الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ليش هيك؟!

نشر بتاريخ: 2017-10-29 الساعة: 10:38

رامي مهداوي ينتشر من وقت لآخر بعض البرامج التلفزيونية أو المشاهدات التي تسأل الشارع الفلسطيني بعض الأسئلة الوطنية: من هو خليل الوزير _أبو جهاد؟ من هو فيصل الحسيني؟ آخر سؤال كان ضمن برنامج" ليش هيك ؟!" على قناة معاً تقديم الصديق محمد اللحام عندما سأل: "ماذا تعرفون عن وعد بلفور"؟ لتكون الأجوبة صاعقة تعكس حالة من الغيبوبة يعيشها المجتمع عن تاريخه بنسبة عالية ومرتفعة لدرجة بدأت أفكر بأن الشعب ربما كفر بتاريخه؟! وهنا أستذكر ما قاله المفكر عبد الرحمن منيف: "التاريخ يعلم الإنسان الدروس، ويجعله أكثر وعياً وأقدر على اتخاذ الخطوات المناسبة".
وماذا يا ترى عن الحاضر؟! ترأست قبل أيام لجنة مقابلات لثلاث وظائف شاغرة، كان عدد من وصل هذه المرحلة 25 متقدماً/ة من مختلف محافظات الوطن، خريجون من ثلاث جامعات فلسطينية، قسمت محاور المقابلة على اللجنة كل حسب اختصاصه، أخذت جانب الشخصية، الثقافة العامة والعمل الإداري. 
 قررت أن أسأل أسئلة خفيفة جداً جداً حتى أقوم بتخفيف إرباك وخوف المتقدمين: من هو رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي؟ من هو رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الحالي؟ أذكر لي اسم شعراء فلسطينيين. أين دفن محمود درويش؟ حتى أكون صادق معك عزيزي القارئ هناك أسئلة أخرى لا مجال لذكرها؛ لأنها من البديهيات التي يجب أن يعرفها أي متقدم لوظيفة ما تتعلق حول المؤسسة التي يتقدم لها، لكن للأسف تلك البديهيات كان الجهل وعدم التحضير سيد الموقف. 
بالمختصر ودون أي مقدمات كانت الإجابات الغير صحيحة مؤلمة أكثر من عدم معرفة الإجابة. فما زال د. سلام فياض رئيس للوزراء! ورئيس منظمة التحرير تارة د. صائب عريقات، وتارةً أخرى د. نبيل شعث! أما الشعراء الفلسطينيون فمنهم من لم يعرف ولا اسم شاعر! ومنهم من أجاب فقط محمود درويش، ومن ذكره أجاب بأنه دفن في بيروت! وهناك من أجاب باستهزاء على سهولة سؤالي فقال: أبو القاسم الشابي! 
خرجت من المقابلات وأنا في حالة من الغضب.. التيه... شتم مكونات المجتمع  بمختلف مؤسساته، وشتم ذاتي لأني رأيت حقيقة كنت لا أعرف مستواها، فهل واقعنا وصل لهذه الدرجة؟! هل أصبحنا نجهل الماضي والحاضر المعاصر الذي نعيشه؟  وكما يقول الشاعر رسول حمزاتوف: "إذا أطلقت نيران مسدسك على الماضي أطلق المستقبل نيران مدافعه عليك".
على جميع مؤسسات المجتمع الفلسطيني: العائلة، الحضانة، المدرسة، الجامعة، الحزب، النادي، الحكومة، الإعلام.....الخ، أن تتحمل مسؤولية المرحلة التي وصلنا لها، نحن الآن في مرحلة نجهل بلفور ولا نعرف درويش، في مرحلة نسيان الماضي ونكران الحاضر فما المستقبل الذي نريده!
ملاحظة: لم أتحدث عن المستوى الأكاديمي بالتخصص العلمي للمتقدمين، خوفاً من خدش الحياء العام، لهذا وبكل حب ومسؤولية أقول على الجامعات الفلسطينية أن تعيد النظر في مفهوم "خريج جامعة" من أجل مصلحة الخريج وأهله بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، وربما هذا الموضوع بحاجة لنقاش في مساحة أكبر من حجم مقالي خرم إبرة.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024