الرئيسة

مختارات من الصحف العبرية

نشر بتاريخ: 2017-09-25 الساعة: 10:18

أمل في شيء آخر

معاريف- أوري سفير

تعيش اسرائيل أزمة عميقة. يخيل أن مسيرة الحرب أقرب بكثير من مسيرة السلام. مسيرة توسيع الاستيطان أهم من مسيرة الدولتين للشعبين. القومية المسيحانية تهدد الديمقراطية. والقيادة تتصرف بشكل أناني. يبدو أن لعبة الكراسي الوحشية التي يلعبها نتنياهو، فان المواطن ليس لهو الشخص الذي تخُدم احتياجاته بل الناخب المحتمل الذي هو عرضة لغسل الدماغ.

اذا ما اجريت في 2018 انتخابات بسبب رفع لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء او عقب مصلحة باحد الشركاء الائتلافيين، فستكون هذه انتخابات مصيرية. فهي ستقرر اذا كان سيستمر التدهور في المنحدر السلس الذي تنزلق فيه الديمقراطية الاسرائيلية ام ستبدأ انعطافة نحو أمل بتسوية سياسية، ائتلاف مدني ضد الارهاب وعودة الى قيم وثيقة الاستقلال واسرة الشعوب المتنورة.

في دول غير قليلة انتخب في السنة الاخيرة رؤساء حكومات ورؤساء يعبرون عن اسلوب مختلف من القيادة: مؤسساتي أقل ومهتم اكثر بالجمهور. حصل هذا في فرنسا، في بريطانيا، في انجلترا، في كندا، في بولندا، في ايرلندا وبقدر معين في الولايات المتحدة أيضا. في كل العالم، وعلى ما يبدو عندنا ايضا، يجري بحث عن شخص يأتي من خارج الساحة السياسية الكريهة. برأيي، لا يستجيب اي من المرشحين المحتملين لرئاسة الوزراء لهذه الخصلة الا آفي غباي، رئيس حزب العمل الجديد. أما الاخرون فهم يسبحون منذ سنين في لوثة المستنقع السياسي. لقد أنزل اليمين المتعفن نوعا جديدا من الزعماء، أسياد البلاد الكاملة الذين يحتقرون الديمقراطية ومؤسساتها، بما فيها المحكمة العليا ووسائل الاعلام. اسرائيل معزولة في العالم أكثر من اي وقت مضى، مع أن رئيس الوزراء استقبل في كولومبيا بحرارة.

تحتاج اسرائيل الى زعيم يأتي من خارج الساحة التي تغسل فيها اليد اليد الاخرى؛ زعيم يعبر عن اكتراث للدولة ويبدي قدرة ادارية. يخيل لي ان غباي هو كهذا. فهو لم ينتخب صدفة. يمكن الاتفاق معه او عدم الاتفاق ولكن الناس يصدقونه. لرئيس حزب العمل الجديد فضائل غير قليلة: ضمن امور اخرى فهو يبث روحا منعشة في التقاليد الديماغوجية والكاذبة للسياسة الاسرائيلية؛ انتخب بالاسلوب الذاتي المستقبل بفضل ذاته فقط ورفض كل محاولة للمعسكرات التقليدية في حزب العمل؛ انسحب من الحكومة لاسباب مبدئية، رفض صفقة الغاز والتنحية غير العادلة لوزير الدفاع. وهو عديم نزعة الاعتذار التي يتميز بها رجال اليسار – الوسط ويؤيد الحل العادل للدولتين، بما في ذلك اعادة الاحياء العربية في شرقي القدس والاعتراف بابو مازن كشريك. وهو براغماتي يعرف كيف يدفع الى الامام تسوية الدولتين مع علاقات في المنطقة.

 وكرجل أعمال ناجح، يفهم الحاجة الى الحفاظ على علاقات طيبة مع المؤسسات الدولية وسيعترف به بالتأكيد كبشرى اقتصادية في العالم بعد بنيامين نتنياهو. لدى غباي اسناد من رجال الأمن المتصدرين والأكثر تجربة، بمن فيهم ايهود باراك، عميرام لفين وعامي ايالون؛ وهو اشتراكي ديمقراطي يتطلع الى مساواة الفرص في المجتمع، مثلما تشهد شيلي يحيموفيتش. ولكن فوق كل شيء هو مختلف. فهو ليس ديماغوجيا كنتنياهو، ليس متملصا كلبيد وليس متلاعبا كمعظم رؤساء حزبه. ان آمال اليسار – الوسط في الوصول الى الحكم في عصر ما بعد نتنياهو ليست عالية. والجمهور بعمومه يبقى في اليمين بقدر اكبر، نتيجة غسل الدماغ المنهاجي. وفي مثل هذا الوضع تحتاج اسرائيل الى زعيم يعرف كيف يفاجيء الساحة السياسية. منذ انتخابه، يعمل غباي بنشاط. فهو يظهر في كل اسبوع امام جمهور يميني ويأتي لاقناع من وصل الى مؤتمر حزب العمل لمنحه صلاحيات واسعة في تحديد القائمة التالية والوزراء للحكومة. له قليل من الاعداء السياسيين في هذه المرحلة. انا لا اعرف الرجل ولست عضوا في حزب العمل. انا رجل بيرس. مع فكر يساري كان عضوا في حزب وسط. وعليه فان عطفي للرجل ليس مرشوا، باستثناء الرغبة في اعطاء أمل لاحد ما جديد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شلومو بن عامي محق ومخطيء

 هآرتس- عوزي برعام

وزير الخارجية السابق شلومو بن عامي محق ومخطيء في معظم الآراء التي طرحها في المقابلة معه التي نشرت في صحيفة معاريف في عدد العيد. الرأي الاول تناول روايات الفلسطينيين المقدسة مثل حق العودة، الذي من قاموا بصياغة عملية اوسلو تجاهلوا الطابع العميق الذي تركوه على المجتمع الفلسطيني. من الجهة الاخرى ايضا الفلسطينيين لم يأخذوا في الحسبان حقيقة أن من صاغوا عملية اوسلو – وعلى رأسهم اسحق رابين – لم يكونوا ناضجين بعد للموافقة على دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، بما في ذلك تقسيم القدس.

اتفاق اوسلو لم يكن ليوقع لولا الظاهرة الضبابية التي تقف في أساسه. ومثل أي مفاوضات صعبة، تم استبعاد المواضيع الهام الى المرحلة النهائية. لو قام يوسي بيلين ورون فونداك بابلاغ الفلسطينيين في اوسلو عن "الحدود المعدلة" كما يراها رابين، لكان من المشكوك فيه أن يكون اتفاق اوسلو قد تم. ولو قام صائب عريقات بابلاغ نظرائه الاسرائيليين بأن ياسر عرفات لا يمكنه التوصل الى اتفاق سلام بدون موافقة، ولو جزئية، على حق العودة، فان الحكومة لم تكن لتصادق على اتفاق اوسلو.

هذا الغموض احيانا يكون جيدا، لأنه يمكن من التقدم. أولا، لأنه يخلق ديناميكية للمفاوضات، تتضمن محادثات وزيارات متبادلة، التي تقلل الى حد ما من درجة العداء. ثانيا، موافقة متبادلة على بعض المباديء تخلق ديناميكية تمكن احيانا من الجسر بين مشاكل تبدو غير قابلة للحل. ثالثا، محاولة التوصل الى اتفاق هي جزء من عملية استراتيجية لجهود التقارب مع العالم العربي.

هناك من سيقولون: لماذا علينا زيادة فضاء التوقعات للجانب الثاني، في الوقت الذي نعرف فيه أنه من الصعب علينا تحقيقها؟ ولكن فضاء التوقعات للطرفين يجب رؤيته بمنظار واسع وعلى المدى البعيد. بن عامي على حق في تحليل الماضي. ولكن اللهجة المتشائمة، وحتى التي يرى فيها يوم القيامة، لتوقعاته في المستقبل، مشكوك فيها حسب رأيي. أنا اعتقد بوجود احتمال للاتفاق، لكنه سيأتي عندما يفهم الطرفان أن هذا الاتفاق هو الشر الذي لا بد منه.

اذا أردنا خلق جبهة سياسية مع الدول العربية السنية، علينا أن نعالج بجدية المسألة الفلسطينية. اذا أردنا التوصل في يوم ما الى اتفاقات مع ايران، لا نستطيع القفز عن المسألة الفلسطينية. إن قول إنه لا يوجد حل ينبع من الشعور بالأمن الزائد لدى المواطن الاسرائيلي، لكن مثلما في حرب يوم الغفران وجد ذلك المواطن نفسه يناضل على وجود الدولة، هكذا ستمضي السنوات وبدون اتفاق، وستركع اسرائيل على ركبتيها وهي تتوسل من اجل اقامة دولة فلسطينية، حيث أنه لا يوجد حل حقيقي في دولة واحدة، تدير نظام ابرتهايد وتكون غارقة في حروب لا نهاية لها.

أنا لا أتجاهل بتسلئيل سموتريتش واوري اريئيل وتسيبي حوطوبلي. الحديث يدور عن مجموعة من الهاذين، التي اشترت شقة في بيت متعدد الطوابق وتعلن بصوت عال أنها ستنغص حياة كل سكان ذلك البيت، من اجل أن يهربوا من بيوتهم رغم ارادتهم ويتركوها فارغة – ليرثها سموتريتش وزملاءه. هذا لن يحدث لأن سكان المبنى اشتروا الشقق بسعر كامل، ويوجد لعدد منهم ايضا ملكية على اجزاء من الارض، ورثوها من آبائهم. وهذا ايضا لن يحدث لأنه في لحظة الحقيقة الجيدة، وبالاساس السيئة، سيعود الوعي والادراك بأن هذه الطريق ربما تناسب "العملية الانقاذية" المشكوك فيها، لكنها لا تناسب وجود واستقرار دولة اسرائيل.

 

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024