الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الشهيد المناضل/ عبد القادر محمد أبو ريا

نشر بتاريخ: 2020-12-03 الساعة: 10:07

عيسى عبد الحفيظ

الشهيد المناضل/ عبد القادر محمد أحمد أبو ريا من مواليد قرية كوكبا بتاريخ 26/11/1946م، هُجِّر من قريتهم وهو طفل صغير مع عائلته إثر النكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني عام 1948م، إلى قطاع غزة، واستقر بهم المطاف في مخيم جباليا للاجئين.

 

أنهى دراسته الأساسية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين والثانوية من مدرسة الفالوجة الثانوية وذلك عام 1965م.

 

خلال المرحلة الثانوية شارك في احتفالات انتصار ثورة 23 يوليو في العرض العسكري الذي أقيم في مدينة الإسكندرية كطلاب الفتوة.

 

التحق عبد القادر أبو ريا بجامعة الأزهر في القاهرة عام 1965م، وحصل على ليسانس تاريخ وتخرج فيها عام 1971م.

 

خلال دراسته الجامعية في القاهرة كان عضواً فاعلاً في الاتحاد العام لطلبة فلسطين وكذلك في تنظيم حركة فتح.

 

بعد تخرجه من الجامعة تعاقد مع البعثة التعليمية الليبية حيث مارس عمله في ليبيا كمدرس بالإضافة إلى نشاطه في تنظيم حركة فتح.

 

حضر عبد القادر أبو ريا المؤتمر العام الثاني لاتحاد المعلمين الفلسطينيين الذي عُقد في تونس شهر اغسطس عام 1975م، حيث كان عضواً في اتحاد المعلمين.

 

عندما تم إجراء الانتخابات لاتحاد العام للمعلمين فرع ليبيا، انتُخب عبد القادر أبو ريا عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد أكثر من دورة.

 

وفي المؤتمر الثالث لاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين الذي عُقد في دمشق صيف عام 1979م، شارك عبد القادر أبو ريا بفاعلية ولم يكن دورهُ نقابياً فقد كان عضو لجنة منطقة طرابلس الغرب التنظيمية.

 

اختير عضواً في المؤتمر الرابع لحركة فتح عام 1980م، والذي عُقد في مدينة أبناء الشهداء بدمشق.

 

أمّا على الصعيد العسكريّ فقد شارك عبد القادر أبو ريا ولبّى نداء الواجب في اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان عام 1978م، وكذلك شارك خلال اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982م، مع مجموعة من المناضلين أبناء التنظيم، وبقي مع المقاتلين حتى مغادرة القيادة الفلسطينية بيروت.

 

عندما تبنّت ليبيا ظاهرة الانشقاق في حركة فتح واعتبرت أن حركة فتح تقف حجر عثرة في طريق نشرِ نظرية القذافي العالميَّة الثالثة إضافة إلى صناعة ما سُمَّي وقتها اللجان الثورية كان من شأن ذلك في الساحة الليبية أن يغادر الكثير من القيادات الفلسطينية وكان عبد القادر أبو ريا من ضمنهم.

 

في عام 1983م، خلال انعقاد المؤتمر العام الرابع لاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين في عدن انتُخب عبد القادر أبو ريا عضواً في الأمانة العامَّة للاتحاد.

 

شارك عبد القادر أبو ريا في العديد من المؤتمرات على المستوى الدولي، حيث كانت فلسطين عضواً في الاتحاد العالميِّ للمعلمين (الفير)، كما شارك في مؤتمرات اتحاد المعلمين التي عُقدتْ في أكثر من عاصمة عربية.

 

والجدير بالذكر أنه ما شارك في فعالية أو زار بلداً أو حضر مناسبة إلاّ وكانت له بصماته الطيبة والذكريات الجميلة التي بقيت إلى يومنا هذا في ذاكرة من عاصروه.

 

عبد القادر أبو ريا (أبو محمد) كان عضواً في المجلس الوطنيِّ الفلسطينيِّ وشارك في الدورات كافةً واضطلع بمهامِّه في اللجان المشاركة بكل نجاح واقتدار. كان نشاطه على مُختَلفِ الأصعِدة كافةً متميزاً خارج الوطن.

 

بعد عودة قيادة المنظمة وقواتها إلى أرض الوطن عام 1994م، عاد عبد القادر أبو ريا إلى أرض الوطن حتى أحسَّ أن حلمه بدأ يتحقَّق، فأظهر قدرات غير عادية في تشكيل الحالة الفلسطينية الجديدة في أرض الوطن فالتحق بمفوَّضيَّةِ التوجيه السياسيِّ برتبة عميد، واختير مفوضاً لقوات الـ(17) وأمن حرس الرئاسة.

 

يوم الإثنين الموافق 30/5/1995م، صعدت روحه إلى بارئها، حيث تم الصلاة عليه وشُيِّعَ في جنازة مهيبة إلى المقبرة الشرقية شارك فيها العديد من المسؤولين وقادة الأجهزة الأمنية وجمهور غفير.

 

انتهت رحلة العطاء، رحلة الصراع مع العدو، ثم أخيراً مع المرض، حيث ترك فقيدنا إرثاً نضالياً واجتماعياً، وسياسياً ونقابياً.

 

ستبقى ذكراه في قلوب أصدقائه وزملائه، وفي عقول من تلقوا المحاضرات على يديه في سجلِّ المناضلين الفلسطينيين والقيادات كافةً الذين يصْدُقُ فيهم قولُهُ سبحانه وتعالى: (منَ المُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ من قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُمْ من يَنْتَظِر وما بَدَّلُوا تَبْديلا) صدق الله العظيم.

 

فقيدنا رحل وترك زوجة مناضلة، حافظت على أبنائها صغاراً وكباراً، إنها رفيقة الدرب، درب المرحوم، إنها الأخت أم محمد أبو ريا، الصابرةُ التي فقدت رجلاً من أشجع الرجال، وتحملت أعباء الحياة وكانت أهلاً لذلك بارك الله فيها. فقد ترك من الأبناء ستة وهم (ريم، محمد، هند، مي، ياسر، مهند)، وأكبرهم الآن الدكتور/ محمد ذاك الشاب الشهم، المعطاء، الذي تستطيع القول، أنه خير من يحمل الأمانة التي تركها المغفور له والده.

 

كان عبد القادر أبو ريا متميزاً، ومثالاً للشجاعة والرجولة، مضحياً بكل شيء، كان مبادراً، مناضلاً فتحاوياً بامتياز، حَمل الأمانة باقتدار وكان الأب الحنون والحضن الدافئ لأبناء الحركة، لم يتوان لحظة منذ الصغر وريعان شبابه من القيام بكافة المهام المُكلف بها، حيث لم ينس آلام وعذابات أبناء شعبنا المُشرَّد.

 

عُرف عنه خصالهُ الحميدةُ وتسامحه، كان مثقفاً وسياسيّاً بارعاً، ملمّاً بالأحداثِ التي تحصلُ في المنطقة وكان على درايةٍ واسعةٍ بها.

 

رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جنانه، وإنا لله وإنا لله راجعون

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024