الرئيسة/  عربية ودولية

الانتخابات التشريعية الألمانية: ولاية رابعة لميركل ونتيجة تاريخية لليمين القومي

نشر بتاريخ: 2017-09-25 الساعة: 07:38

برلين-فرانس24- فاز المحافظون الألمان بالانتخابات التشريعية الأحد، إلا أن الدخول التاريخي لليمين القومي والشعبوي إلى مجلس النواب عكر كثيرا فرحة انتصار أنغيلا ميركل بولاية رابعة.
ومع أن الحزبين المحافظين الحليفين الاتحاد المسيحي الديمقراطي، والاتحاد المسيحي الاجتماعي، كانا في الطليعة وجمعا ما بين 32،5% و33،5% ، فإن هذه النتيجة لهما تعتبر الأدنى تاريخيا (33،8% عام 2009).
وفي المرتبة الثانية المتوقعة حل الحزب الاشتراكي الديمقراطي جامعا ما بين 20 و21% في أسوأ نتيجة له منذ العام 1945، وذلك بحسب استطلاعات الرأي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع من إعداد شبكتي "إي آر دي" و"زد دي إف".
وأقرت ميركل مساء الأحد بأنها كانت تتوقع الحصول على "نتائج أفضل"، كما اعتبرت أن دخول القوميين المتشددين البرلمان يعتبر "تحديا جديدا".
وبات يعود اليوم إلى ميركل تسلم المستشارية للمرة الرابعة وتشكيل الحكومة الجديدة مع شركاء آخرين غير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي سارع إلى التأكيد بعد صدور هذه النتائج الأولية، أنه قرر الانتقال إلى المعارضة بعد أن حكم مع ميركل خلال السنوات الأربع الماضية.
وبات من المرجح أن تسعى ميركل إلى التحالف مع الحزب الليبرالي الديمقراطي ومع حزب الخضر لتشكيل أكثرية.

إلا أن النتيجة التاريخية التي حققها حزب البديل لألمانيا اليميني القومي الشعبوي المتشدد جامعا 13% من الأصوات وحالا في المركز الثالث، عكرت كثيرا على ميركل وعلى المحافظين فرحتهم بالبقاء في السلطة.
وهي المرة الأولى التي يدخل فيها هذا الحزب إلى البرلمان وهو معروف بمواقفه المناهضة للهجرة وللإسلام وللاتحاد الأوروبي.
وبعدما فشل في دخول مجلس النواب خلال الانتخابات الأخيرة عام 2013، فإنه اليوم يتفوق على اليسار الراديكالي (دي لينكي 9%) وعلى الليبراليين (نحو 10%) وعلى الخضر (نحو 9%).
وفي الوقت الذي كانت فيه المستشارة ميركل تركز في حملتها الانتخابية على ضرورة الحفاظ على الازدهار الاقتصادي الذي تنعم فيه البلاد، كان حزب البديل لألمانيا يشن عليها الهجمات العنيفة، ويشيد بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانعزالية، وبتصويت البريطانيين إلى جانب بريكسيت.
تشدد
يتهم القوميون ميركل بـ"الخيانة" لفتحها أبواب البلاد عام 2015 أمام مئات الآلاف من طالبي اللجوء وغالبيتهم من المسلمين.
وبات اليوم على المستشارة أن تبرر أمام حلفائها من الاتحاد المسيحي الاجتماعي في مقاطعة بافاريا، وأمام الشريحة المحافظة في حزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي، مواقفها الشديدة الوسطية وانفتاحها الكبير على المهاجرين.

وتمكن حزب البديل لألمانيا من قضم أصوات من المحافظين رغم تطرف بعض قياداته ودعوتهم الألمان إلى أن يكونوا فخورين بأعمال جنودهم خلال الحرب العالمية الثانية، وهو أمر لم يحصل سابقا في بلد تقوم هويته الأساسية على نبذ النازية ونبذ التطرف.
ولم يتردد وزير الخارجية سيغمار غابريال في القول حتى قبل موعد الانتخابات، إن دخول حزب البديل لألمانيا إلى البوندستاغ (البرلمان الألماني) سيسجل عودة النازيين إلى ألمانيا "للمرة الأولى منذ أكثر من سبعين عاما".
ومع حصول اليسار الراديكالي دي لينكي على نحو 9 % فهذا يعني أن نحو ربع الناخبين اختاروا التطرف. وهذه الظاهرة التي اقتحمت دولا أوروبية عدة تبدو للمرة الأولى واضحة اليوم في ألمانيا.
خسارة "مرة" للاشتراكيين الديمقراطيين
أما الخاسر الأكبر في نهاية اليوم الانتخابي الطويل في ألمانيا فهو بدون منازع الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي والزعيم الحالي للحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتز الذي قاد الاشتراكيين الديمقراطيين إلى هزيمتهم الرابعة على التوالي بمواجهة ميركل التي تبدو كأنها لا تقهر.
وفشل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في تقديم نموذج للتغيير ولم يستفد كثيرا من دخوله الحكومة مع ميركل منذ العام 2013. فهو يركز على شعارات حول العدالة الاجتماعية في حين أن البلاد تعيش نموا كبيرا ونسبة بطالة من الأدنى في تاريخها.
حتى أن مستقبل شولتز السياسي على رأس الحزب الاشتراكي الديمقراطي بات مهددا بعد أن كان مطلع العام الحالي يحمل الآمال الكثيرة لمناصري هذا الحزب.

 

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024