الرئيسة/  مقالات وتحليلات

سلامة ايران مُقَدَمة على سلامة غزة .!!!

نشر بتاريخ: 2024-04-21 الساعة: 12:07

 

مروان ابو شريعه

شئ غريب جدا..!  فقد لاحظت شريحة من النخب تدافع عن شكل رد ايران على قصف سفارتها فى سوريا الذى اثار الاحباط والسخرية عند كثير من الناس بسبب التصريحات التى كان يطلقها الزعماء الايرانيون عن قدرة ايران على تدمير اسرائيل  .
فقالو ان هذا رد عبقرى وفى منتهى الدقة ومحسوب النتائج ولقد جنب ايران الدمار وضبط ردة الفعل الاسرائيلية وطوقها .

الى هنا فان هذا الكلام مقبول وان دفاعهم عن الرد الايرانى معقول . ومن وجهة نظرى انه من حق ايران ان تختار عدم الرد وفق حساباتها السياسية والعسكرية والاقتصادية .

ولكن الغريب والغير مقبول جدا ان هؤلاء الناس انفسهم يدافعون باستماته عن هجوم ٧ اكتوبر الذى يفتقر الى ادنى الحسابات السياسية والعسكرية وحسن التقدير . ويتنافى بشكل هائل مع المعايير التى اتبعوها والمبررات التى قدموها فى دفاعهم عن الرد الايرانى الذى لم يقتل اسرائيلى واحد .
بل انهم جردوا اقلامهم للتحريض على الكثير من ابناء غزة الذين يعيشون تحت القصف والموت والحرمان والتشرد من ملجأ الى اخر والذين فقدوا اعز من يحبون واغلى ما يمتلكون . ويحاولون اخراسهم لانهم انتقدوا عمليه السابع من اكتوير من نفس الزاوية والمعايير التى دافعوا فيها عن الرد الايرانى الباهت .
اليس هذا اتباع للهوى  وحياد عن الحق؟! اليس فى ذلك عدم احساس بالقهر وبلادة تجاه الناس التى تعيش اسوا نكبة واشد الم فى تاريخ الشعب الفلسطينى.
 
للاسف لم يكلفو انفسهم مرة واحدة ان يدخلوا تهجير شعب من بيوته واراضيه فى اثناء تناولهم للسابع من اكتوبر ورفض اسرائيل عودتهم .
ولم يكلفوا انفسهم مرة واحدة ان يقدموا مبادرة او مقترحا واقعيا يستحسنه العقل والشرع لوقف الابادة او تقليل الخسارة وفقا لقاعدة اخف الضررين .
هؤلاء للاسف هم اضعف وأجبن من ان يقولو للناس جملة سياسية واحدة تريحهم ويطمأنو لها وتخفف الامهم . وانما يقولوا كلاما شعاراتيا ايدولوجيا فارغا يستحيل مراجعة او محاسبة احدا على قوله .
ان هؤلاء النخب ليسوا اكثر وطنية ولا اكثر ثورية ولا اكثر استعدادا للتضحية من اجل الوطن من اولئك الذين عارضوا هجوم حماس فى السابع من اكتوبر .فاذا كانوا يؤمنون بالعقلاية والذكاء السياسى و الحكمة فان شعبنا اولى بذلك .
لاننا اضعف قوة من ايران . وجلد ايران اقوى من عظمنا .
فلماذا تختارون لنا الموت .
 نحن اولى بالصدق وليس بقول الشئ ونقيضه .

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024