الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الجريمة.. أسئلة برسم الاجابات العملية !!

نشر بتاريخ: 2018-08-28 الساعة: 08:22

موفق مطر  هل يتجه مجتمعنا نحو حافة الهاوية ؟! أم أن الجرائم أمر لابد من حدوثه في اي مجتمع مشابه لمجتمعنا من حيث الحيز الهائل للثأر والعادات والتقاليد السلبية في دائرة مكونات الشخصية الفردية والجمعية؟!!.

 أين  تكمن المشكلة في نصوص قانون العقوبات ، أم في تنفيذه ؟! أم أن سلطة القضاء مازالت غير قادرة على التحرر من قيود المفاهيم الموروثة التي مازالت متجسدة عبر منظومة الأحكام العشائرية، وغيرها من مفاهيم فرضها مفسرون ومشايخ بعد أن نسبوها ظلما للعقيدة والشريعة الدينية لضمان ديمومة سلطتهم الفردية المحدودة على حساب سلطة المجتمع (القانون).

 ألا يكفينا أننا ضحايا أفظع جريمة في العصر الحديث (الاحتلال الاستعماري الاسرائيلي العنصري) ؟! أم أن معظم المجتمع مازال يظن  أنه خارج المعادلة، وانه غير محسوب في دائرة الاستهداف؟! لذا نراه يتمادى في أخذ دور المجرم الذي يهدد وجوده بصورة تبدو وفق معايير القضية والأدوات والأسباب فيرتكب جريمة أفظع !!.

هل انبرى معتلو المنابر للخطابة النارية، واحتلال منابر المحللين السفسطائيين العدميين، وضرب وجوه الناس بمصطلحات السياسة، وجرحهم وتركهم ينزفون احباطا ويأسا،  فمهمة هؤلاء الأساسية توجيه العامة من الناس الى سلوك نتيجته الحتمية المباشرة الارتقاء بالروح البشرية الى مصاف الروح الانسانية الرافضة بالمطلق للجريمة ؟!. أم تراهم يخوضون في قصة قابيل وهابيل في غير مقاصدها الحقيقية الأصلية ؟!..

نعتقد أنهم قد استخدموا النصوص المقدسة ووظفوها لأهدافهم السلطوية فقط، فضيعوا بوصلتهم وضيعوا معهم الذين ينصتون اليهم ويصدقون كل تفوهاتهم !!.

والآن لدينا مئات الجمعيات ومراكز المجتمع المدني واخرى بمسميات ومضامين متصلة بتنمية المجتمع، والعدالة، والتقدم والتحرر، والتطوير والانماء، ونشر قيم المحبة والسلام، ماذا قدمت؟ ماحجم تغييرها الايجابي في المجتمع مقابل مئات ملايين الدولارات التي يقدمها المانحون، وكذلك التسهيلات المقدمة من الحكومة، فالخط البياني للمجتمع هابط، منكسر للأسفل منتكس ؟!!.

هنا لابد من اعادة  الاعتبار لنظم ومناهج التربية، ولابد من تدخل مؤسسات الدولة بقوة لمنع تدهور نخشى ان صناع الجهل ينافسون الاحتلال لإسقاطنا الى القاع وتحطيمنا حتى لا تقوم لنا قائمة.

بات لازما اعتماد  التقييم عند انتهاء كل خطة خمسية للتنمية المجتمعية، وتطوير  الشخصية، وعملية تطهير الثقافة  الشعبية من العنف ومفاهيم التمييز،  والغوص عميقا في قراءة  مسارات المجتمع لاستخلاص  العبر وتصويب اتجاهات ومعالجات، مؤسسات الدولة.

آن الأوان ليأخذ الاعلام دوره في نشر الوعي وتكريس قيم رافضة للجريمة تحت أي مسمى او اسباب او حيثيات او الأعذار المحللة لها، ونبذ الشطارة وطرح القضايا للاثارة، او لمجرد رمي المسئوليات والتشفي، فنحن نحتاج الى منهج اعلامي ومعالجات جذرية.

الجهل هو الوجه الآخر للظلم، ويبدو لنا الظلم حلقة في سلسلة التخلف المقيدة للمجتمع المنطلق نحو الحرية، لكن هل عرف الناس ان الوصول الى الحرية يبدأ من انتهاج فكر تحرري، وتكوين انسان (مواطن) مؤمن بقيم العدالة والمساواة وملتزم بالقانون كالتزامه بمبادىء عقيدته الروحية.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024