الرئيسة/  مقالات وتحليلات

آمل ان اكون مخطئا

نشر بتاريخ: 2017-09-18 الساعة: 10:56

عماد الأصفر الفلسطينيون ماهرون في المبالغة، تجد ذلك جليا في أمثالهم وغنائهم ومجمل مأثورهم الشعبي، وتجده ايضا في كلامهم اليومي، وفي خطابهم السياسي، فمثلا كل انتفاضة من انتفاضاتهم جبارة، وكل صمود اسطوري، وكل سياسي مناضل، وكل معركة من معاركهم ضارية، وكل اشتباك هو دون ادنى شك عنيف، وكل مسيرة هي بالتأكيد حاشدة، وكل خطاب يحمل لقب تاريخي وهام حتى قبل النطق به.

ومن بين هذه المبالغات ايضا الايحاء بان الانشقاق الحمساوي وحده مسؤول عن المصير الذي بلغته المسيرة الوطنية، حتى ليتبادر للسامع من اصحاب الذاكرة القصيرة -وما اكثرهم- ان احوالنا قبل الانقسام كانت عظيمة، وان انتهاء هذا الانشقاق سيضعنا على جادة الصواب!!!!. 

هذه المبالغة دون غيرها غيبت بقية الاحتياجات للإصلاح، وهي احتياجات لو تم اصلاحها في حينه فلربما ما كانت حماس بقادرة على تنفيذ انقلابها، ولأن هذه الاحتياجات ما زالت قائمة خلف الستار الكثيف الذي ينشره امام وجوهنا المحللون السياسيون  فلا اعتقد ان المصالحة المنتظرة ان وقعت قادرة على الاستمرار.

في كل مرة كنت اقول ان حماس لم تفعل ما فعلت ولم تتكبد وتضحي وتتحمل الحرب والحصار لكي تتخلى عن ادارتها لقطاع غزة، لن اقول ذلك هذه المرة، فحماس ما عادت قادرة على تجرع المزيد من المرار، وباتت جاهزة لتنازلات لا لتراجعات شاملة ومصالحات كاملة، وهي مقتنعة منذ فترة بنصيحة راشد الغنوشي ومفادها ترك الحكم من خلال المناصب وممارسته من الشارع.

 ولن اذكركم بمقدار وقدرة حماس على اتباع سياسة النفاق والاستبطان تجاه شعبها وتجاه ايران وسوريا فها انتم تعيشون وقائع اشنع امثلة النفاق من خلال علاقتها بدحلان. 

ما اريد التذكير به هو حاجتنا الى قيادة تكون شرعيتها متجددة وتكون متنفذة، تحتكر التمثيل والعلاقات السياسية الخارجية، وتحتكر كذلك القوة ولا تسمح بسلاح فصائلي لحماس او لفتح او لغيرهما، وتكون ديمقراطية تهتم برأي معارضيها وخالية من الفساد.

في هذا الاطار اعتقد ان الابقاء على سلاح التنظيمات، وممارسة القيود على اجراء الانتخابات، وادارة جهاز مدني وامني كبير تسيطر عليه حماس، ومنحها حاجزا قبل المعبر، والسماح لتنظيم بان يرسم سياسة وتحالفات ومواقف وطن باكمله، والموافقة على وجود طرف امني ثالث هي عناصر قادرة على اتلاف أي اتفاق مهما كانت طيبة قلوب وحسن نوايا الموقعين عليه.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024