الرئيسة

التصعيد المتدرج.. مواجهة حتمية مع الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 2018-03-19 الساعة: 18:45

تل أبيب-عرب48- يستقرئ محللون وعسكريون بالاحتياط بالجيش الإسرائيلي، التصعيد الميداني المتدرج في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأنه ينذر بانفجار الأوضاع الأمنية فيها، الأمر الذي من شأنه أن يمهد إلى مواجهة كبيرة وشاملة.
وربط محللون وعسكريون بين التصعيد المرتقب والمناسبات الوطنية الفلسطينية القريبة، يوم الأسير وذكرى "يوم الأرض" في الثلاثين من آذار/ مارس الجاري وحتى إعلان الإدارة الأميركية تدشين سفاراتها بالقدس المحتلة بذكرى النكبة.
وأجمعوا أن التصعيد المتدرج بالتزامن مع المناسبات الوطنية الفلسطينية وتسارع الأحداث، بمثابة ترجمة فعلية للتحذير الذي أطلقته المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عام، ويشير إلى تصعيد غير مسبوق في الشارع الفلسطيني.
كثيرة هي السيناريوهات التي يضعها الجيش الإسرائيلي، ولا سيما القيادة الجنوبية، حيث يستعد الجيش للتعامل مع مدن الخيام التي ستقام على طول حدود قطاع غزة، ومع مسيرات الآلاف نحو عشرات النقاط على طول الحدود، ومحاولة عبورها. وفي الضفة سيحاولون الدخول إلى المستوطنات. الاستعدادات هي لمواجهة خرق النظام، لكنه من الواضح تماما إنه إذا تحققت هذه المخططات فسيسقط ضحايا وجرحى.
لا توجد وسيلة لوقف المسيرات الجماعية التي تعرض حياة الجنود للخطر، ترجح السيناريوهات العسكرية، فقط بواسطة الغاز المسيل للدموع. وربما يكون هذا هو الحادث الذي سيشعل المنطقة، وهنا لن تساعد قوات الأمن الفلسطينية. فهذا حدث معد للشغب ويستدعي الخروج عن السيطرة. التظاهرات الحالية على حدود القطاع، التي يصاحبها زرع عبوات ناسفة على السياج، هي فقط المقدمة المصممة للتسخين والتمهيد، تدريجيا، للعرض الرئيسي للفورة الجماعية.
مسيرات "العودة الكبرى" التي يجري تنظيمها في الأسابيع الأخيرة، في قطاع غزة، يقول محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان: "لن تشمل فقط مسيرات جماهيرية من القطاع إلى السياج. فمع الطعام تأتي الشهية، ونحن نتحدث اليوم عن استعدادات مماثلة في الضفة الغربية وكذلك بين العرب بإسرائيل، وعن مسيرات ستصل من الحدود الأردنية والحدود اللبنانية. ومن المتوقع أن يبدأ العرض الكبير في نهاية الشهر".
ويعتقد فيشمان، أن إحدى الإجراءات التي تتخذها إسرائيل اليوم لتأجيل وتقليص فوران هذا البركان هي محاولة بناء تحالف مع الولايات المتحدة وسبع دول عربية لخلق واقع مختلف في القطاع. وقد شارك منسق أعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي، مؤخرا، في المؤتمرات الطارئة لإعادة إعمار غزة، التي عقدت في القاهرة وواشنطن، وسيشارك في مؤتمر للدول المانحة في بروكسل.
هذا كله بهدف الإسراع بتنفيذ مشاريع البنية التحتية في قطاع غزة من أجل منع وقوع كارثة إنسانية تنطوي على إمكانية تفجير الشرق الأوسط بأكمله. وكل هذا يحدث من دون الفلسطينيين. الوضع شديد التفجر، حسب فيشمان.

 

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024