الرئيسة/  مقالات وتحليلات

استقالة الحريري .. رسالة خطيرة !

نشر بتاريخ: 2017-11-05 الساعة: 09:35

موفق مطر أرسلت استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري امس السبت اشارات تجاوزت حدود لبنان، ونعتقد يقينا ان كل فلسطيني معني باستقرار النظام السياسي الفلسطيني سيتلقف الاشارة، ويقرأ كل مفردة بعمق، ولم لافقد نستوعببها اكثر ان قرأنا مابين سطور بيان الاستقالة.

رفع الحريري مستوى الانذار الى اعلى درجاته، محذرا من توغل ايران في بلدان عربية  وتعزيز سيطرتها عبر انشاء سلطات موازية للسلطات الرسمية الشرعية، فالحريري وهو يرى تجربة سوريا والعراق ماثلة أمامه كما قال في بيان استقالته ، لايمكنه أن يكون بصمته كمن يساهم بتسهيل الطريق امام قوى اقليمية للتحكم بسياسة بلاده ومصالحها التي تضررت مع دول عربية كبيرة، بسبب ولاءات وسياسات وارتباط ( قوى لبنانية ) العضوي بايران.

تبدو صورة السلطة في لبنان مشابهة الى حد كبير صورة أوضاع السلطة عندنا عندنا، وهذا ألأمر هو ما يجعلنا نفهم أبعاد استقالة الحريري، ومسارعته الى دق ناقوس الخطر، فالرجل لم يستطع غض الطرف وهو يرى تنامي (سلطة) داخل السلطة الشرعية الرسمية المعترف بها، وتضييق سيادة الدولة على البلاد،  مقابل توسيع سيطرة السلطة الموازية، والحلول مكان سيادة الدولة وقرارها في القضايا المصيرية والشؤون الخارجية، والانفراد بقرارات الحرب، وتوتير العلاقة مع دول الجوار بتحالفات مع قوى اقليمية، يعتقد الحرير انها ليست في  حالة صراع مع حكومات دول عربية كبرى وحسب، بل مع "ألأمة العربية". كما قال وهو بذلك يعبر عن موقف الكثير من الأغلبية من اللبنانيين المؤمنين بعروبتهم ، وبلبنان كجزء من الوطن العربي.

اوجه الشبه بين ما حدث ويحدث في لبنان وما زال قائما عندنا ؟! هو ما يجعلنا نقرأ بيان سعد الحريري على أنه  اعلان لاستعادة قرار الدولة السيادي، ووحدانية السلطة ومؤسساتها الشرعية الرسمية، وسلاحها، لأن البديل صراع داخلي لايستفيد منه الا اعداء البلاد، وقد يكون منفذا واسعا وسهلا، يمكن قوى اقليمية من بلوغ اهدافها.

نحن قلنا لحماس، أن وحدانية السلطة الوطنية الفلسطينية وقيادة مؤسساتها، والنظام السياسي والقرار السيادي، ووحدانية الحكومة، والقانون، والنظام السياسي، والسلاح، السبيل لحماية الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية الفلسطينية ومنعها من الاختراقات، من دولة الاحتلال أو من قوى اقليمية تسعى دائما الى ااستغلال ورقة القضية الفلسطينية واستثمارها في غير اتجاه مصالح الشعب الفلسطيني، اي بوضوح شديد لتحقيق مصالحها  المتعارضة مع مصالحنا الوطنية ومصالح امتنا العربية.

قد تكون استقالة الحريري فاتحة لتحولات درامية قد تشهدها المنطقة، وتحديدا فيما يخص تحجيم النفوذ الايراني، ومضاعفة الضغوط على احزاب وجماعات تابعة لايران او مرتبطة بشكل أو بآخر بوريد مالي ولوجستي ومذهبي ايضا!. وقد لا تنج فلسطين من مخاطر هذه التحولات، وتحديدا قطاع غزة، اذا لم تسارع حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة المفاخرة بعلاقتها مع ايران أو قوى اقليمية اخرى، الى الانضواء تحت راية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية، والعمل وتنفيذ اتفاق القاهرة 2011  وكذلك الموقع قبل حوالي الشهر، لصون وحماية  ووقاية الحالة الفلسطينية من اية تداعيات، فالقوى الاقليمية ستتخلى عن حماس عند اول انعطاف في مسار الوضع ألأمني في المنطقة، لكن حماس بامكانها أن تفك ارتباطاتها وتتخلى عن مصالح آنية ضيقة ليست دائمة، وتلجأ الى مظلة النظام السياسي الفلسطيني، وبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، حيث يتم النضال والعمل على تحقيق المصالح الوطنية العليا الشعب الفلسطيني، وبذلك نكون كمن استخلص العبر من تجارب الأشقاء، واعطينا دروسا للأشقاء العرب في اتقاء عواصف الصراعات الدولية الكبرى التي قد تخنقنا برمادها ودخان نيرانها  وغبارها ان لم تسلط علينا مباشرة لاسمح الله.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024