الرئيسة

الهروب من البطالة بالحِرف

نشر بتاريخ: 2018-09-10 الساعة: 10:29

رام الله-وفا-تنظر نسبة لا بأس بها من الشبان في محافظة طوباس، خصوصا أولئك الذين لا يملكون شهادات جامعية، إلى ظاهرة البطالة بعين القلق، رغم وجود الزراعة كداعم أساسي آخذ بالتوسع خلال السنوات الماضية الأخيرة.

وللتغلب على البطالة، التي وصلت نسبتها في طوباس حسب تعداد السكان الثالث إلى 11.9%، ينخرط بعض الشباب من المحافظة الواقعة شمال الضفة الغربية، في مراكز التدريب المهني لإكسابهم حِرفا صناعية، عن طريق الالتحاق ببرامج تدريبية في مراكز مهنية.

قبل العام 2016، كان الشباب في طوباس يتوجهون إلى مدينة نابلس للالتحاق بالمدرسة الصناعية فيها، وبعضهم يعمل لدى أصحاب المهن لتعلمها منهم واكتساب الخبرة.

لكن منذ عامين بدأت تتبلور فكرة وجود مكان للتدريب المهني في المدينة، من خلال انشاء وحدة تدريب وريادة الأعمال المشترك بين غرفة تجارة وصناعة وزراعة طوباس، وبلدية طوباس، ووزارة العمل.

مدير الغرفة التجارية في طوباس معن صوافطة يقول "وحدة التدريب المهني أنشئت عام 2016 بدعم من غرفة كولون الألمانية الحرفية، بقيمة وصلت لـ(200) ألف دولار، وبعد دراسة الواقع في المحافظة أنشأنا وحدة التدريب المهني، للذين يتركون تعليمهم المدرسي بالمرتبة الأولى".

 ويضيف: "موضوع وحدات ومراكز التدريب حديثة عهد في طوباس، يجب ألّا نستعجل النتائج(..)، تم تخريج 9 طلاب بتخصص الحدادة، وما يقرب 200 طالب بدورات سريعة، مثل البرمجيات، والعمل جار على الانتهاء من تجهيز تخصصات أخرى كالبلاط، والنجارة، وغيرهما".

وحسب نتائج التعداد الثالث الذي أجري عام 2017 وصل عدد العاطلين عن العمل لمن أعمارهم (15 عاما) فما فوق في المحافظة إلى ( 2.138) فردا.

يقول قيس عبد الله (17 عاما)، وهو أحد طلاب وحدة التدريب وريادة الاعمال الذين أنهوا دورة الحدادة: درست للصف العاشر، ثم تركت المدرسة بعد ذلك(..)، طبيعي أنني لن أجلس في البيت، سمعت عن وحدة التدريب والتحقت بها وتعلمت الحدادة ".

وفي الاسبوع المنصرم وضع وزير العمل مأمون أبو شهلا حجر الأساس لمبنى مركز التدريب المهني الحكومة في المدينة.

وخلال ثلاث سنوات قادمة كحد أقصى سيكون مركز التدريب المهني الحكومي جاهزا أيضا كأول مركز مهني حكومي.

قال مدير عام التدريب المهني في "العمل" نضال عايش: تم رصد 15 مليون شيقل لتجهيز المركز  بالكامل على مساحة أرض قدرت بـخمسة دونمات، تدفع على ثلاث سنوات، ويشمل ما بين 12-15 برنامجا تدريبيا بين تقليدي وآخر حديث."

وبحسب نتائج التعداد العام للسكان ففي طوباس والأغوار الشمالية 2.081 منشأة عاملة (وهي كل وحدة لها نشاط اقتصادي، ومكان ثابت، وحيز، ومدير)، منها 93 متوقفة، و23 تحت التجهيز.

ووصل عدد العاملين في طوباس في منشآت القطاع الخاص والحكومي والمنشآت الأهلية حسب التعداد الثالث إلى 3755( 2953 من الذكور، و802 من الإناث).

ويساعد وجود هذه المراكز التدريبية بشكل منطقي على التقليل من عدد العاطلين عن العمل، وتخريج كفاءات قادرة على الانتاج بشكل أفضل، بإشراف مدربين متمكنين.

تقول منسقة وحدة التدريب المهني في غرفة تجارة طوباس سرى دراغمة: " حتى سنتين كان لا يوجد في طوباس أي مركز تدريب مهني لاستيعاب الشباب العاطلين عن العمل، او الذين لا يحملون شهادات جامعية، ولهذا السبب كان يجب أن يكون مكان لهذا الغرض".

"تحتوي وحدة التدريب على مهن النجارة، والميكنة الزراعية، والبلاط". قال صوافطة.

يقول قيس: "التحقت في وحدة التدريب المهني منذ 6 أشهر، تعلمت الحدادة، وأصبحت قادرا على تركيب الشبابيك الخارجية (الحراسات)، والأبواب أيضا".

ويضيف الشاب الذي أصبح قادرا على العمل وحده حسب وصفه: لأن أقرباءه يعملون بالحدادة وشقيقه أيضا حداد في مدينة أريحا انخرط في هذا التخصص".

هذه الأيام لا يتوسع قيس في العمل بشكل منفرد، ويقتصر عمله على الأماكن القريبة والأشخاص القريبين، حسب قوله.

"حرفة جميلة لكنها متعبة، فيها بعض الخطورة، لكن يجب أن نرتدي جميع معدات السلامة، وهذا ما تعلمناه في وحدة التدريب، أريد أن أدخل بدورة خراطة". قال قيس.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024