الرئيسة/  مقالات وتحليلات

كوبر تصنع مجدًا

نشر بتاريخ: 2017-07-27 الساعة: 10:02
من الأرشيف

باسم برهوم-قرية كوبر تصنع اليوم مجدها صمودا وتحديا ومواجهة، كوبر لم تعرف النوم والراحة منذ ما يقارب الاسبوع. فبعد ان شعر الشاب عمر العبد بالغضب الشديد مما يجري في الأقصى والقدس، وقام بتنفيذ عملية في مستوطنة حلاميش يوم الجمعة 21 تموز الجاري، والقرية وسكانها يتعرضون لأبشع صفوف سياسة العقاب الجماعي الاسرائيلية. 
وبينما كنا جميعا منشغلين بالمواجهة الكبرى والتحدي الكبير في القدس، كانت كوبر تخوض مواجهة لها نفس الطعم والمغزى. فهذه القرية التي باتت تتنفس رائحة قنابل الغاز واذانها احمتها قنابل الصوت، فان بيوتها قد تم اقتحامها بوحشية وعبث جنود الاحتلال بما فيها من محتويات وذكريات، واعتقل العديد من شبابها، واغلقت منافذها وخضعت للحصار. 
وبالرغم من همجية الهجمة وقسوتها، فان المواجهة لم تكن بردا وسلاما على جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي تعرض لهجمات متواصلة من شباب كوبر الذين امطروا دورياته وجنوده بالحجارة. 
سكان كوبر، والمعروف عنهم ارتفاع منسوب وعيهم الوطني على مدار عقود الاحتلال، فانهم تصدوا بشجاعة للقوة الغاشمة الاسرائيلية، وهي القوة التي طالما فشلت باختبار الارادة في كوبر وغيرها في المناطق الفلسطينية. 
ولمن لا يعرف كوبر، فهي قرية فلسطينية تقع على بعد 13 كيلومترا شمال رام الله - ويسكنها خمسة الاف مواطن ومواطنة، ومنازل القرية تنتشر بشكل جميل على عدد من التلال - التي يمكن رؤية الساحل الفلسطيني منها. وتشتهر القرية ببساتين الزيتون وكروم العنب التي زرعها الاجداد ولا يزال يأكل ويعيش منها الابناء. 
وكبيرة وطنيا فمن بين ابنائها القائد الوطني مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لفتح وأيضا فخري ونائل البرغوثي، اقدم الاسرى والذين امضوا في المعتقلات الاسرائيلية أكثر من 34 عاما الى جانب الاسير المبعد الى قطاع غزة جاسر البرغوثي وقدمت كوبر خلال انتفاضات وهبات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال 15 شهيدا وعشرات الجرحى ومئات الاسرى ممن أمضوا فترات متفاوتة في الاسر. 
كوبر الصامدة في وجه الاحتلال اليوم تصنع ملحمتها الوطنية الخاصة، وتصنع صفحة مشرقة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني كوبر واهلها الصابرون الصامدون كوبر اليوم تصنع مجدها.

 

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024