علماء يدعون أوروبا إلى العودة عن قرار الإنسحاب من مهمة حرف جرم فضائي عن مساره

علماء يدعون أوروبا إلى العودة عن قرار الإنسحاب من مهمة حرف جرم فضائي عن مساره 
(أ.ف.ب) - دعا علماء فضاء أوروبا إلى التراجع عن قرارها الانسحاب من المهمة الدولية لتغيير مسار جرم فضائي، الهادفة إلى حماية الأرض في المستقبل من أي خطر ارتطام.
وقال اندور شينغ الباحث في جامعة جونز هوبكينز الأميركية لدى مشاركته في مؤتمر أوروبي لعلوم الفضاء في لاتفيا إن أي حادث ارتطام لجرم فضائي بالأرض "قد يسبب كارثة كبيرة"، داعيا أوروبا إلى الالتزام بهذه المهمة.
وأطلق على هذه المهمة الدولية اسم "ايدا"، والهدف منها اختبار إمكانية حرف كويكب صغير عن مساره لتطبيق هذه التقنية في حال رصد أي جرم يمكن أن يرتطم بالأرض في المستقبل وإبعاده عنها.
وكانت المهمة من جزئين، تتكفل الولايات المتحدة بجزئها الأول الذي يقضي بإرسال المركبة "دارت" المسيّرة عن بعد لتصدم في العام 2022 الجرم "ديديمون" أصغر أقمار الكويكب "ديديموس" بهدف حرف مساره.
اما الجزء الأوروبي من المهمة، فكان يقضي بإرسال المسبار "آيم" لدراسة خاصيات الكويكب وقمره، ومراقبة عملية الاصطدام وأثرها.
لكن المجلس الوزاري لوكالة الفضاء الأوروبية قرر التخلّي عن المهمة في كانون الأول بسبب تكلفتها البالغة 250 مليون يورو.
وقال شينغ "بخلاف معظم الكوارث الطبيعية، من الممكن حماية العالم من ارتطام الأجرام".
ومع أن العلماء لم يرصدوا حتى الآن أي جرم يمكن أن يصطدم بالأرض في المستقبل القريب، إلا أن الاحتمال يبقى قائما بما أن آلاف القطع الصخرية تجوب جوار الأرض.
ويمكن أن تكون لحوادث الارتطام هذه آثار مدمرة كبيرة. ففي العام 2013 سقط كويكب صغير قطره عشرون مترا فوق سماء تشيليابينسك في وسط روسيا، موقعا أكثر من 1300 جريح بسبب تحطم الزجاج، ومسببا أضرارا مادية كبيرة.
ويقدر قطر القمر "ديديمون" بمئة و60 مترا. وتشكّل الأجرام ذات الحجم المماثل خطرا أكبر بكثير، فإن ارتطم واحد منها بالأرض سيولّد قوة تفجيرية أكبر من قوة أكبر قنبلة هيدروجينية.
وسيقدّم الخبراء في وكالة الفضاء الأوروبية مشروعا معدّلا لمركبة لا تضمّ مسبار هبوط، لخفض التكاليف إلى 210 مليون يورو.
وقال مدير الوكالة الأوروبية يان فورنر إن هذا المشروع سيقدّم في الاجتماع الوزاري المقبل المقرر في العام 2019. وأضاف "من المهم جدا للبشرية أن تتعلّم يوما ما كيفية حرف جرم عن مساره".