الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لماذا تسحقون تاريخ فلسطين .. اي عار هذا ؟!!!

نشر بتاريخ: 2017-10-15 الساعة: 09:41

موفق مطر (هذا جنون ومن قام باصدار الاوامر بتدمير "تل السكن" لا علاقة له بالانسانية ولا يفهم معنى كلمة "حضارة"). العنوان أعلاه والفقرة الأولى ليست لمفكر او فيلسوف او قائد سياسي ولا هو رئيس منظمة الأمم المتحدة  للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو، ولم يك وزير سياحة فلسطيني، وانما هو المواطن الفلسطيني علي ابو سليم، الذي اجتمعت فيه عقول وضمائر هؤلاء جميعا، فنطق بلسان حق وتاريخ وحاضر ومستقبل كل فلسطيني مؤمن بوطنيته وحضارة اسلافه على ارض فلسطين منذ آلاف السنين.  

مايهمنا الآن ان تصدر الحكومة امرا بايقاف الجرافات ومنع  الاقتراب من تل السكن أو المساس به تحت طائلة المحاسبة القانونية، والعمل فورا ودونما ابطاء على تأمينه، وحمايته، وقد لانبالغ اذا قلنا ان ألأمر لا يقل اهمية عن تأمين المعابر وادارتها من قبل الحكومة أونشر حرس الرئاسة على الحدود مع مصر، أما التفاصيل حول المسؤولية عن الجريمة فان القضاء وحده كفيل بالحكم وتقرير ذلك بعد اضطلاع النيابة العامة بدورها في التحقيق  واخذ الاجراءات القانونية اللازمة .

قبل أسابيع عثر الموظف المعين في  وزارة السياحة والآثار فخري العصار على جرّة فخار قديمة، تؤكد وجود آثار في المكان كشفت عنها أعمال التجريف الأخيرة للموقع، وكان شاهدا على  أعمال الحفريات عام (1998) حين شارك في أعمال التنقيب.

بدأ التجريف من جديد في شهر سبتمبر الماضي  لتخصيص اراض بمساحة 12 دونم  لتوزيعها على موظفي حماس  كمقابل لمستحقاتهم "مخصصاتهم الشهرية" المتراكمة على حكومة حماس السابقة ولجنتها الادارية، واخذ الجميع هناك يتحللون من مسؤولياتهم .

هناك الى الشمال من وادي غزة وعلى بعد  5 كم، جنوب المدينة حدثت الجريمة "المجزرة"، في "تل السكن" حيث عثر على أقدم الأثار الكنعانية المكتشفة في بلادنا فلسطين، وتتصل بالعصر البرونزي المبكر (3300-2300 ق.م).

تفيد الأبحاث بازدهار الحضارة الكنعانية في تل السكن، بعد ان كان أقدم مركز إداري مصري "فرعوني"  محصّن في فلسطين، وكان بمثابة المكان الرئيس للأعمال التجارية بين مصر والمناطق المجاورة لها في نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد، وسمي  "تل السكن" نظرا لتكوين مادة البناء فيه من طين مجبول بمادتي "الفحم والسكن"، فيما يؤكد اساتذة علم الآثار في غزة ان تل السكن مدينة بناها الكنعانيون من الطين  المجفف يسمى "الكحلة". وفي العام   1994 وقع الرئيس الشهيد ياسر عرفات  مع الرئيس الفرنسي الراحل "جاك شيراك"  اتفاقية للتنقيب عن آلآثار في هذا الموقع التاريخي،  الذي اعتبره  خبير  الآثار جون باتيسترئيس  البعثة الفرنسي: أقدم استيطان بشري في جنوب فلسطين، ومن أوائل المدن المسوّرة في جنوب فلسطين وأهم موقع اثري في غزة".

 بكى "جون باتيست" على  ضحية الجريمة "تل السكن"، فيما أنياب الجرافات تنهش من جسد مكون ثقافي  وتاريخي  ليس للفلسطينيين وحسب بل للانسانية، حيث كانت اليونسكو تخطط لاعتباره واحدا من المعالم الأثرية العالمية ، فتحت التراب آثار كنعانية، فسارع بكتابة رسالة لقسم الآثار في الجامعة الإسلامية نشر نصها وصورتها المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في غزة.

عثر  في تل السكن على بقايا منازل وجدران ومحلات، وأسطح مبنية بالطوب الأحمر وأسوار معمارية من الطوب اللبني، ونظام عمارة للأسوار، لا مثيل له على مستوى العالم ، وكذلك على  فخار مصري الصنع "فرعوني"  وفخاريات كنعانية صنعت من الطين المحلي ولكن على طراز مصري فرعوني ، فاعتبرها المختصون هجينة

تجمع الآثار المصرية الفرعونية وآثار كنعانية، كالسلطانيات والأطباق والصحون والأباريق، وزجاجات ذات عنق ضيق، وجرار بيضاوية الشكل.وأحواض للاستحمام، ومزهريات اسطوانية، جرار كبيرة،وسبعة واجهات لقصور، تعود إلى السلالة الأولى من الأسر المصرية، والتي أسسها نارمر، اضافة الى قطع أختام أسطوانية، حملت أشكال لحيوانات عُرفت منذ العصر المبكر من التاريخ، وتمثال ضفدع من الحجر الجيري الناعم، علما ان مثيلها قد وجد في معبد أبيدوس في مصر، أما الطواحين الكنعانية فمنحوتة من حجر البازلت الكركاري، وما دل على حياة سكانية عملية.

كأنصال حجرية كنعانية، وآلات الكشط والسكاكين والفؤوس ورؤوس السهام. وعظام الأسماك  والمحار وعظام حيوانات من مراحل حضارية كالثيران البرية والإبل الأحمر والغزلان وفرس النهر. فيما تدل الآثار على استخدم السكان الكنعانيين منتجات الحليب والأصواف، اما الجدران فكانت من الطوب المزجج من العصر البرونزي الحديث،  بارتفاع 4 متر، وعرض 10 أمتار، ولا يوجد لها مثيل في المواقع الفلسطينية الأثرية مجتمعة.

الآثار في فلسطين أهم عوامل انتصارنا في معركة اثبات الهوية والوجود ، وجذورنا التاريخية، فنحن من طين هذه ألأرض الطيبة المقدسة أما من يدمرها ، وليس منا من لايراها الا مجرد أوان فخارية، فمنظور هذا للحياة مكسور ومنكسر أبدا.

 

 

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024