الرئيسة/  مقالات وتحليلات

هي ليست وصية

نشر بتاريخ: 2017-10-19 الساعة: 09:23

إبراهيم ابو النجا لعل حالتنا الفلسطينية تفرض على المتهمين تناول القضايا ذات الأهمية وبكل حرص واهتمام وبعد عن المساس بالعلاقات الأخوية المتميزة التي سادت لفترات طويلة ثم اعتراها بعض الفتور، أو القطيعة غير المفهومة وغير المسببة هذا ما يدفعنا وبكل صدق وعناية أن نعيد قراءة ومراجعة المشهد ويحدونا الحرص الشديد على استجلاء المواقف واستيضاح المعطيات كافة دون أن نترك لأي كان أي ثغرة من خلالها يمكن له أن يتصيد أو يحاول الاصطياد فليست هناك والحمد الله مياه عكرة كما يقول المثل .
إذن وحتى لا نطيل الحديث في المقدمة لابد من القول :إن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وعطر ذكراه وهو صقر العرب وصاحب قرار الوحدة التي أصبحت وبقيت وستبقى إن شاء الله نموذجاً يعتز به أبناء الأمة ما بقيت .... كانت لهذا الرجل الكبير علاقات متميزة مع منظمة التحرير الفلسطينية وبقيادتها سمات سجلت له في المواقف كافة .... سياسية ... وأخوية .. وإنسانية، وكان لرحيله رحمة الله عليه وقع صادم وأذكر أن فلسطين أعلنت الحداد على رحيله ، ولئن كان يردد دائماً ، أنا مع فلسطين والقيادة الفلسطينية الشرعية وتمثل ذلك في مؤتمرات القمة العربية، وفي اجتماعات وزراء الخارجية العرب واجتماعات المؤسسات العربية كالجامعة العربية أو الدولية كالأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامي وغيرها من المؤسسات .
بعد رحيله رحمه الله، حرصت القيادة الفلسطينية متمثلة بالسيد الرئيس محمود عباس  أبو مازن " على تجذير العلاقة والإبقاء عليها بأحسن صورها، ولكن الكل لمس التغير في المواقف متسائلاً، أهناك من الموجبات ما يدعو إلي ذلك؟
إن نظرتنا كفلسطينيين لأبناء الشيخ زايد رحمه الله، لم تتغير وعلاقتنا وهدفنا أن تبقى متميزة ، ونحمل لهم أشكال الدعم المتعددة الملموسة على أرضنا الفلسطينية .
إن من سياسة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" أن يحافظ على العلاقات وأن يسيجها بما يصونها، وأن يبقيها بمعزل عن التجاذبات لأننا ولأن قضيتنا وأن نهجنا وما درجنا عليه هو ما نصبو إليه دائماً، إن ما تعرضنا له خلال العشر سنوات العجاف من علاقات فلسطينية فلسطينية شكلت هماً كبيراً لنا بحاجة إلى من يتدخل بدور أو بطرح أو بأي شكل من أشكال مشاركتنا حالتنا والتخفيف منها إن لم يكن حلها الانتهاء منها .
ربما لدى البعض بعض الرؤى، ولكن الرؤية الحقيقة هي التي تتماشي مع السياسة والنهج اللذين تسنهما القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، ولا نريد الدخول والعودة الي تاريخ المحاولات والسياسات الظالمة التي تسببت لنا بمآسٍ، نحن تجاوزناها ، ولم نعد تحكم علاقتنا بأشقائنا .
كم كنا بحاجة إلى إنهاء حالة الانقسام البغيض، وأن السيد الرئيس طرق الأبواب كافة ، وكانت النتيجة أن توصلنا بدعم وبتدخل من أشقائنا المصريين الذين لم يبخلوا على فلسطين بأرواح ودماء خيرة قادتهم وجنودهم العسكريين ، توصلنا إلي اتفاق لإنهاء الحالة البغيضة، وهذا ما كان ينتظره شعبنا، لقد بارك السيد الرئيس الخطوة الجبارة والاتفاق وأرسل الحكومة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه .
توالت من كل حدبٍ وصوب من عرب وغير العرب رسائل التأييد لهذا الاتفاق .
والسؤال: أليس من حقنا ان نوجه همسة عتاب لأحبتنا ابناء المرحوم الراحل الشيخ زايد آل نهيان"صقر العرب" أين انتم ؟ ما موقفكم؟ .
من جانبنا سنبقى الحريصين على العلاقة الأخوية مراعين وغير منكرين للجميل، وللدور الطيب من قبل احبتنا ابناء المرحوم الشيخ زايد طيب الله ثراه .
ولقد لمس الكل غياب الموقف، ما يشكل لنا ألماً وكأننا متسببون أمام الآخرين أننا كنا وراء ذلك. رغم أننا نرجو وكنا ننتظر موقفاً يتناسب وحرصهم وحبهم لدور والدهم التاريخي ازاء الشعب الفلسطيني، وقيادته الشرعية، وحتى لا يظلم الرجل الراحل لا يمكن إلا أن نؤكد أنه أي أن الموقف ليس وصية يلتزم بها، إذن مازلنا نتطلع إلى تعديل الموقف بما يبقى على سياسة الوالد من قبل أبنائه الكرام .

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024