الرئيسة/  مقالات وتحليلات

نهاية الإنقسام وبداية الإقتسام

نشر بتاريخ: 2017-10-15 الساعة: 10:52

رامي مهداوي معاذ الله أن أكون ضد المصالحة، لكن بعد سنوات الضياع العشر من عُمر الإنقسام يحق لأي مواطن فلسطيني أن يستفسر بصوت مرتفع عن مهزلة الإنقسام ومشهد المصالحة وتوابعهما، من يتحمل مسؤولية وصمة العار التي أصابت تاريخنا النضالي من أجل تحقيق مصالح أبعد ما تكون وطنية؟

 أسئلة كثيرة تعصف في عقل المواطن الفلسطيني دون إجابات ضمن إطار عام لماذا حدث الإنقسام ؟ لماذا بدأت المصالحة الآن؟ وهل استفاد المتقاتلون من المصالحة ؟ أم المستفيدون هم من خارج دائرة حركتي فتح وحماس والشعب الفلسطيني؟ لماذا تتم الآن صفقة المصالحة وبطريقة سلسة وكأن الجميع أصبح حريص على إتمامها أكثر من الآخر؟

أنا لست متفائل أو متشائم، لكن العقل النقدي والرافض للمشهد أصبح هو المسيطر بعد حالة الكُفر من واقع الإنقسام وما رافقه من مآسي، ماذا سنقول للأجيال القادمة في كتب التاريخ عن حقبة الإنقسام؟ كيف سنبرر قتل قابيل أخاه هابيل؟ والأخطر أن نترك للغراب مهمة تعليمنا كيف ندفن بعضنا البعض دون رحمة!!

أصبحنا نخجل من قباحة المشاهد المختلفة التي أصابتنا في مقتل قضيتنا على الصعيد الدولي وخصوصاً في موضوع إرتباطنا بأجندات مختلفة تعزز جبهة الفصائل ضد بعضها البعض، فنصطف تارةً مع الإخوان وتارةً مع الأمريكان وتارةً مع الأتراك وتارةً مع السعودية وتارةً مع قطر، للأسف لم يبقى لنا صديق لأننا كنّا نبحث عن من يعزز قوتنا ضد بعضنا البعض، فنبيع ونشتري تحالفات في بورصة المصالح الفئوية البعيدة عن الهدف الرئيسي وهو المشروع الوطني الفلسطيني؛ فتحولنا أعداءً لقضيتنا وأعداءً لمن يقف معنا في كافة المحافل الدولية!!

استناداً لما سبق، هناك حالة من الإغتراب  يعيشها الشارع الفلسطيني في مختلف جوانب الحياة السياسية وبالأخص في قضية المصالحة؛ المواطن الفلسطيني لا يكترث بالقضايا التي تم تركها في المرحلة النهائية من اتفاق المصالحة بالقاهرة قبل أيام المتمثل في " منظمة التحرير والإنتخابات...." المواطن الفلسطيني أصبح جل اهتمامه هو حقوقه الأولية التي توفر له حياة كريمة.

عند قراءة ما تم تسريبه من نصوص الإتفاق الأخير، تستنتج  بأن ما تم الإتفاق عليه هو ليس مصالحة بالمعنى الحرفي للكلمة، ما حدث هو الإتفاق على المجهول، لنحفظ تاريخ التوقيع جيداً 12 أكتوبر 2017 فهو الإعلان عن نهاية مرحلة الإنقسام وبداية مرحلة الإقتسام، والدخول في دوامة جديدة سيحتضنها النظام السياسي الفلسطيني المهترء.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024