند انهيارها عام 1961م، تم اعتقاله لمدة 9 أيام ضمن الاعتقالات التحفظية التي طالت الآلاف من الناصريين ومؤيدي الوحدة.
كانوا النواة الأولى لحركة فتح في محافظة اللاذقية ومدن الساحل، وبعد فترة نقل الأخ سعد الغندور إلى دمشق مسؤولاً عن التعاونيات الزراعية في وزارة الزراعة، وتواصل مع قيادات الحركة في دمشق، وبعد فترة قصيرة حضر إلى اللاذقية أبو العبد العلكوك وسعيد المزين (أبو هشام) رحمهما الله، والتقوا الإخوة موسى البطل وفضل سليمان وتم الاتفاق على آليات العمل.
وتشكلت أول منطقة تنظيمية في الساحل السوري وضمت الإخوة:
- غالب عويس/ أميناً للسر.
- موسى البطل/ أميناً للتنظيم.
- فضل سلمان/ مسؤول مالي – عمال.
بالإضافة إلى الإخوة أحمد عوض – أحمد طه – محمد أبو شملة – أحمد داوود.
وعُرف من الإخوة الذين بدأوا العمل التنظيمي في الساحل السوري الأخ عبد القادر بدرة في مدينة طرطوس، والأخ المختار في بانياس، وعائلة استيتية في جبلة وخصوصاً الأخ أبو جمال وشقيقه معتصم الذي كان مدرباً ومسؤولاً في قطاع البحرية.
وبعد معركة الكرامة عام 1968م، تم توسيع العمل النضالي والعسكري والتنظيمي على مستوى الساحل السوري، حيث تم افتتاح معسكرات التدريب في اللاذقية في المدرسة الثانوية الصناعية والتي تخرج منها عدد كبير من الأخوة المناضلين.
وتم إنشاء القاعدة البحرية في برج سلام وقواعد أخرى في جبلة وطرطوس وورشة لصناعة القوارب البحرية بتعليمات مباشرة من الأخ أبو جهاد، وتم تصنيع أول زورق وأطلق عليه اسم رمزي (تحت قيادة وإشراف الأخ غالب عويس رحمه الله)، ولعب الإخوة حسن درويش وجلال عبد الله ومصطفى حمودة (أبو صلاح) من أبناء التنظيم دوراً كبيراً في الورش الفنية والقواعد البحرية.
في عام 1972م، تفرغ الأخ عويس رحمه الله للعمل العسكري، كأحد القيادات المسؤولة عن القاعدة البحرية، وتم تعيين الأخ موسى البطل أمين سر المنطقة.
شارك موسى البطل في عدة دورات عسكرية وكادر سياسي والتحق بالعمل العسكري عامي 1969 و1973م، في لبنان أثناء الأزمات بين الثورة الفلسطينية والسلطات اللبنانية.
ولعب الأخ غالب عويس وبتعليمات مباشرة من الأخ القائد أبو جهاد الدور الأبرز في تجهيز البواخر (الأم) التي انطلقت منها الزوارق الحربية في عملية سافوي ودلال المغربي وباخرة إيلات، وكان هناك تكامل ومشاركة مباشرة من قادة التنظيم في التحضير والإعداد.
في عام 1981م، تعرض الأخ موسى البطل للضغوط من طرف منظمة الصاعقة، التي استطاعت إصدار قرار بنقله من عمله إلى محافظة أخرى، بذريعة أنهم لا يستطيعون النهوض بتنظيم الصاعقة بوجوده، وقد رفض النقل واستقال من عمله على أثر تلك الضغوط.
في عام 1982م، وأثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان لبى موسى البطل نداء الواجب فجمّع أربعة باصات من أبناء التنظيم وكان في مقدمتهم ومعه عدد من أبنائه ومكثوا فترة في البقاع اللبناني، ولكن تطورات المعارك حالت دون التحاقهم ببيروت.
وبعد ذلك اتهمه أشخاص انشقوا عن الحركة، بالتخطيط لتهريب الزوارق البحرية التابعة لحركة فتح المتواجدة إلى جوار القطع البحرية السورية في ميناء اللآذقية إلى الخارج بالاتفاق مع الأخ أبو جهاد. فتم اعتقاله يوم 30/6/1985م، ونُقل إلى دمشق وتم التحقيق معه تحت إشراف ومتابعة أعلى المستويات الأمنية (اللواء علي دوبا) باعتبار أن التُهمة قضية أمن قومي وتعرض لتعذيب وحشي لمدة 15 يوماً وبعد أن تأكدت الجهات المسؤولة أن التقرير كيدي أطلق سراحه.
وبعد فترة قصيرة تم اعتقال قيادات حركة في الساحة السورية، وبقي موسى البطل مدة ثلاث سنوات في سجن الضابطة، وكانت ظروف الاعتقال صعبة جدا في مكان ضيق تحت الأرض وعدد كبير من المعتقلين ما بين 80 إلى 120 معتقلا وكان المعتقلون ينامون بالتناوب "سيوف". خلال الثلاث سنوات خرجوا للتعرض للشمس مرة واحدة.
وكان في سجن الضابطة خيرة أبناء فتح وقيادتها وكوادرها من سوريا ولبنان وغزة والضفة، وكان من أبناء التنظيم في المخيم موسى البطل، وغالب عويس، وفضل محمد سلمان، ومصطفى حمودة (أبو صلاح)، وزهير محمد السمرة، وحسن إبراهيم ريبة، وهشام حسن غبن بالإضافة إلى محمود حسن غبن (ملاك الأمن العام). ومن أبناء غزة: حسن الصاوي، وخليل عايش، والحاج عليان جبر، والحاج خضر كرسوع. ومن قيادات حركة فتح قيادات سوريا سليم حيدري، وشفيق الصفدي، وأبو فاروق زيدان، وسمير الرفاعي (الفرع العسكري). ومن الضفة الأخ أحمد الدباس (أبو جعفر) والأخ اللواء سميح نصر.
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم 2 سبتمبر 2008، وكان يوماً للحزن والوداع لمخيم الرمل (العائدين) لرجل ناضل سنوات طويلة في سبيل قضايا وطنه وشعبه، لُف جثمانه بالعلم الفلسطيني وصلى عليه في جامع فلسطين وودعه أبناء شعبه من كافة المخيمات في أكبر جنازة شهدها المخيم والمنطقة وووري الثرى في المقبرة هناك.
رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جنانه. إنا لله وإنا إليه راجعون.
m.a