الرئيسة/  بيانات ومواقف الحركة

46 عام على عملية كمال عدوان واستشهاد  دلال المغربي وابطال فرقة دير ياسين .

نشر بتاريخ: 2024-03-12 الساعة: 02:58

في ١١ آذار ١٩٧٨ وبعد ٣٠ عاما على مجزرة دير ياسين، توجهت فرقة من الفدائيين بقيادة الشهيدة دلال المغربي عبر البحر إلى حيفا لتنفيذ عملية في قلب الأرض المحتلة خطط لها الشهيد أبو جهاد..، سميت هذه الفرقة (فرقة دير ياسين)، وكانت بقيادة دلال المغربي " عروس يافا "، حيث تم خطف حافة جنود في إسرائيل عام 1978، مما أدى لمقتل أكثر من 30 إسرائيلياً، وإستشهدت في العملية برفقة مقاومين أخرين، وهي التي قال عنها نزار قباني إنها " أقامت الجمهورية الفلسطينية "، فمن هي دلال المغربي ؟

المولد والنشأة

ولدت دلال المغربي عام 1958 في أحد مخيمات بيروت، وهي ابنة لأسرة من يافا لجأت إلى لبنان في أعقاب النكبة عام 1948. 

التجربة الفدائية

التحقت بالحركة الفدائية الفلسطينية وهي على مقاعد الدراسة، انضمت إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وشاركت عام 1973 في الدفاع عن الثورة الفلسطينية ببيروت.
دخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على مختلف أنواع الأسلحة وحرب العصابات، كما تطوعت بصفة ممرضة في الهلال الأحمر مثل والدها.
وهي في سن العشرين اختيرت دلال رئيسة لفرقة دير ياسين المكونة من 12 فدائيا، للقيام بعملية خطط لها الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)، وتقضي بالسيطرة على حافلة عسكرية إسرائيلية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين.


عملية كمال عدوان بقيادة دلال المغربي.

عرفت العملية باسم كمال عدوان، وهو القائد الفلسطيني الذي كان مسؤولا عن جهاز يشرف على المقاومة في بيروت، والذي اغتالته -مع مجموعة من المقاومين في بيوتهم بحي الفرداني في شارع السادات ببيروت عام 1977- فرقة تسللت إلى بيروت برئاسة وزير دفاع الاحتلال السابق إيهود باراك.
تسللت دلال برفقة فرقتها يوم 11 مارس/آذار 1978 من الأراضي اللبنانية، ونزلت المجموعة من الباخرة التي مرت أمام الساحل الفلسطيني بعد أن قذفت قاربين مطاطين ليوصلاها إلى الشاطئ.
ونزل الفدائيون إلى الشارع العام واستولوا على عدد من السيارات كان آخرها سيارة ركاب كبيرة اتجهوا بها مع رهائن كثر نحو تل أبيب.
قالت دلال للرهائن "نحن لا نريد قتلكم، نحن نحتجزكم فقط كرهائن لنخلص إخواننا المعتقلين في سجون دولتكم المزعومة من براثن الأسر". ثم أخرجت من حقيبتها علم فلسطين وعلقته داخل الحافلة وهي تردد "بلادي.. بلادي لك حبي وفؤادي، فلسطين يا أرض الجدود إليك لا بد أن نعود".

الاستشهاد

بعد أن أصبحت دلال وفرقتها على مشارف تل أبيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها باراك بإيقاف الحافلة وقتل أو اعتقال ركابها من الفدائيين، وقامت وحدات كبيرة من الدبابات والطائرات المروحية بملاحقة الحافلة إلى أن تم توقيفها وتعطيلها قرب مستعمرة هرتسليا.
واشتبكت الفرقة مع القوات الإسرائيلية فاستشهدت دلال مع زملائها، وأسر واحد، وسقط من العدو الإسرائيلي عشرات القتلى والجرحى، واحترقت سيارة الركاب بمن فيها.
ولا تزال دلال حتى وهي شهيدة تزعج الاحتلال، فلا يزال الإحتلال يحتجز جثمانها، فقد أوعز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مارس/آذار 2016 إلى سفير بلاده لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى ضد السلطة الفلسطينية لاحتفائها بذكرى استشهادها.

حصيلة العملية.

اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها مناحيم بيغن في اليوم الثاني للعملية بمقتل 37 من الإسرائيليين وأكثر من ثمانين جريحا، لكنه لم يفصح عن عدد القتلى في صفوف الجيش.

أسماء المشاركين بالعملية

دلال سعيد المغربي {جهاد} مواليد بيروت،(20) عام، المفوض السياسي للمجموعة، أصيبت برصاصة فوق عينها اليسرى واستشهدت.
محمود علي أبو منيف {أبو هزاع} مواليد نابلس، 1960، قائد المجموعة، أصيب في جبهته واستشهد.
الأسير حسين فياض {أبو جريحة} مواليد غزة - خان يونس 1960، أوكلت له قيادة المجموعة بعد إصابة أبو هزاع بدوار، وبقي القائد حتى بعد تحسن حالة أبو هزاع، تم اعتقاله بعد العملية وحكم عليه بالمؤبد.
أبـو الرمــز.. (18) عام، أشجع أفراد المجموعة، تظاهر بالاستسلام للقوات الإسرائيلية وعندما اقتربوا منه التقط الكلاشينكوف المعلق بكتفه وقتل مجموعة من القوات الإسرائيلية، أصيب بعدها واستشهد
الأسير خالد محمد أبراهيم {أبو صلاح} مواليد الكويت (18) عام، أصيب في يده، تم اعتقاله بعد العملية وحكم عليه بالمؤبد.
حسين مراد {أسامة} مواليد المنصورة 1961 ،15 عام، لبناني الأصل، أصغر أفراد المجموعة سناً، أصيب بطلقة في رأسه واستشهد.
محمد حسين الشمري {أبو حسن} مواليد شمر - اليمن 1958 ،(18) عام، يمني الأصل، ارتبط مع الفلسطينيين بوشائج الدم، كان مواظباً على الصلوات الخمس، كان يحب فتاه فلسطينية اسمها فاطمة كان سيتزوجها بعد العملية، حتى يحقق أمنيته بأن يصبح الفلسطينيون أخوال أولاده، أصيب أثناء العملية بكسر في قدمه اليمنى ثم أصيب برصاصة أدت إلى استشهاده
خالد عبد الفتاح يوسف { عبد السلام} مواليد طولكرم 1957، (18) عام، غرق قبل أن تصل المجموعة إلى هدفها وذلك بعد أن انقلب الزورق الذي كان يستقله هو ورفاقه فنجا بعضهم وغرق هو وفدائي آخـر واستشهدا.
عبد الرؤوف عبد السلام علي {أبو أحمد} مواليد صنعاء - اليمن 1956، يمني الأصل، غرق بعد أن انقلب الزورق.
محمد محمود عبد الرحيم مسامح {فاخر النحال} مواليد طولكرم 1959، فلسطيني من مواليد الكويت، قناص من الدرجة الأولى أصيب في عينه برصاصة قاتلة أدت إلى استشهاده.
عامر أحمد عامرية {طارق بن زياد} مواليد المنية - طرابلس 1953، لبناني الأصل، استشهد بعد إصابته برصاصة قاتله.
محمد راجي الشرعان {وائل} مواليد صيدا 1957، 17 عام، دائم الابتسام حتى خلال العملية، أصيب برصاصة في بطنه أدت إلى استشهاده.
يحيى محمد سكاف {أبو جلال} لبناني، مواليد المنية - طرابلس 1959 أُصيب في العملية، شهادات الصليب الأحمر تقول إنه كان محتجزاً في سجون الاستخبارات العسكرية وإسرائيل لم تعترف بوجوده في سجونها ومتوقع تسليم جثمانه في صفقة التبادل
وتركت دلال قبل استشهادها وصية مكتوبة بخط يدها للفلسطينيين جاء فيها "وصيتي لكم جميعا أيها الإخوة حملة البنادق تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية، وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو الصهيوني وتوجيه البنادق كل البنادق نحو العدو الصهيوني، واستقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار المستمرة لكل الفصائل، أقولها لإخواني جميعا أينما تواجدوا: الاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه".

وشكلت دلال حالة خاصة في العمل الفلسطيني المقاوم، وهي التي قال عنها الشاعر نزار قباني في مارس/آذار 1978 "إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة على طريق طوله 95 كيلومترا في الخط الرئيسي في فلسطين".

المناضلة الشهيدة دلال  المغربي ولدت عام 1958 في أحد مخيمات الفلسطينيين في بيروت، وهي ابنة لعائلة من مدينة يافا لجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948.

درست الابتدائي والإعدادي في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في المخيم، وقررت الانضمام إلى صفوف الثورة الفلسطينية والعمل في صفوف الفدائيين في حركة "فتح"، وهي على مقاعد الدراسة، وتلقت العديد من الدورات العسكرية ودروس في حرب العصابات، تدربت خلالها على أنواع مختلفة من الأسلحة، وعرفت خلال اجتيازها هذه الدورات بجرأتها وشجاعتها وحسها والوطني الرفيع وإخلاصها لفلسطين ولحركة "فتح".

وكان لاغتيال القادة الفتحاويين الثلاثة؛ كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار على أيدي الإسرائيليين عام 1973 أثر سيء على دلال، كما ترك ما كانت تتعرض له المخيمات الفلسطينية من عدوان مستمر ومقيت، في داخلها شعورا بالمرارة، وكذلك البؤس الذي كانت تعيشه أسرتها شأن سواد قاطني المخيمات، نتيجة هجرتهم القسرية التي ما كانت لتحدث لولا الاحتلال الإسرائيلي لبلدها فلسطين.

لذا أخذت تراود دلال، كغيرها من أترابها ورفاقها في الأسى من سكان المخيمات مشاعر سلبية جياشة ولدت تصميما على الإتيان بأمر تطفئ معه غليلها.

فرقة دير ياسين وضعت الخطة على يد الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد)، وكانت تقوم على أساس القيام بعملية إنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه الى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست، حيث تسابق الفدائيون الفلسطينيون على المشاركة فيها وعلى رأسهم دلال المغربي التي كانت في العشرين من عمرها.

وتم اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين، وقد عرفت العملية بعملية "كمال عدوان"، والفرقة باسم "دير ياسين".

وفي صباح 11/3/1978 نزلت المغربي مع فرقتها من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت المجموعة قاربين، ونجحت عملية الإنزال والوصول، دون أن يتمكن الإسرائيليون من اكتشافها لغياب تقييمهم الصحيح لجرأة الفلسطينيين.

ونجحت دلال وفرقتها في الوصول نحو تل أبيب واستولت على الحافلة بجميع ركابها الجنود، في الوقت الذي تواصل الاشتباك مع عناصر إسرائيلية أخرى خارج الحافلة، وقد أدت هذه العملية إلى إيقاع مئات القتلى والجرحى في الجانب الإسرائيلي، وعلى ضوء الخسائر العالية قامت حكومة إسرائيل بتكليف فرقة خاصة من الجيش يقودها أيهود باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها، حيث استخدمت الطائرات والدبابات لحصار الفدائيين، الأمر الذي دفع دلال المغربي إلى القيام بتفجير الحافلة وركابها ما أسفر عن قتل الجنود الإسرائيليين، وما إن نفذت الذخيرة أمر بارك بحصد جميع الفدائيين بالرشاشات فاستشهدوا جميعاباستثناء مقاتل وقع في الأسر .

يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت حتى الآن تحتجز جثمان الشهيدة دلال المغربي في "مقابر الأرقام".

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024