الرئيسة/  مقالات وتحليلات

روح (الياسر) وقلب (المحمود) في غزة

نشر بتاريخ: 2017-11-12 الساعة: 09:37

موفق مطر سقطت الرهانات على انكسار غزة، وسقط المراهنون المرهقون من أحمال التشكيك والإحباط، وانكشفت عورة الذين اتخذوها لنشر فايروس الجهوية، والقبلية السياسية .
لم تفاجئنا جماهير حركة التحرر الوطنية في غزة بوفائها للفدائي المناضل، للقائد للرمز ياسر عرفات، فالوطنيون مخلصون لاينسون ولا يغفلون  .
استحضر الفلسطينييون الوطنيون الوحدويون روح  ياسر عرفات، فاستحضروا بذلك اسما بحجم وطن، فذكرى الشهيد حبيب فلسطين مناسبة للمنافسة على عشق فلسطين.. ومسابقة لا يفوز فيها السائرون على دربه وحسب، بل الذين يعرفون سماته فيمثلونها، ويعيشون دورة في الحياة بقناعة وصدق وإخلاص، لتطمئن نفسه التي في السماء أن الارادة التي زوده بها هذا الشعب، ومثلها بأنبل المعاني مازالت ينابيعها تفجر طاقات الفخر بالهوية الوطنية، والإنتماء لأنبل حركة تحرر، تنتقل من جيل إلى جيل، كما تنتقل الماء في أرجاء الأرض فتحييها وتبعث الأمل. والعظيم في هذا الشعب أن القادة يورثون ما قد ورثوه،  فهنا في فلسطين لا أثمن من إرث الوفاء وقيم النضال من أجل الحرية، لذا فقد خاطب الرئيس أبو مازن الأوفياء فقال " نعم أخي أبا عمار، إن العهد والقسم والثوابت التي تعاهدنا عليها ستظل نبراسا يضيء طريق الاستقلال لدولتنا الأبية وعاصمتها القدس الشرقية ".
قد لايكون مهما أن تكون مليونية أو أقل، لأن الأهم عندنا أن روح ياسر عرفات قد حلقت في فضاء غزة بخطاب الرئيس محمود عباس أبو مازن  الوجداني، بكلمة الوفي على مبادىء وثوابت وأهداف الشعب الفلسطيني التي وضعها أبو عمار نصب عينيه وسار في الدروب الشائكة، واجتاز حقول الآلغام ليحققها، ليعلن في هذه اللحظة التاريخية من عمر القضية الفلسطينية، أن للوطن وللوطنية رمز تجلى في ياسر عرفات، وأن الحب الأعظم للوطن، يعني الحب والاحترام العظيم لعرفات. فالرئيس أبو مازن وهو يخاطب روح ياسر عرفات، كان ينطق باسم مئات آلاف الأوفياء لوطنيتهم، لذا قال:" أقول لك يا أخي أبا عمار أمام الجماهير المحتشدة في الضفة وغزة اليوم بذكرى رحيلك، إن شعبنا الفلسطيني الذي لطالما أحبك قائدا عظيما، ما زال يكن لك ذلك الحب والاحترام والوفاء، وهو صامد صابر ومرابط، باق على أرضه، وراسخ رسوخ جبلك الذي لا تهزه الرياح "... فجبل ياسر عرفات مازال هو الجبل، ومن يريد الحرية والاستقلال بامكانه الصعود ، ولا مكان فيه لذوي ألنفاس القصيرة ، او النفوس الانتهازية .
غزة لم تمت حتى يقال انها قد انبعثت ،  وانما هي  لوحة  حقيقية مادتها الناس الطيبون، والوانها  الوان علم فلسطين، حتى وإن طغى الأصفر كتعبير عن الحب اللا محدود للحياة  والحرية والكرامة، والاشراقة الدائمة، على الوطن التاريخي والطبيعي لشعب فلسطين، الذي  أخذ مكانته الحضارية بين الأمم، فالشعوب الحضارية قد تكبو لكنها لاتستسلم ولاتندثر أبدًا، وهذا مصدر فخر الرئيس ابو مازن عندما يخاطب الفلسطينيين بارفعوا رؤوسكم فانتم فلسطينييون، حيث قالها بصيغة أخرى مخاطبا ملايين الفلسطينيين في الدنيا:" إن شعبنا الفلسطيني صاحب حضارة وتاريخ عريقين، وهو عصي على الذوبان والدمج، فكل طفل ولد في الوطن أو خارجه، ما زال يتمسك بثقافته وهويته انتماءً وإلتزاماً، ولا يرضى عن فلسطين وطناً آخرَ، ولا يقبل بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا وقضيتنا.
لوحة ايمان بالوحدة الوطنية ، ومنهج حركة التحرير الوطني الفلسطيني  وقيادتها الحكيمة ، الصابرة، الصامدة، قيادة تعض على الجرح  رغم نزفه، حتى لايشمت (آل نتنياهو)  بالشعب الفلسطيني، وحتى نكبح آلة  مشروعه الاحتلالي الاستعماري العنصري الحربية العدوانية  وحتى  يعلم القاصي والداني ان القدس الحرة، عاصمة فلسطين الأبدية، كانت وستبقى في قلبي (الياسر والمحمود) مفتاح  الخلود، يورثونه للشعب لضمان البقاء والوجود .

 

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024