الرئيسة/  مقالات وتحليلات

علي الحسن يقف بمهابة

نشر بتاريخ: 2017-10-14 الساعة: 09:46

بكر أبوبكر علي الحسن يعرفه الكثيرون في حركة فتح خاصة من جيل البدايات وتلاميذهم أمثالي، وفي جلّ الحركة دوما يُقرن ذكره الطيب بذكرى العملاق خالد الحسن أو هاني الحسن فيتحقق الربط بين الاخوة لا سيما حين يفتح المتلقي -الذي لا يعرفه-فمه ويقول نعم، نعم عرفته، فهو من عائلة كلها قادة ومفكرين.

عائلة الحسن التي نزحت من مدينتي حيفا اثر النكبة الى لبنان فمختلف أصقاع الدنيا حتى المغرب أنجبت عددا من الاخوة الذين توزعوا على التنظيمات الفلسطينية ما بعد النكبة عام ١٩٤٨مابين اليمين واليسار.

 كان خيار المفكر العربي العريق خالد الحسن الاول قبل حركة فتح ان اشترك في تأسيس حزب التحرير (الاسلاموي)، وكان من هاني الحسن ان تبنى الخط القومي قبل انخراطه بالحركة اما بلال اخوهم الرابع المسيس فاتجه لليسار.

 كان من علي الحسن ان التزم بجماعة "الاخوان المسلمين" قبل ان يضمه حضن حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح الواسع دون ان ينزع اي من التنظيمات عن الأخوة سمة الحرية الفكرية والسماحة والانفتاح الى أن كان لقاء غالبهم في إطار حركة فتح خروجا من الضيق الى السعة.

 في حركة فتح بالكويت عرفت الأخ الكبير علي الحسن ابوأيمن الذي وهو بالحركة كانت عليه من آثار الاخوان المسلمين الكثير في تصلب الرأي النسبي رغم هدوء الطباع ورقة المعاملة،

ابوايمن التقيته وأنا على أبواب الجامعة بصحبة والدي المناضل الكبير محمود أبوبكر صديق والدهم الشيخ "محمد سعيد" الحسن منذ حيفا، وكان لنصائح الوالد وابوايمن حسن الهداية في درب الجامعة.

في المؤتمر الخامس لحركة فتح في تونس عام ١٩٨٩ التقيته، حيث حضر مودعا كما كان يقول الا ان وداعه تأخر، فاستعانت به الحركة في وقت من أوقاتها العصيبة فترة الغزو العراقي للكويت، فلم يقعد ولم يتأخر، وقدّم كل ما لديه من عون لا سيما وعلاقاته والعائلة الطيبة مع الاخوة الكويتيين.

انضم علي الحسن لنا عام ١٩٩٠ عندما كنت عضوا في لجنة الاقليم مستشارا للجنة، وحضر الاجتماعات وشارك بفعالية، ولم تجد حركة فتح أفضل منه ليمثلها لدى السلطات الكويتية العائدة من المنفى.

وقف علي الحسن بمهابة آل الحسن يتحدث أمام وزير الداخلية الكويتي بحضورنا كلجنة اقليم وفي ديوان الوزير، فأجاد التعبيرعن الموقف والسياسات ومطالب ما تبقى من فلسطينيين ورغم الرد غير الدافئ أبدا من مضيفنا -ما قد يعذرعليه حينها عام ١٩٩١- الا ان صلابة ابوايمن استوعبت الرد وخرج وفدنا ولم يدع للعلاقات أن تُقطع فتمسكنا بحبل ضعيف سرعان ما تم جدله بجهود الاخ سالم ابولغد وأبوفتحي والحاج محمد ومن تبقى من الاخوة في ذاك البلد.

 

علي الحسن الرجل الأديب المتزن ورجل التنظيم مثال لسعة المعرفة وحُسن الاستماع، لم يشذ عن ذات القاعدة التي جمعت الأخوة الا في تميزه الذي لحظته بكتابة الشعر الرائع، فلقد كان للقصيدة المهيبة التي كتبها راثيا بها أخيه خالد الحسن أن أثّرت بي فقرأتها مرارا وتكرارا بين دموع سخية واستشعار لجمالية العلاقة بين الاخوين بشكل فاق الوصف.

ربما لم أعرف الأخ أبوأيمن عن قرب كما حصل مع أخويه العملاقين، لكن مجال الاحتكاك المحدود معه وما سمعته عنه جعله جزء من مكنون فكري وملفات عقلي التي سرعان ما يتم استثمارها في كل ملمة.

دفن ابوايمن علي الحسن في ١٣/١٠/٢٠١٧ بعد صلاة المغرب بالرباط بحضور الأحزاب المغربية ومن تواجد من الجالية الفلسطينية.

يغادرنا علي ليلحق بأخويه خالد وهاني، وان كنا نودعه فإنه بين يدي من لا تضيع ودائعه مع الشهداء والانبياء والصديقين باذن الله تعالى.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024