الرئيسة/  مقالات وتحليلات

أسئلة بالانجليزية الى ورثة (بلفور)!

نشر بتاريخ: 2017-10-30 الساعة: 14:30

موفق مطر قد يكون مفيدًا أن نتوجه بالسؤال التالي إلى رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، وإلى كل وزير في حكومتها وكذلك أعضاء البرلمان البريطاني والمثقفين والمفكرين ورؤوساء المنظمات المتبنية لمبادىء الديمقراطية والمدافعة عن حقوق الانسان، وبالإمكان توجيه هذا السؤال إلى كل بريطاني يعرف أو لم يعرف بعد بجريمة حكومة بلادة التاريخية التي إرتكبتها بحق الشعب الفلسطيني قبل مئة عام: من أعطاكم الوعد لأن يكون أرخبيل بريطانيا العظمى وطن الإنجليز حيث يعتقد غالبيتكم أن جذوركم فيها عميقة بحوالي 15000 سنة ؟! ونردف السؤال بآخر :" متى كانت أوطان الشعوب تعطى بوعود من حكومات استعمارية، بسطت نفوذها بالقوة العسكرية على أراض دول وشعوب لا تملك منها ولو بمقدار حفنة تراب ؟!.
يمكننا أن نسألهم أيضًا: كيف يستوي أن تكون المملكة المتحدة (بريطانيا العظمى) من أوائل الدول الديمقراطية في العالم الناظمة لمنهج حقوق الإنسان والعاملة على تطبيقه، فيما تصر حكومتها على الإحتفال بجريمة تاريخية بحق الشعب الفلسطيني بدأتها قبل مئة عام ومازالت حتى يومنا هذا تفتح جراحا جديدة، وتسبب نزف دماء انسانية بريئة، ويأخذها البعض ذريعة لإدامة دوران عجلة سفك الدماء على أسس دينية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية ؟! وتمنع مرور عقد من الأمن والإستقرار والسلام على فلسطين التي يعتبرها العالم ملتقى الثقافات الروحية لمعظم أمة الإنسان في الدنيا .

من الذي أعطى بريطانيا العظمى ألحق بالتصرف بفلسطين، وهي الأرض المقدسة لأتباع العقائد السماوية، كيف ستبررون ما كتبتموه في سجلات التاريخ، فأنتم قد سيرتم جيوشكم من أوروبا إلى فلسطين تحت عنوان (تخليصها) فإذا بكم تسلمونها لمن تعتقدون أنهم إتباع من تسببوا في صنع الصليب ليدق عليه المسيح عيسى ابن مريم بالمسامير وينفذ فيه حكم الصلب حتى الموت، هو ذاته الصليب اتخذتموه شعارًا لحملتكم التي نعرف وندرك أنها حملة استعمارية استهدفت بلادنا لاعلاقة لها بالمقدسات اطلاقا، تماما كما وعدكم لليهود الذين أردتم التخلص منهم عبر تحويل هجرتهم من أوروبا الغربية إلى فلسطين (لإستخدامهم) واستغلالهم فيما بعد في مخططكم الاستعماري الجديد في وطننا العربي، بعد استشعاركم دخول الأمبراطورية العثمانية مرحلة السقوط.
ليس ذكيا كفاية من يعتقد بإمكانية تمرير التاريخ المزور على ذاكرة الشعوب، فنحن نعلم وأنتم تعلمون أن أرثر جيمس بلفور لم يك متعاطفا ولا محبا لليهود الذين نشأت مشكلتهم في أوروبا ( عندكم)، وأنكم بالتعاون السري والوثيق مع قادتهم قد إستطعتم ترسيخ مقولة أرض الميعاد في نفوسهم، حتى وإن كان نابليون بونابرت قد استخدم ذات الشعار قبلكم ليتمكن من إيجاد ثغرة في المنطقة تساعده بحكم عامل التطرف الديني بإيجاد موطىء قدم استعماري له المنطقة، وكذلك فعل قيصر روسيا (غليون الثاني)، أما قصة أرض الميعاد فأنتم من بادر لتأليفها لتبرير غزواتكم الى قارة أميركا الشمالية وإبادة سكانها الأصليين (الهنود الحمر)، وهي ذات القصة التي استنسخها قادة الحركة الصهيونية نيابة عنكم، لتبرير عملية تهجير اليهود من مواطنهم الأصلية في أوروبا إلى وطننا فلسطين، حيث كان الفلسطينييون السامريون وهم من سلالة من بني اسرائيل الحقيقيين يعيشون فيها بأمان وسلام مع  أخوانهم في الوطن الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين، في دولة اسمها فلسطين، مكتوب اسمها هكذا في وثائقكم التاريخية وكتبكم المقدسة، ويجب ألا يغيب عن بالكم أننا لسنا الهنود الحمر، وأن يوما ما سياتي لم يعد ممكنا فيه استخدام اليهود كبيادق في المخططات الاستعمارية .
بإمكاننا توجيه هذا السؤال أيضا إلى يهود اسرائيل: متى ستتحررون ؟! وتصرخون بوجه القوى الاستعمارية المتداولة على استخدامكم كأحصنة طروادة، وتجعلكم خندقها الأول في مواجهة شعوب المنطقة، تكونوا وقود تجاربها في تصنيع الصراعات الدينية والطائفية والعرقية التي تجني منها الأرباح ومناطق النفوذ، وتتوسع دائرة سيطرتها، فيذهب أولادكم الى أضيق مناطق الأرض (القبور) ؟!.
لماذا لاتأتون إلى سلام أقرته الشرعية الدولية وقبلنا به رغم مآسينا ونكباتنا وجراحنا، بسبب قبولكم الإنصياع لرغبات قادتكم بأخذكم إلى عربة الإنغلاق على الذات تحت إرهاب الخوف على الوجود، وتوظيفكم لخدمة مصالح الدول الاستعمارية، فيما الأصل بلوغكم النضج والوعي بمصالحكم، والإقرار بحقوقنا التاريخية في وطننا فلسطين وبحقنا في قيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية حتى نمكن أجيالنا وأجياكم للعيش بأمان واستقرار، فنحن لايمكننا العيش إلا أحرارًا  كرامًا ولا تستخدمنا إلا ضمائرنا وعقولنا الوطنية المشبعة بالانسانية... أما فلسطين فهي وطننا ولانعرف غيره وطناً لنا ولا نقبل وعدا من أحد، فالوطن مثل الزمان يعرف الإنسان أنه قد بدأ منذ آلاف السنين وأنهى ماض إلى مالانهاية  !

 

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024