الرئيسة/  الأخبار

الخان الأحمر صمودٍ أسطوري

نشر بتاريخ: 2018-09-12 الساعة: 11:50

القدس المحتلة-وفا- يعيش مواطنو قرية الخان الاحمر شرق مدينة القدس، حالة من الخوف والترقب، مع انتهاء المهلة التي حدّدتها محكمة الاحتلال العليا لهدم قريتهم، صباح اليوم الأربعاء،  في مشهد يعيد الى الذاكرة صوراً من نكبة شعبنا الفلسطيني عام 1948.

وزادت هذه الهواجس والمخاوف الليلة الماضية مع تحركات مُريبة لآليات وقوات الاحتلال، وقطعها للشوارع والطرقات المؤدية الى القرية ، وفرض حصار عسكري محكم حولها.

وأغلقت قوات الاحتلال منتصف الليلة الماضية البوابة الرئيسية المؤدية للخان الأحمر، ومنعت نشطاء المقاومة الشعبية، من الوصول إلى المنطقة بمركباتهم، حيث تواصل شخصيات اعتبارية ونشطاء المرابطة داخل الخان الأحمر، لمواجهة قرار الاحتلال بهدم المنازل والمنشآت في المكان وتهجير المواطنين.

وقال أحد مواطني الخان "إن قوات الاحتلال أغلقت مداخل الخان الأحمر والبوابات المؤدية إليه، وقد تقتحم التجمع في أي لحظة وتسويه بالأرض ويصبح ركاما، لكننا سنصمد في وجه الاحتلال وآلياته التي تنوي تدمير التجمع لإحلال المستوطنين وتمرير مشروع الاستعمار الذي سيربط المستعمرات المحيطة بالقدس على شكل حزام استعماري".

من جانبه، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الوزير وليد عساف لـ"وفا"، إن قوات الاحتلال تواصل حصارها لقرية الخان الأحمر، في محاولة لعرقلة وصول المتضامنين، وشددت من حصاره بعد نجاح المقاومة الشعبية في بناء تجمع "الوادي الأحمر" بالقرب من القرية"، لافتاً إلى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة.

ودعا عساف إلى تكثيف التواجد في خيمة الاعتصام للتصدي لعملية الهدم، مضيفا: "إذا فشلنا في الخان الأحمر سنعرّض 225 تجمعًا بدويًا في الضفة الغربية لمصير مماثل، لذلك علينا إفشال المشروع لإسقاط أية مشاريع مشابهة قد تتبعه".

ودعما للخان الأحمر، أعلن نشطاء، مساء امس الثلاثاء، عن إقامة قرية جديدة باسم الوادي الأحمر، قرب تجمع الخان، للتصدي لقرار الاحتلال بهدمه وتهجير سكانه.

وتقع القرية الجديدة إلى الشمال من الخان الأحمر، لتفصل بينه وبين مستوطنة "كفار أدوميم".

وقال النشطاء القائمون على القرية في بيان لهم: "نعلن نحن نشطاء المقاومة الشعبية عن بناء حي الوادي الاحمر، بقرار من الشعب الفلسطيني بلا تصاريح من سلطة الاحتلال وبلا إذن من أحد، تحديًا ومقاومة لقرارات الاحتلال في تهجير وهدم قرية الخان الأحمر".

وحسب الناطق باسم التجمعات البدوية، داود جهالين فإن سكان الخان الأحمر في حالة استنفار تام بدأت عقب قرار محكمة الاحتلال، مؤكداً أن الأهالي يترقبون وصول آليات الاحتلال والقوات المرافقة التي تصر على هدم منازلهم، في محاولة لإبعادهم عن المكان الذي عاشوا فيه سنوات طويلة، والحل الوحيد الآن هو المواجهة.

ورفض أهالي التجمع عرضا من سلطات الاحتلال لتهجيرهم عن أراضيهم إلى مدينة أريحا. وتقطن نحو 80 عائلة فلسطينية (190 فردًا) في تجمّع "الخان الأحمر" ومحيطه، وهم من أبناء عشيرة "الجهالين" البدوية، التي هجّرتهم "اسرائيل" ورحّلتهم من أراضيهم في النقب في خمسينيات القرن الماضي، إلى مكان سكناهم الحالي.

وطالب الاحتلال سكان التجمّع بإخلاء قريتهم  في "الخان الأحمر" بشكل طوعي، مقابل توفير "بديل" يتمثّل بقطعة أرض على مساحة 255 دونمًا قرب مدينة أريحا، للعيش فيها، وهي  أراضٍ غير مأهولة وتفتقر للخدمات العامة؛ وغير مربوطة بشبكة الطرق أو البنى التحتية؛ سواء خطوط الماء أو الكهرباء أو شبكة معالجة مياه الصرف الصحي.

و"الخان الأحمر" هو واحد من 46 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في الضفة الغربية يواجه التهديد ذاته.

ويقع التجمع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال، لتنفيذ مشروعها الاستعماري المسمى"E1"، عبر الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الممتدة من شرقي القدس وحتى البحر الميت.

ويهدف هذا المشروع إلى تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها، وعزل مدينة القدس المحتلة عن باقي الضفة الغربية.

يذكر أن دولاً عدة ومنظمات ومؤسسات دولية طالبت "اسرائيل" بعدم هدم "الخان الأحمر" وتهجير سكانه لكونه مخالف لكل القوانين الدولية الخاصة بحقوق الانسان وتقرير المصير.

ومع انتهاء المدة الممنوحة للهدم، فإن مصير قرية "الخان الأحمر" بات منحصراً بين صمودٍ أسطوري وبدعمٍ رسمي وشعبي واسع، أو مواجهة حتمية مع الاحتلال لمنع آلياته من الاقتراب من القرية وتهجير سكانها.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024