الرئيسة/  مقالات وتحليلات

هذا خطاب خطير وإمعان بتقسيمنا!

نشر بتاريخ: 2024-02-18 الساعة: 02:21

هذا خطاب خطير وإمعان بتقسيمنا

موفق مطر


سؤال عالماشي..

لا نقبل  أن تكون دماء ومآسي ونكبة الشعب الفلسطيني الحالية موضوعا لاستغلال سياسي، لدى قوى ودول تسعى لتحقيق مكاسب وتكريس سياستها المشتركة ، تحت عناوين تبدو لسامعها وناظرها نبيلة ، لكنها في الحقيقة لا تصب في صالح الحق الفلسطيني (القضية الفلسطينية) وإنما تكرس التجزئة في الأوطان ومنها فلسطين،  على اسس جغرافية أو مذهبية أو طائفية ، على حساب وحدتها ومصائر شعوبها، ومشروعية الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني خصوصا .
لا بد من التأكيد أولا أن ذروة حملة الابادة الاستعمارية الصهيونية الدموية على شعبنا الفلسطيني في فلسطين كل فلسطين في قطاع غزة والضفة، لكن هذه الذروة من الحقيقة يجب ألا يستغلها البعض لحرف الأنظار، او تعمية أبصار وبصائر الجماهير عن كامل مشهد الحقيقة أيضا على ارض فلسطين كل فلسطين ، حيث تعمل حكومة الصهيونية الدينية في اسرائيل على استكمال المشروع الاحتلالي الاستيطاني على كامل ارض فلسطين ، ونسف أي امكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران سنة 1967 ، وأبعد من ذلك تذويب الشخصية الوطنية الفلسطينية لأكثر من مليوني فلسطيني في مدن وبلدات وقرى ومناطق فلسطين التاريخية ، عبر قوانين وقرارات ، وإجراءات، ومخططات تهويد، تكاد تطبق على حياة وحرية الفلسطينيين، الذين كافحوا وناضلوا لانتزاع حقوق اصيلة لهم من منظومة الحكم في اسرائيل خلال العقود الماضية، وبالمختصرالمفيد، لا يوجد فلسطيني على ارض وطنه فلسطين التاريخية والطبيعية في مأمن، فالكل مستهدف، كما لا يوجد لاجئ فلسطيني في الشتات في مأمن ، فالمؤامرة تشمله أيضا ، لدفعه للخضوع والتسليم بحقوقه المقدسة على رأسها العودة للوطن ، ولإرغامه على البحث عن طريق هجرة ، وهناك في البلدان البعيدة سيبقى الفلسطيني عرضة لإشعاعات المؤامرة، حتى تتبخر عناصر شخصيته الوطنية العربية الانسانية ، لكن الشعب الفلسطيني ككل الشعوب الحرة سيكون وحده صانع قدره ومصيره ، وليس اقل من الحرية والعودة والاستقلال ..ومن هذا المنطلق لا يمكننا  تفهم مقولات وتصريحات وخطابات وشعارات تطرح في منابر خطابية، او خلال مظاهرات جماهيرية، أو فيما يسمى تحليلات سياسية تختزل الحق الفلسطيني ( القضية الفلسطينية ) في قطاع غزة ، لأن هذا الفعل والسلوك والتنظير متساوق مع نزعة  فرع جماعة الاخوان المسلمين المسلح في فلسطين المسمى حماس، التي عملت منذ انشائها على فصل قطاع غزة عن فلسطين، باستغلال نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال  الاسرائيلي، ولضرب وحدته، ووحدة منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، والبرهان على ذلك انقلابها الدموي المسلح سنة 2007 .
نرفض أي خطاب يفرق بين دم فلسطيني وآخر، أو بين مصير ومستقبل فلسطيني في بقعة جغرافية عن آخر في أي مكان من فلسطين ، لأن في ذلك خدمة مجانية لمنظومة استعمارية صهيونية تعمل على تقسيمنا وشرذمتنا منذ اعلان  مشروعها سنة 1897 في مؤتمر بازل .
لا نرفض وحسب، بل لا يحق لأحد مهما كانت صفته أو مكانته ، او شعبيته ، أو موقعه القيادي ، أو مبلغ  زعامته ، أن يتسلق ذروة الابادة في قطاع غزة ، ليمارس حرفيته في تقسيم الشعب الفلسطيني ، وفقا لأجندة دولة في الاقليم ، أدرك حكامها انعدام المذهبية الطائفية في فلسطين ، فاخترعوا مصطلح ( تيار المقاومة ) ليسهل عليهم تحقيق اهدافهم ، في استلاب ورقة القضية الفلسطينية ، وصولا الى سرقة القرار الوطني الفلسطيني المستقل عبر جماعاتهم المنخرطة في هذا التيار !!.. لذلك تراهم - عن قصد – يختزلون فلسطين في غزة والشعب الفلسطيني في حماس ، والخطر من ذلك أنهم يهيئون حملة الابادة الدموية الصهيونية على الشعب الفلسطيني في كل فلسطين ، بأنها حرب بين ( حماس واسرائيل  ) متساوقين بذلك – من غير جهل  او عفوية – مع الخطاب الاسرائيلي الأمريكي الصهيوني ، أما الأخطر فهو اصرارهم على خطابهم:  " يجب ان تنتصر حماس " وهذا خطاب خطير يقصد اصحابه شرذمتنا، وتقسيم وطننا.

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024