الرئيسة

جولة في الصحف العبرية

نشر بتاريخ: 2017-09-19 الساعة: 11:49

عنونت صحيفة معاريف في خبرها الرئيس اليوم، "كمين السلام لترامب" الخبر الرئيس، وقالت انه ومنذ أيام ينشأ الانطباع من كل الاستعراضات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه عندما سيلتقي بالرئيس الامريكي دونالد ترامب سيبحثان اساسا في التهديد الايراني.

وأضافت، غير أنه تماما قبل لقاء الزعيمين امس في فندف "بالاس" في نيويورك، ألمح الرئيس في التويتر عن نيته. "اتوقع لقاء مع رئيس الوزراء نتنياهو والسلام في الشرق الاوسط سيكون بالتأكيد إرثا لكل الشعوب". وهكذا، فان نتنياهو الذي توقع ان يركز الحديث، حتى ولو ظاهرا على ايران، اضطر لان يسمع مضيفه يتحدث عن اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

"سنتحدث عن أمور كثيرة، بما فيها السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وهذا سيكون انجازا رائعا"، استهل ترامب قائلا. "اعتقد أن لهذا احتمالا طيبا في التحقق. الكثيرون سيقولون انه لا يوجد اي احتمال ولكني اعتقد انه مع قدرة بيبي وللحقيقة، قدرة الطرف الاخر ايضا، حقا يوجد لهذا احتمال". وأجمل ترامب حديثه القصير وقال: "من ناحية تاريخية يدعي الناس ان هذا غير ممكن، أما انا فأعتقد انه ممكن".

ينبغي الافتراض ان في مكتب رئيس الوزراء نتنياهو توقعوا ان يتحدث الرئيس عن اتفاق السلام مع الفلسطينيين ايضا. ولكن، تركيز ترامب، على الاقل في التصريح الاولي، على اتفاق السلام فقط "أجبر" نتنياهو هو الاخر الى التعاطي مع الموضوع في آخر حديثه، وشدد على الحاجة الى السلام بين اسرائيل والعالم العربي. "مثلما قلت، سنبحث في السبل التي نتمكن من خلالها من تحقيق الفرص للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين وبين اسرائيل والعالم العربي"، قال لترامب. "اعتقد أن هذه الامور تسير معا، ونحن نتوقع البحث بشكل نتمكن من تحقيق الامرين".

وأثنى نتنياهو على ترامب، وقال انه بقيادته فان شبكة العلاقات بين الدولتين "لم تكن أقوى من ذلك أبدا ولم تكن اعمق من ذلك ابدا. وقد وجد هذا تعبيره ايضا في السبل التي يمكن فيها للناس ان يروا وحتى في السبل التي لا يمكنهم فيها ان يروا". وتناول نتنياهو بالطبع ايضا الاتفاق النووي وقال للرئيس: "اتوقع ان ابحث معك في ما تسميه عن حق "الاتفاق النووي الفظيع" مع ايران وبالشكل الذي يمكن فيه صد هجمات ايران المتصاعدة في المنطقة، ولا سيما في سوريا".

كما تناول نتنياهو الخطابات التي سيلقيها اليوم هو وترامب في افتتاح الجمعية العمومية للامم المتحدة وقال: "سنلقي كلمة في الامم المتحدة، وبودي أن اقول انه تحت قيادة الرئيس ترامب، فان موقف امريكا تجاه اسرائيل في الامم المتحدة لا لبس فيه، قوي، واضح وعميق الايمان، وبودي أن اشكرك باسم شعب اسرائيل وباسم العديد من اصدقاء اسرائيل في ارجاء العالم.

في اللقاء عرض نتنياهو على ترامب وثيقة تحسينات للاتفاق النووي مع ايران. فضمن امور اخرى تطلب اسرائيل تمديد فترته الى زمن غير محدود او على الاقل الى عقد آخر. كما طرح أيضا الطلب لتشديد الرقابة على المنشآت النووية، مع التشديد على تلك التي تعتقد اسرائيل انها غير مكشوفة على المراقبين اليوم.

وتطرق ترامب الى الاتفاق النووي في وقت سابق من يوم امس وقال انه اذا لم يراقب مراقبو الامم المتحدة النووي الايراني، فانه سيلغي الاتفاق. وكما هو معروف، فان قدرة ترامب على الغاء او حتى تغيير الاتفاق محدودة لانه وقعت عليه قوى عظمى اخرى.

قبل ساعات قليلة من لقاء نتنياهو ترامب في نيويورك هدد قائد الجيش الايراني، الجنرال عبدالرحيم موسوي اسرائيل وقال ان "كل فعل غبي سيجعل تل ابيب وحيفا رمادا".

"سيخرب الكيان الصهيوني بسرعة البرق"، هكذا نُقل عن الجنرال في وكالة الانباء الايرانية "تسنيم". وتناول موسوي "تصريحات غير مسؤولة" على حد تعبيره من مسؤول في اسرائيل عن التواجد الايراني في سوريا. "احذر الكيان من اتخاذ خطوة غبية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية". 

 

وعنونت هارتس "رغم تأهب المصالحة، في حماس وفي السلطة لا يبحثون في  المسائل موضع الخلاف".

وقالت، أعرب مسؤولون كبار في فتح وفي حماس في اليومين الاخيرين عن تفاؤل حذر بشأن تطبيق اتفاق المصالحة بين الفصيلين ونجاح المساعي المصرية في هذا الصعيد. كما برز التفاؤل ايضا في باقي الفصائل الفلسطينية، والتقدير هو أن الخطوة ستبدأ في التقدم في الايام القريبة القادمة.

احد المؤشرات التي دلت على التقارب بين الطرفين هو مكالمة هاتفية جرت امس بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبين رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية بعد قطيعة امتدت أشهر طويلة. واتفق الاثنان على العمل على تطبيق اتفاق المصالحة والعمل من أجل ازالة العراقيل. ودعا الناطق بلسان حماس في غزة فوزي برهوم أمس الحكومة الفلسطينية بالبدء في العمل في القطاع، وطالب أبو مازن بإلغاء كل العقابات التي فرضها على القطاع في الأشهر الأخيرة.

  رغم التصريحات الإيجابية في الطرفين، في رام الله لا يزالون حذرين من الحديث عن إزالة كل العراقيل ويشيرون الى أن الاختبار الحقيقي هو التطبيق على الأرض. "الاختبار سيكون في نقل إدارة شؤون القطاع بشكل كامل للحكومة الفلسطينية وإلغاء كل الخطوات التي اتخذتها حماس، بما في ذلك جباية الضرائب والسيطرة في المعابر"، قال لـ "هآرتس" د. احمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف ومستشار عباس. وعلى حد قوله، هذه المرة توجد أجواء مختلفة في السلوك وفي الاستعداد للتقدم في الخطوة بسبب الوضع الإنساني في القطاع والضغط الدبلوماسي المكثف لمصر.

وأعلنت الحكومة الفلسطينية في رام الله امس انها ستجتمع في الأيام القريبة لوضع خطة عمل لادارة شؤون القطاع، ولكن ليس واضحا اذا كانت حماس ستسمح لها قريبا بالسيطرة على ما يجري في القطاع.

وقال رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي لـ "هآرتس" ان كل المسائل التي على جدول الاعمال اتفق عليها في الماضي في اطار اتفاق القاهرة. "المسألة الهامة هي تحقيق خطوة الانتخابات العامة للبرلمان وللرئاسة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة. من يفوز يحكم، وبرأينا يجب السعي الى ذلك".

في هذه المرحلة يمتنع الطرفان عن الانشغال بمسائل ذات آثار استراتيجية، كمستقبل المنظومة العسكرية لحماس والذراع العسكري للمنظمة.

في حماس، واساسا في محيط زعيم المنظمة في غزة يحيى السنوار، يتحدثون عن تبني النموذج اللبناني، والذي بموجبه يتمتع حزب الله باستقلالية في الذراع العسكري كمنظمة مقاومة. اما في السلطة بالمقابل فيتحدثون عن الحاجة الى الوصول الى توافقات في شأن نزع سلاح حماس في مرحلة متأخرة.

ورغم عدم الوضوح يسود في القطاع جو من التفاؤل الحذر في ضوء التقارير عن التقدم في المصالحة، ويتوقعون الا تتبخر تصريحات الطرفين مثلما حصل في حالات سابقة.  

 

وفيما يلي أبرز المقالات الاسرائيلية المتعلقة بالقضية الفلسطينية،

أولا السلام، بعد ذلك ايران بقلم باراك ربيد- هارتس.

 قبل ثلاث دقائق من بداية اللقاء بين رئيس الولايات المتحدة ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلي نتنياهو، استخدم ترامب سلاحه الاقوى – حسابه في التويتر – من أجل أن يوضح ما هو الموضوع الاكثر اهمية بالنسبة له في المقابلة مع نتنياهو. "السلام في الشرق الاوسط سيكون إرثا عظيما لكل الناس"، غرد الرئيس.

إذا فات نتنياهو تغريدة ترامب فإن الرئيس كرر رسالته بصورة أوضح أمام العدسات في بداية اللقاء. كان من الصعب الا نلاحظ عدم رضى نتنياهو من هذه الاقوال. رئيس الحكومة ورجاله وظفوا في الاسابيع الاخيرة كل الجهود امام اجهزة الاعلام والرأي العام في تأطير هذا اللقاء بحيث يظهر وكأنه سيركز على التهديد الايراني. لسوء حظهم كان لترامب مخططات اخرى. الذي حدث في بداية اللقاء بين ترامب ونتنياهو اثار الشعور بعدم الارتياح. تقريبا في كل مقابلة خلال الثماني سنوات من ولاية براك اوباما فقد جاء رئيس الحكومة وتحدث عن ايران، في حين ان الرئيس الامريكي تحدث عن الفلسطينيين. هذه اللازمة تكررت أيضا امس. بعد أن تحدث الرئيس عن رغبته في اتفاق سلام حاول نتنياهو التقليل من الاخطاء وقال بعض الكلمات حول أن ترامب نفسه قال ان الاتفاق النووي مع ايران هو فظيع. ولكن هذا كان متأخرا جدا.

ترامب ليس اوباما. أبعد من ذلك. هو لا ينتقد بصورة علنية نتنياهو، هو يتخذ سياسات لينة أكثر فيما يتعلق بالبناء في المستوطنات ويعمل كل شيء بابتسامات واحتضانات. ولكن مرة اخرى اتضح أنه بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة – كل رئيس ايضا دونالد ترامب – فان اللقاءات مع رئيس حكومة اسرائيل هي قبل كل شيء حول الموضوع الفلسطيني. في نهاية الامر ترامب يريد من رئيس الحكومة بالضبط ما اراده الرؤساء الامريكيين من نظرائهم الاسرائيليين منذ احتلال الضفة الغربية وشرق القدس في 1967.

أقوال ترامب أيضا تناقضت مع الرسالة التي اطلقها البيت الابيض بصورة عنيفة في وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية في الايام الاخيرة. مستشارو الرئيس عملوا كل ما في وسعهم للتخفيض من التوقعات بكل ما يتوقع للانشغال في مسيرة السلام الاسرائيلية – الفلسطينية خلال اجتماع الجمعية العام للامم المتحدة. في البيت الابيض أكدوا، وربما بطلب من نتنياهو ومستشاريه بان عملية السلام لن تكون هي الموضوع المركزي في اللقاء بين ترامب ونتنياهو. هذه الرسائل انهارت امام التصريحات الحماسية للرئيس الامريكي بشأن توقه لتحقيق اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني.

هنالك فجوة كبيرة بين التصريحات المتفائلة لترامب وبين الواقع على الارض في الضفة الغربية وأزمة الثقة العميقة بين اسرائيل والفلسطينيين. مع ذلك هو يحاول خلق واقع أو على الاقل تغييره بواسطة التصريحات. في حياته كرجل اعمال هذا نجح معه أكثر من مرة. في زيارته لاسرائيل في شهر ايار اخرج الرئيس كلمة "سلام" من القبر وارجعها الى الخطاب. بالرغم من الشكوك في مكتب رئيس الحكومة في القدس وفي المقاطعة في رام الله يبدو انه هذا صحيح حتى الان أن ترامب مصمم على مواصلة هذا الاتجاه. الرئيس يريد تجديد محادثات السلام ويتوقع من الجانبين تقديم حسن نوايا وتنازلات. 

اللقاء بين نتنياهو وترامب أمس كان قصيرا نسبيا واستمر اكثر بقليل من ساعة. اقل من اي لقاء أجراه نتنياهو مع الرئيس اوباما. الحديث بين الرئيس ورئيس الحكومة لم يقتصر فقط على الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. ايضا تحدث بضع دقائق عن المسألة الايرانية والوضع في سوريا. ولكن في هذين الموضوعين الحاسمين والمهمان جدا لنتنياهو ليس من الواضح تماما اين يقف البيت الابيض وماذا هو مستعد للقيام به من أجل اعطاء اجابة على القلق الحقيقي لاسرائيل من الاتفاق النووي ومن الوضع في سوريا في اليوم الذي يعقب الحرب الاهلية.

 

تعهدت بالاجابة:  لماذا الـ بي.دي.اس لن تجلب لنا الخلاص بقلم: أوري أفنيري- هارتس

تفاؤلي بخصوص مستقبل اسرائيل يثير غضب الكثيرين. كيف استطيع؟ الضم الفعلي للمناطق المحتلة! التعامل مع العرب؟ تعاظم الاستيطان؟ ولكن التفاؤل هو حالة نفسية. هو لا ينسحب امام الشر. بالعكس، هو يحاربه. يمكن محاربة الشر فقط اذا كنا نؤمن بالقدرة على الانتصار. بعض من اصحابي يؤمنون بان الحرب أصبحت خاسرة. وانه لم يعد ممكنا تغيير إسرائيل "من الداخل" وفقط ضغطا من الخارج سيجدي.  القوة الموجودة هناك في الخارج والتي بامكانها عمل ذلك، هكذا يؤمنون، هي الـ بي.دي.اس وهي اختصار بالانجليزية لـ "مقاطعة، سحب الاستثمارات، عقوبات". واحدة من صديقاتي هؤلاء هي د. روحاما مارتون.

اذا كان هنالك من لديه الحق في الانتقاد واليأس فانه هي. د. مارتون هي طبيبة نفسية، مؤسسة والرئيسة الفخرية لمنظمة اسرائيلية "اطباء من اجل حقوق الانسان". هؤلاء الاطباء يذهبون الى القرى العربية ويقدمون بدون مقابل مساعدة طبية لكل من يحتاجها حتى أن السلطات الاسرائيلية تحترمهم، ومن حين لاخر يستجيبون لطلبهم لنقل مرضى فلسطينيين الى مستشفيات في اسرائيل. في الاسبوع الماضي عندما احتفلنا بعيد ميلادها الثمانين توجهت د. مارتون نحوي واتهمتني بانني أثير آمال عبثية لامكانية ان تقوم حكومة اسرائيل بعمل سلام في يوم من الايام وتنسحب من المناطق. حسب اقوالها فان هذا الاحتمال انقضى، وبقي من الواجب دعم الـ بي.دي.اس.

الـ بي.دي.اس هي حركة عالمية تدعو الى مقاطعة كل شيء اسرائيلي. هي تسعى لاقناع  شركات - وخاصة جامعات عن التخلي عن اي استثمارات لها في اسرائيل، ودعم فرض عقوبات على الدولة. في اسرائيل يكرهون الـ بي.دي.اس كالشيطان، ان لم يكن اكثر. يحتاج الشخص الى كثير من الشجاعة من أجل أن يدعم علنا هذه المنظمة. مع كل هذا هنالك من يقوم بذلك.

   لقد تعهدت للدكتورة روحاما مارتون ان أرد على اتهاماتها ضدي واليكم الاجابة.

في البداية لدي معارضة شديدة للادعاء أنه ليس بوسعنا عمل شيء من أجل انقاذ الدولة، لهذا علينا الاعتماد على الاجانب، ليقوموا بالعمل بدلا منا. اسرائيل هي دولتنا ونحن مسؤولون عنها. انا واحد من الالاف القليلين الذين دافعوا عنها في ساحة الحرب في يوم ولادتها. الان علينا أن نهتم بان تكون شبيهة بالدولة التي حلمنا بها حينئذ. ليس هنالك اي معرفة خاسرة طالما يوجد اناس مستعدون للقتال. أنا اؤمن بالسلام. سلام بين إسرائيل وفلسطين معناه أن دولة اسرائيل تعيش الى جانب دولة فلسطين. لست متأكدا فيما اذا كان هذا ايضا هو هدف حركة الـ بي.دي.اس. هنالك أمور تقولها وتعملها من شأنها ان تقودنا الى استنتاج أنها تسعى الى سلام بدون اسرائيل. لهذا فانني اعتقد أن الـ بي. دي. أس عليها قبل كل شيء ان توضح تماما فيما اذا كانت تريد سلام مع اسرائيل او سلام بدون اسرائيل.

 هنالك من يؤمنون بان سلاما بدون دولة اسرائيل هو ممكن ومرغوب فيه أيضا. هنالك من يؤيدون ما يسمى "حل الدولة الواحدة"، أي أن يعيش الاسرائيليون والفلسطينيون معا، في رغد وهناء، كمواطنين متساوين في دولة واحدة. هذا حلم جميل ولكن لسوء الحظ التجربة التاريخية لا تدعمه. الاتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفاكيا والهند الصينية ودول اخرى تفككت. وفوق بلجيكا، كندا، بريطانيا ودول اخرى كثيرة يحلق خطر التفكك. في هذه اللحظة بالذات ينفذ قتل جماعي في بورما برعاية إمرأة حاصلة على جائزة نوبل للسلام.

ولدينا، يوجد لدينا شعبان وطنيان متشددان، يريدان لانفسهما نفس الارض كوطن. هل سيعيشان بسلام في دولة مشتركة واحدة؟ في دولة كهذه، الحياة ستكون جهنما (نكتة اسرائيلية: هل يمكن للذئب ان يعيش الحمل؟ ليس هنالك مشكلة. نحتاج فقط لان نوفر للذئب كل يوم حملا جديدا).

داعمو الـ بي.دي.اس يستشهدون دوما بتجربة جنوب افريقيا كأساس لاستراتيجيتهم: الغالبية السوداء في جنوب افريقيا قمعت من قبل الاقلية البيضاء. السود توجهوا الى العالم المتنور (الابيض) وهذا فرض مقاطعة على بلادهم. في النهاية انهار البيض. هنالك شخصان رائعان، نلسون مانديلا وفريدريك دي كلارك احتضنا بعضهما.

هذه هي القصة كما يراها البيض. في نظر السود القصة تختلف قليلا: السود الذين شكلوا الاغلبية الساحقة في جنوب افريقيا، شنوا حربا من الاضرابات والعنف، ايضا مانديلا كان ارهابيا. المقاطعة الدولية ساعدت بالتأكيد، ولكن ما حسم المعركة هو النضال العنيد للسكان السود.

الظروف هنا مختلفة تماما. الاسرائيليون وكذلك الفلسطينيون هم وطنيون متطرفون. اسرائيل غير محتاجة الى العمال العرب، هي تستطيع استيراد عمال من كل العالم، مستوى المعيشة للاسرائيليين أعلى بعشرين مرة من مستوى معيشة الفلسطينيين في المناطق المحتلة، ذكر الكارثة يتسبب بحصول اسرائيل على التأييد الكبير من العالم، الذي لا يؤيد اللاسامية. اسرائيل تتهم الـ بي. دي. اس باللاسامية.

أنا لا اعارض المقاطعة بصورة مبدئية. بالعكس، الحركة التي انتمي اليها "كتلة السلام" كانت الاولى التي فرض "منذ 1997 مقاطعة على منتوجات المستوطنات. أنا استطيع أن اتصور مقاطعة في كل الجهات التي  تساعد المستوطنات. ولكن حسب رأيي فان فرض مقاطعة على اسرائيل نفسها سيكون خطأ. واذا فرض فانه سيدفع الجمهور الاسرائيلي بمجمله الى أيدي المستوطنين، في حين أن وظيفتنا هي بالتحديد عزل المستوطنين في المناطق المحتلة والفصل بينهم وبين الجمهور في اسرائيل. هل هذا ممكن؟ هل ما زال ذلك ممكنا؟ أنا اؤمن بذلك.

الوضع الحالي يثبت باننا ارتكبنا اخطاء. علينا التوقف والتفكير من جديد، من البداية.

هنالك العشرات من المنظمات العاملة على الارض من اجل السلام وحقوق الانسان. علينا ان نجد طريقة لتوحيد كل هذه القوى بدون المس باستقلالها وخصوصيتها. علينا أن نجد طريقا للعيش مع احزاب اليسار، الموجودة حاليا في حالة اغماء. وربما انشاء حزب جديد.

أنا أحترم الـ بي.دي.اس وكل نشاطاتها الموجهة حقا وبصدق لتحرير الفلسطينيين وتحقيق سلام بينهم وبيننا. القانون الذي يحاولون تمريره الان في الولايات المتحدة والذي يستهدف تحويل نشاطات الـ بي.دي.اس الى مخالفة جنائية يبدو لي مضحكا وغير ديمقراطي. أنا أقترح على نشيطي الـ بي.دي.اس ان يقوموا بدورهم هناك. مهمتنا هنا هو أن نتموقع من جديد، أن ننتظم من جديد وان نضاعف جهودنا لاسقاط الحكومة الحالية وان نجلب معسكر السلام الى الحكم.

انا اؤمن ان معظم الاسرائيليين كانوا سيريدون السلام لو أنهم آمنوا بان السلام ممكن. الغالبية تمزقت بين اقلية يمينية نشيطة، لها أطراف فاشية وتعلن ان السلام غير ممكن وغير مرغوب فيه وبين اقلية يسارية بائسة ورخوة. هذا ليس وضعا ميؤوسا منه. المعركة بعيدة عن نهايتها. ليس هنالك ما نيأس سوى من اليأس نفسه.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024