الرئيسة

مختارات من الصحف العبرية

نشر بتاريخ: 2017-09-18 الساعة: 11:17

مصدر كبير في ادارة ترامب لـ "هآرتس": غير متوقع اختراق في المسيرة السلمية على هامش اجتماعات الجمعية العمومية

قللت صحيفة هآرتس العبرية في خبرها الرئيس اليوم الاثنين، نقلاً عن مصدر امريكي كبير في ادارة ترامب بانه من غير المتوقع مكن امكانية حدوث اختراق في المسيرة السلمية خلال اللقاءات المنعقدة على هامش اجتماعات الجمعية العمومية.

وقالت، قبيل اللقاءات التي سيعقدها هذا الاسبوع الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، تخفض الادارة الامريكية مستوى التوقعات في المسيرة السلمية. فقد قال مسؤول كبير في البيت الابيض لـ "هآرتس"، ان الادارة متفائلة بالنسبة للمسيرة السلمية بشكل عام، ولكن أحدا لا يتوقع اختراقا او تقدما هاما في اثناء الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك هذا الاسبوع.

"هذا ليس اسبوع المسيرة السلمية"، شرح الموظف الكبير. "فتحقيق  السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين يبقى احد التفضيلات الاعلى من ناحية الرئيس، ولكن لقاءات في اثناء الجمعية العمومية للامم المتحدة ستكرس ايضا لمواضيع اخرى وستشكل اساسا فرصة لفحص الوضع". واضاف الموظف الكبير، بانه في ضوء حقيقة أن صهر الرئيس ومستشاره الكبير، جارد كوشنير، زار المنطقة في الشهر الماضي على رأس وفد من البيت الابيض أجرى "زيارة ناجحة جدا"، فان الادارة غير معنية بتغيير سيره البطيء والحذر في  الموضوع. "المحادثات في موضوع المسيرة السلمية مستمرة بوتيرة ثابتة وهي منفصلة عن اللقاءات التي ستعقد في اثناء الجمعية العمومية".

وشدد الموظف الكبير  على أن البيت الابيض غير معني بالسماح للخطابات والتصريحات في اثناء الجمعية العمومية التأثير على مساعي السلام التي يقودها كوشنير والمبعوث الخاص للرئيس جيسون غرينبلت. وقال انه "في كل سنة يوجد تداخل في التواريخ بين الجمعية العمومية للامم المتحدة وبين المسيرة السلمية. نحن نعتزم ببساطة مواصلة الخطوات التي بدأنا بها وتحقيق تقدم".

ومع ذلك، تواصل الادارة التشديد على ان المسيرة السلمية تحظى باهمية شديدة في نظر الرئيس. وتعاطى ترامب مع الموضوع في حديث اجراه في نهاية الاسبوع مع رؤساء منظمات يهودية بمناسبة رأس السنة العبرية، قال فيه انه يأمل حصول تقدم هام في الموضوع في السنة القريبة القادمة.

وقال مستشار ترامب لشؤون الامن القومي، الجنرال ماكماستر يوم الجمعة ان المسيرة السلمية الاسرائيلية – الفلسطينية ستطرح على البحث "تقريبا في كل واحد من المحادثات" التي سيجريها ترامب مع زعماء من ارجاء العالم في ظل الجمعية العمومية للامم المتحدة.

 

وفي مقال لـ "تشيك برايلخ "الموسيقى الجنائزية الفلسطينية ..هي اللحن الحزين الاخير للبجع الصهيوني" في هآرتس كتب برايلخ:   

مؤخرا نشر اكاديميان فلسطينيان بارزان حسين الآغا واحمد سميح الخالدي مقال ممتع، كنوع من لائحة اتهام ذاتية شديدة، يدعي أن نهاية الحركة الوطنية الفلسطينية قد اقتربت. أقوال الاثنان، واللذان عملا في الماضي كمستشارين لياسر عرفات ومحمود عباس، تعبر عن حالة نفسية ورأي عام مهم يسود لدى الفلسطينيين. قبل اسبوعين من ذلك نشرت "النيوزويك" مقالا بعنوان "كيف انتصرت اسرائيل في الحرب وهزمت الحلم الفلسطيني". تبريراته مشابهة لتلك التي يطرحونها.

 يدعي الآغا والخالدي أن غياب عرفات ومعارضة عباس في "الكفاح المسلح"    أدت الى فقدان  الحركة الوطنية الفلسطينية للايديولوجيا التي استندت عليها. وفقدت حقها في الوجود. لقد كان للفلسطينيين حقا انجازات في نضالهم ضد اسرائيل، ولكنها لم يكن لها اهمية عملية. منظمة التحرير لم تنجح في التحول الى حزب سلطة حقيقي، وقد كف عبر السنين عن التمثيل الحقيقي للفلسطينيين وحتى من الممكن ان تفقد مكانتها كـ "ممثل شرعي ووحيد" للشعب الفلسطيني. النتيجة هي "ان حركة التحرير الفلسطينية... جلبت القليل جدا من التحرير، وبقيت مقيدة داخل عملية سياسية لم تعطي أي نتائج". ذروة الحركة الفلسطينية كما يقول الآغا والخالدي، كانت في اتفاقات اوسلو، ولكن هذه كانت دلالة ايضا على بداية الهبوط، وباختصار  على الفلسطينيين التكيف مع واقع اقليمي وعالمي أكثر راحة بالنسبة لهم.

الاسباب التي يعددونها للاضمحلال السياسي عديدة: غياب جيل يواصل الطريق لزعماء ذوي مستوى عالٍ ويحظون بمكانة لدى الجمهور والذين هم مطلوبون لصنع السلام، فقدان الثقة بالمفاوضات مع اسرائيل، التصلب في المواقف الاسرائيلية، فشل المبادرات الدبلوماسية الفلسطينية، تدهور مكانة عباس بسبب استمراره في المفاوضات "العقيمة"، معارضته المستمرة لاستخدام العنف، التنسيق الامني، تحول سلطته الى سلطة فردية.

 ولكن الآغا والخالدي لا يتطرقان لمسؤولية عرفات وعباس في افشال مبادرات السلام الدراماتيكية لايهود باراك وبيل كلينتون وايهود اولمرت. كما أنهما لا يعترفان بان مقاربة الكل او لا شيء – وهي المقاربة الاساسية للفلسطينيين منذ بداية ايام الصراع، كانت ضدهم – أي ان الفلسطينيين نفسهم يتحملون بالاساس وزر تدهور حركتهم القومية وفقدان الفرصة لاقامة دولة. هنالك كما يبدو حدودا لما يمكن قوله علنا.

ظاهريا، كان علينا ان نفرح. في السنة السبعين لاستقلالنا، وبعد أكثر من مئة سنة من الصراع المرير، "انتصرنا"، واذا لم يغرق رئيس الحكومة قبل ذلك في بحر الفساد، يستطيع ان يصرخ فرحا طوال طريقه نحو صندوق الانتخابات. شعار الانتخابات واضح: هُزم الفلسطينيون – واثناء فترة ولايتي.

الحقيقة، كما هو مفهوم، اكثر قسوة. مصير الحركة الوطنية اليهودية مرتبط بحبلها السري بمستقبل الحركة الوطنية الفلسطينية. اذا هُزم الفلسطينيون حقا، "الانتصار" سيبقينا بالرغم عنا مع حل دولة واحدة، ثنائية القومية، سنعرض للخطر مستقبل المشروع الصهيوني. انه من النادر ان يمكن التاريخ لرؤية ملخص للحلقات القادمة، ولكن الواقع الثنائي القومية تحول منذ فترة من كابوس مستقبلي ممكن الى واقع مرير، مع الارهاب الذي أصبح جزءاً من حياتنا – والخوف الدائم لجهاز الامن من اندلاع موجة عنف جديدة – ومع التوجهات الديمغرافية ومع العنف في الخطاب الجماهيري. لقد اصبحنا اليوم - نتحدث ليس عن أي مستقبل بعيد وغامض، نتاج خيال يساريين انهزاميين – اكثر من 40 في المئة من سكان اسرائيل والضفة معا ليسوا يهودا. الحركة الصهيونية لم تعرف يوما بالضبط مفهوم "الدولة القومية للشعب اليهودي"، بالتأكيد ليس بنسب، ولكن دولة أقل من 60 في المئة من سكانها هم يهود، لن تظل كذلك لفترة طويلة. لولا الانفصال عن غزة لكنا نتحدث من فترة عن أغلبية عربية.

بالرغم من تطرق وزيادة قوة اليمين، فان الاستطلاعات تظهر ان معظم الشعب يعارض بشدة حل دولة واحدة ثنائية القومية. بناء على ذلك فان الخطاب الجماهيري يجب تحويله من الشأن الفلسطيني الى النضال من أجل انقاذ المشروع الصهيوني، والذي سيتركز في الحفاظ على حل الدولتين، الى حين تخلق الظروف المناسبة لتطبيقه. ان احتمالات التوصل الى اتفاق دائم في السنوات القريبة قليلة جدا، بغض النظر عن مواقف اسرائيل ولكن هنالك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها اليوم، ومن ضمنها نقل مناطق اخرى من منطقة ج الى المسؤولية الفلسطينية، هكذا يتم ايجاد منطقة حكم ذاتي حقيقي، خطوات لبناء الثقة والمجتمع الفلسطيني، مثل منح تصاريح بناء  في قلقيليا واماكن اخرى، وفوق كل ذلك – وقف الاستيطان خارج الكتل ومنح حوافز للمستوطنين للبدء في "العودة الى البيت".

اليمين المتطرف في الحكومة يمنع كل ذلك اليوم، ولكن ستكون لدينا حكومات اخرى، ستقوم بطرح مبادرات سلام اختراقية. الظروف تزداد صعوبة مع مرور السنين، ولكن البديل هو دولة ثنائية القومية ونهاية الحركة الوطنية اليهودية. يمكن ان نأمل انه في نهاية الامر، وفي المستقبل القريب ستنتصر الظروف والعقل السوي على المسيحانية. الاعلان عن موت الحركة الوطنية الفلسطينية ما زال مبكرا. علينا أن نأمل جدا ان يكون الامر كذلك، وهذا من مصلحتنا. على كل الاحوال من الضروري تأمين الا تتحول الموسيقى الجنائزية الفلسطينية الى اللحن الحزين الاخير للبجع الصهيوني.

 

وفي مقال لـ "دوريت الدار" في صحيفة هارتس  بعنوان "الجمعة عند عائلة شماسنة" كتب الدار:

ليس هناك ما يعوض عما تراه العين. فأنا اعرف قصة عائلة شماسنة منذ سنين. أقرأ، وأساسا أسمع، قصتها الحزينة التي تدور بين المحاكم، في محاولات التصدي للمسألة القانونية والقرار بطردهم من بيتهم. وحتى بعد الحسم النهائي، تواصلت مساعي الصد. ثمانية نفوس في شقة من غرفتين في الشيخ جراح في القدس الشرقية، تلك التي لم توحد معا. ثمانية نفوس، ثلاثة اجيال، الجد إبن 84، مريض وعاجز، الجدة لطيفة المظهر، إبنهما محمد، زوجته، اطفالهما. مدخل صغير، والغرفتان تحت مستوى الطريق.

أخليت العائلة من بيتها في الليلة التي بين 4 – 5 ايلول. ومنذئذ وهم في الشارع. عفواً، في الزقاق الضيق والمهمل. ممتلكاتهم جمعت ونقلت الى مخازن دائرة الاجراءات. والحساب الهائل سيقدم اليهم. في غضون نحو ساعة دخل مستوطنون الى الشقة. ويوم الجمعة من اسبوع الاخلاء ذهبنا للقاء العائلة.

 وصلنا في الصباح. على كراسي بلاستيكية بيضاء جلس ابناء العائلة والاصدقاء من سكان الحي، وكانت الوضعية، مع الفارق، هي وضعية خيمة عزاء، ولكن بلا خيمة. أمامهم طاولة مغطاة بالنايلون، صحن حمص، بضعة ارغفة. تفضلوا، تقول أم العائلة. اعتذر أني سبق أن أكلت. اذا قهوة عربية على الأقل، كما يقترح أحد الجيران بعبرية طليقة. أمامه كومة من الكؤوس الصغيرة أحادية الاستخدام، وترموس من القهوة. ضيافة في كل الظروف.

 أنا لا أتكلم العبرية، ولكن الاتصال موجود، هو اتصال تأييد وأسى. فالقلب يتفطر إذ فجأة تأخذ القصة وجها. اطفال أبناء العائلة يتراكضون في الزقاق مع رفاقهم. والبيت، العقار البائس، مغلق. كاميرات الحراسة وحدها تنظر إلي، والانتركوم الجديد بارز، غريب في هذا المحيط. وقد علقت هذه بسرعة البرق من المستوطنين الذين سيطروا على البيت، "لانقاذه". دونم هنا ودونم هناك. وكأنه لم تمر عشرات عديدة جدا من السنوات منذ تلك القصيدة. ويوجد علم ايضا. علم اسرائيل، علمي، الذي يوظف لاغراض كلها شر، يرفرف مرفوعا على عامود نصب على سطح البيت. فتيان التلال وواحد مع قميص جماعة "لهافا". أغادر مصدومة.

 نحن نعود في الظهيرة، مع زجاجات ماء وتصبيرات للاطفال. حار، حر بداية ايلول. وللوقاية من الشمس رفعوا مظلة بلاستيكية زرقاء، ومن تحتها حار حتى أكثر. والآن، يجلسون في الطرف الآخر من الزقاق، إذ أن الشمس تسير في مسارها. هناك أجواء ذات معنى، مسيرة تأييد ستأتي. أحد الاطفال يرغب في انزال العلم. في مدخل البيت آريه كينغ، الذي يكرس ايامه لظلم الفلسطينيين، وبضعة فتيان تلال وشبان مدرسة دينية مهملين، في وردية الحراسة للمستوطنات في قلب الاحياء العربية.

يدعو كينغ افراد الشرطة المتواجدين في كل زاوية. فهل لديه رقم الهاتف النقال للشرطي؟ يأتي شرطيان. عيون الاطفال تشخص اليهما. أحد الشرطيين، يتكلم العربية من بيته، يتوجه اليهم بنظرة مهددة. لا أفهم فحوى القول، ولكني أرى ردود فعل الطفل. يقول كينغ بسكينة إنه حاول الدخول الى بيتي، بيته؟ البيت ليس مسجلا على اسمه. فزع الاطفال الفلسطينيين لا يؤثر على كينغ، "بارد كالخيار" بقميصه الاخضر.

 مسيرة التأييد تقترب. أحد سكان الحي يرفع علم فلسطين ويسير باتجاهها. وفي ثوان يمسك افراد الشرطة بتلابيبه. اشعر أنني ضائعة وسأفتقده. ماذا لو كان رفع علم الولايات المتحدة؟ كل شيء سيكون على ما يرام، يقول الشرطي الثاني. النشيط الفلسطيني بات في داخل السيارة الشرطية، في طريقه الى محطة شليم. لا، ليس كل شيء على ما يرام. أحاول أن أجيب، ولكن لم يعد هناك من أجيبه. نسافر نحو المسيرة المثيرة للانطباع، ما لا يقل عن 200 نشيط اسرائيلي ساروا من وسط القدس نحو الحي الشرقي، كمن يأتون ليقولوا نقف معا الى جانبكم، سنكافح معا ضد الاخلاءات المرتقبة التالية، ضد الشر وضد القاء الناس الأبرياء الى الشارع، محرومين من كل شيء. ليس الجميع آريه كينغ، لسنا كلنا سُطاة نسلب الفقير آخر ما يملك.

 

وفي مقال لـ "شلومو شمير"  بعنوان "لا يمثلنا" في صحيفة معاريف. قال شمير:   

 يلقي رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو غدا خطابا أمام الجمعية العمومية الـ 72 للامم المتحدة، والتي تنعقد هذه الايام في نيويورك. غير أن برأيي، فان زعيما تجري شرطة بلاده ضده تحقيقات في ملفين؛ مسؤولون سابقون عملوا في حضرته وعلى مقربة منه يخضعون للتحقيقات كمشبوهين بأعمال جنائية في قضية الغواصات، قضية الفساد الاكبر في تاريخ اسرائيل، وزوجته ستقدم الى المحاكمة في قضية المنازل – ليس الشخصية المناسبة لتمثيل اسرائيل في مثل هذه الاجتماعات الدولية.

  يدور الحديث عن مناسبة سنوية يشارك فيها أكثر من مئة زعيم دولة، رؤساء حكومات ووزراء خارجية. من ناحية سياسية، للجدال العام، درة التاج في الجمعية العمومية السنوية، يوجد معنى طفيف. ولكن أهميته هي رمزية بالاساس. وبالأساس لهذا السبب، فان كلمة نتنياهو لن تضيف شرفا لدولة اسرائيل.

يمكن الافتراض بأن القلائل جدا، هذا اذا كان على الاطلاق، من بين مشاركي الجمعية العمومية الحالية، واعون بوجود التحقيقات ضد رئيس الوزراء، أو سمعوا في أي مرة عن ملف 1000 أو ملف 2000. مشكوك ايضا اذا كان الوافدون الى الجمعية يعرفون عن قضية الغواصات أو القرار برفع لائحة اتهام ضد عقيلة رئيس الوزراء. ولكن حقيقة أن الناس لا يعرفون عن مرض الآخر ليست مواساة للمريض وليست مبررا له للظهور في الحفلة والتظاهر وكأن كل شيء على ما يرام. وهذا على ما يبدو بالضبط ما سيفعله رئيس الوزراء في اثناء تواجده في نيويورك: سيلقي خطابا مسقعا في الجمعية العمومية، وسيجري لقاءات مع الزعماء، بمن فيهم الرئيس الامريكي ترامب وسيشارك في مناسبات تعقد على هوامش الجمعية.

 نشر كاتب الرأي روجر كوهين مؤخرا في زاويته في "نيويورك تايمز" استعراضا مفصلا لكل التحقيقات التي تجري ضد نتنياهو، في ظل مقارنتها بتورطات الرئيس ترامب. كما افادت نيويورك تايمز مؤخرا بالقرار لرفع لائحة اتهام ضد عقيلة رئيس الوزراء، سارة نتنياهو، تحت العنوان: "زوجة نتنياهو متهمة بسوء استخدام الاموال العامة".

من بين رؤساء الدول والزعماء المشاركين في الجمعية العمومية، غير قليل متورطون في قضايا فساد في بلدانهم أو مشاركون في اعمال القمع والانتهاك لحقوق الانسان. ولكن رئيس وزراء اسرائيل يفترض أن يمثل دولة يهودية الاخلاق فيها هي اساس وجودها، غايتها النور للأغيار، زعماؤها هم قدوة للحفاظ المتشدد على القانون. ليست هذه بالضبط هي صورة الوضع التي يمثلها نتنياهو. رئيس وزراء اسرائيل سيلقي خطابا في ساحة معادية لاسرائيل، وعليه فهو ملزم بأن يكون رمزا شخصيا للاستقامة، لنظافة اليدين، للتميز الواضح عن كل مؤامرة وبراءة شاملة من كل ظل شبهة تتطلب تدخلا من سلطات القانون.

  اذا حاكمنا الامور وفقا للخطابات التي القاها نتنياهو في اجتماعات الجمعية العمومية السابقة، ولا سيما بموجب الخطاب الذي القاه في العام الماضي، ففي الخطاب الذي سيلقيه رئيس الوزراء غدا سيحذر من التهديد المحدق بالسلام العالمي من جانب ايران نووية. كما أنه سيزاود اخلاقيا على اعضاء المنظمة في موقفها المتحيز وأحادي الجانب ضد اسرائيل ويلمح ربما بالعلاقات الخفية التي لاسرائيل مع دول عربية. مفهوم أن نتنياهو سيكرر ايضا تطلع اسرائيل للسلام مع الفلسطينيين واستعداد الدولة لمفاوضات بدون شروط مسبقة. هذا مضمون جدي جدا سيجد رئيس وزراء متورط مع القانون صعوبة في تسويقه واقناع مستمعيه به.

وعليه، فمن يجدر أن يمثل اسرائيل في مناسبة عالمية كالجمعية العمومية للاممز 

 

وفي مقال لـ "غادي حتمان" في مقال في صحيفة اسرائيل اليوم بعنوان "الخطوة التكتيكية لحماس" كتب حتمان.

بطبيعة الاحوال، كل خطوة يقوم بها العدو – السياسي أو العسكري – تثير اهتماما لدى الجمهور الاسرائيلي. هكذا ايضا الخطوة الاخيرة لحماس، التي أعلنت عن استعدادها لحل اللجنة الادارية في قطاع غزة، والتي شكلت مثابة حكومة ضيقة. من خلف القرار – ضغط شديد من مصر للوصول الى ترتيب في الساحة السياسية الفلسطينية بعد أكثر من عقد على الازمة.

 الحقيقة هي أنه لا يوجد ما يدعو الى التأثر بقرار حماس. فحل اللجنة يترافق والدعوة الى اجراء انتخابات عامة، ولكن حتى هذه ليست مثابة خبر صاخب. فقد أعربت الحركة في الماضي عن استعدادها لاجراء الانتخابات، انطلاقا من تقديرها بأن بوسعها أن تأخذ هذه المرة ايضا كل الصندوق، مثلما فعلت في كانون الثاني 2006. يحتمل أن تكون محقة، وليس صدفة أن أبو مازن يمتنع عن التوجه الى انتخابات جديدة، يمكنها أن تكشف عن اخفاقه المدوي في تنفيذ اصلاح سياسي في صفوف منظمته – فتح.

يخدم القرار في نهاية الاسبوع حماس في الساحة الداخلية والاقليمية. فالموافقة على حل اللجنة هي تعبير عن الرغبة في الحصول على مساعدة مصر واتحاد الامارات – بوساطة محمد دحلان، من كبار مسؤولي فتح في القطاع – لدعم حماس سياسيا واقتصاديا. واضح أن العبء المتواصل المتمثل بالحرص على مصلحة السكان وغياب الاموال النقدية في الصندوق، يستدعي من الحركة تقديم تنازل تكتيكي بين الحين والآخر، ولا يوجد أي عيب في ذلك: فالنبي محمد هو الآخر تصرف على هذا النحو. وفي ضيق الازمنة وعلى خلفية الضائقة الاقتصادية والنقدية المتواصلة (مصيبة انسانية منعت فقط بسبب سياسة اسرائيلية تستهدف منع القاء المسؤولية عليها في حالة مثل هذه الازمة)، قرر اسماعيل هنية هذه المرة بأن المنفعة المتوقعة للحركة كنتيجة لحل اللجنة الادارية تفوق الضرر. وبالفعل، فان اموال المساعدات التي مصدرها الدولة الصغيرة في الخليج الفارسي تشق طريقها الى القطاع منذ الآن.

في الساحة الداخلية يرفع قرار حماس العقوبات التي فرضها أبو مازن، والتي تضمنت تقليص توريد الكهرباء الى القطاع واقالة الموظفين. ولكن فضلا عن ذلك، فانه اشارة الى النية الطيبة للشروع في جولة اخرى هدفها حل الازمة السياسية في الساحة الفلسطينية. ولا يزال، من هنا حتى ترتيب العلاقات بين الطرفين، الطريق طويل في ضوء المواقف القطبية للعرابين الفلسطينيين.

في نظرة أوسع، لا يوجد هنا تغيير استراتيجي. فحماس لا تتنازل بصفتها هذه عن برنامجها السياسي ورؤياها بالنسبة لمستقبل فلسطين. والخطوة الاخيرة هي ذات معنى سياسي تكتيكي ليس إلا. ففي شهر أيار الماضي فقط اعلنت حماس عن أنها مستعدة لدولة فلسطينية في خطوط 1967، ولكن في البيان نفسه اوضحت المنظمة ايضا بأنها لن تتنازل عن أي شبر من فلسطين. مشوشون؟ قطعا لا. هنا ايضا هذا تنازل سياسي أو، إن شئتم، نسخة عن نظرية المراحل لـ م.ت.ف بصيغة اسلامية خاصة بها. وهنا ايضا يتيح الفقه ذلك، وإن كان لأن النبي نفسه تصرف بشكل مشابه في بداية عهد الاسلام.

كل هذا لا يغير موقف حماس تجاه اسرائيل، وهي تواصل اعتبارها العدو الذي سلب الارض الوقف لفلسطين. ومع ذلك، ورغم الموقف الايديولوجي المتصلب هذا، عرفت حماس في الماضي كيف تتفاوض مع الصهاينة من خلال الوسطاء. وهكذا سيكون لاحقا ايضا. في اوقات الضائقة. 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024