الرئيسة/  ثقافة

غزة: مثقفون ونشطاء يطالبون بوقف جريمة موقع "تل السكن" الأثري

نشر بتاريخ: 2017-10-13 الساعة: 22:17

غزة - الحياة الجديدة -  نظم العشرات من الأكاديميين والكتاب والمثقفين والنشطاء الاجتماعيين امس، وقفة احتجاجية ضد أعمال التجريف، التي قامت بها سلطة الأراضي التابعة لحكومة حماس في غزة  بموقع " تل السكن" الأثري بمدينة الزهراء جنوب مدينة غزة، وطالبوا الرئيس أبو مازن بإصدار تعليماته بوقف هذه الجريمة بحق آثار وتاريخ شعبنا. وجاء ذلك تحت شعار "من ليس له ماض ليس له حاضر"، " شعب بلا تاريخ شعب بلا مستقبل".

وفي بداية الوقفة الاحتجاجية وجه د. إيهاب بسيسو وزير الثقافة كلمة هاتفية للمشاركين في الوقفة ثمن فيها على موقف جميع المثقفين والأكاديميين وعلماء الآثار والكتاب والصحفيين الموجودين في موقع "تل السكن" الأثري، ومحاولاتهم المستميتة لمنع تجريفه نظرا لأهميته التاريخية والحضارية لتراثنا الوطني، وأكد الأهمية الحضارية للموقع تتطلب بذل جميع الجهود الثقافية والأكاديمية للحفاظ على تراثنا الوطني والتاريخي وتجاوز الأزمة بما ينسجم مع انحيازنا لتراثنا وثقافتنا الوطنية، وسيكون هناك جهد لنحمي الموقع وكل موقع يدل على تاريخنا وحضارتنا وتراثنا وثقافتنا الوطنية.

ومن جانبه، قال د. سامي أحمد أستاذ التاريخ بجامعة القدس المفتوحة المشارك في الوقفة الاحتجاجية "للحياة الجديدة"، أن بعثة فرنسية جاءت عام 1999 الى موقع "تل السكن" الكائن بمدينة الزهراء خلف جامعة فلسطين ونقبت فيه واكتشفت العديد من الأدوات الأثرية، التي تعود إلى العصر البرونزي المبكر (3300-2300 ق.م)، واعتبرت المكان كله منطقة أثرية يجب المحافظة عليها، وقررت وزارة السياحة والآثار وقتها إغلاق المكان ومنع الاقتراب منه.

وأضاف أحمد، أن الحال ظل كما هو عليه رغم العديد من التجاوزات، إلا أنه في العام 2017 زادت التعديات على المكان وتم تجريفه وتخصيصه للمنشآت السكنية، حيث قامت حكومة حماس في غزة بمنح موظفيها قطع أراضي في المكان، وتم تجريف نحو 15 دونما من 85 دونما هي المساحة الإجمالية للموقع، مما أثر على الآثار المنقولة وغير المنقولة، ما دفع العديد من أساتذة الجامعات المختصين بالتاريخ والآثار بزيارة المكان برفقة عالم الآثار الفرنسي "جون باتيست همبرت"، الذي أكد على قيمة المكان الأثرية والتاريخية ويجب المحافظة عليه. وبناء عليه تبنى الأكاديميون المختصون القضية وأجروا عدة لقاءات مع المسؤولين في وزارة السياحة والآثار وسلطة الأراضي لمنع التجريف وإغلاق المكان والمحافظة عليه، ونحن هنا اليوم للاطلاع على حجم الكارثة وفضح كل من له علاقة بهذه الجريمة أمام الجميع.

وقال يسري درويش رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية، أن هذه الوقفة بمثابة دعوة شعبية وجماهيرية وأن الكتاب والمثقفين والنشطاء المشاركون اليوم، جاؤوا ليقولوا أن الاعتداء على هذه الآثار جريمة بحق شعبنا باعتبارها جزءا من الحضارة الإنسانية العالمية، وهذا الجزء موجود في فلسطين لذا يجب المحافظة عليه لتكون هذه المنطقة مزارا سياحيا للعالم أجمع، ويجب علينا أن نحفظ ونؤرخ روايتنا التاريخية ونقول للعالم من خلال هذه الآثار أن لنا تاريخ وجذور في هذه الأرض.

وأكد درويش أن الوقفة بمثابة صرخة في وجه الجهات التي تقوم بالتجريف ويجب وقفه باعتباره عملا خارجا عن الإجماع الوطني الفلسطيني، وهذه الوقفة أكبر دليل على الإجماع الوطني لرفض هذه الجريمة، لأن هذه الآثار يجب أن نستثمرها ونحافظ عليها ونحميها أسوة بباقي دول العالم، ويجب أن تسجل في منظمة  اليونسكو باعتبارها منطقة أثرية يجب عدم المس بها.

من جهته، قال الكاتب والشاعر محمود جودة، أن الوقفة الاحتجاجية تأتي كحراك شبابي للضغط على صناع القرار في الحكومة لوقف التجريف المتعمد من قبل فئة تسعي بكل قوة لهدم معالم تل السكن الأثرية من أجل السيطرة عليه لمنافع خاصة وفئوية، وأكد جودة أنه سيكون هناك تحركات إضافية، سيتم خلالها الدعوة لإقامة خيمة اعتصام في المكان، وسيعمل الجميع كل شيء من أجل وقف تدمير الذاكرة الفلسطينية.

وأكد مأمون سويدان مستشار الرئيس لشؤون الشباب أن ما يجري في منطقة تل السكن الأثرية جريمة حقيقية بحق التاريخ والحضارة الفلسطينية، ومن يقوم بهذا العمل مجموعة من الأشخاص عبثيين لا علاقة لهم بالهوية والوطنية الفلسطينية، وهذا عمل غير وطني بحق تاريخ وأصالة شعبنا الذي نتباهى ونتفاخر به أمام الأمم، فعدونا ينكر وجودنا على هذه الأرض لكن هنا يوجد ما يثبت عمق وتجذر شعبنا على هذه الأرض.

وطالب سويدان بتشكيل لجنة تحقيق فورية وإحالة كل من ساهم في هذا الفعل الخطير الى المحاكمة، مؤكدا دعمه وتأييده للشباب الذين تدافعوا بشكل تلقائي لحماية حضارتهم، وحثهم على أي عمل سلمي يمنع الاستمرار في هذه الكارثة، مؤيدا اقتراح تقدم به الشباب بإقامة خيمة اعتصام في المكان يشارك فيها جميع أبناء شعبن لوقف هذه الجريمة.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024