الرئيسة/  الأخبار

مدرسة خلة الضبع..المقاعد من الكاوتشوك والسقف السماء

نشر بتاريخ: 2018-08-29 الساعة: 14:11

الخليل- وفا- منهكا بعد قطع جبل كامل مشيا على الأقدام، حتى يصل إلى صفه في مدرسة خلة الضبع في مسافر يطا بمحافظة الخليل، يجلس الطالب قتيبة الدبابسة (9 سنوات) على دولاب سيارة من "الكاوتشوك" الملتهب بفعل حرارة الشمس التي تصب قيظها ايضا فوق رأسه ورؤوس زملائه.

يحاول الطفل دبابسة ان يجلس على حافة الدولاب فالحر لا يحتمل، ولكن الارض ايضا ملأى بالحجارة المزعجة، والهواء تملأه الغبار، وماء الشرب شحيح، ولا مقصف او كفتيريا توفر ما برد من الشراب، او ما يسد جوعه، بعدما صادرت قوات الاحتلال البيوت المتنقلة (الكرافانات) التي كان الطلاب يدرسون فيها، وجرفت ارض مدرسته.

وببراءة الاطفال يقول دبابسة: "لا يوجد عندنا ملعب لكننا نلعب بالجبال والوديان، ان شاء الله بصير عندنا ملعب، ومدرسة كباقي المدارس لنتعلم كباقي اطفال العالم".

مدرسة خلة الضبع في مسافر يطا اقصى جنوب الضفة الغربية، احدى مدارس التحدي والصمود التي استقبلت طلبتها اليوم في اول يوم دراسي للعام الجديد، وذلك بجوار انقاض مدرستهم التي هدمها الاحتلال.

وتعتبر هذه المدرسة التي تحمل رقم 11 من مدارس التحدي والصمود نموذجا للإصرار على البقاء ومواصلة المسيرة التعليمية، وتؤوي 14 طالبا وطالبة قاصدين التعليم على ابسط الاشياء التي تركها الاحتلال من انقاذ مدارسهم المدمرة.

يقول أحد معلمي المدرسة والناشط ضد الاستيطان راتب الجبور: "رغم كل الإجراءات المتواصلة من قبل الاحتلال، سندرس أبناءنا على التراب، وسنصل الى أماكن تدريسهم عبر الجبال والمشي على الاقدام، وذلك لان التعليم حق مقدس لن نتنازل عنه بالرغم من كل الممارسات التي تستهدف الحياة التعليمية".

ويضيف الجبور: "ان الاحتلال قبل نحو شهر ونصف هدم هذه المدرسة وصادر (الكرفانات) التي كانت معدة لاستقبالهم في هذا اليوم الدراسي، الا ان الطلبة والهيئة التدريسية، اصروا على افتتاح يومهم الدراسي في العراء على التراب بلا صفوف او جدران تؤويهم من الحر، او لوح خشبي ليخطوا عليه امالهم واحلامهم".

وناشد جبور كافة المؤسسات الوطنية والأجنبية لتوفير الدعم والامكانيات لدعم قطاع التعليم في مسافر يطا، التي يعاني طلبتها من قلة الإمكانيات والحرمان من ابسط حقوق الطلبة، معتبرا مدرسة خلة الضبع نموذجا للتحدي، ورسالة للعالم لوقف جرائم الاحتلال التي طالت ابسط حقوق الطفل المتمثلة بحقه بالجلوس على مقعد دراسي وتوفر بيئة تعليمية ملائمة له.

واشاد رئيس مجلس قروي اللتواني محمد ربعي، بدور المعلمين في تعزيز صمود المواطنين والطلبة، وذلك من خلال حرصهم للوصول الى مدارس التحدي والصمود عبر الطرق الترابية الوعرة، الى جانب احتجازهم واعتقالهم أحيانا والاستيلاء على مركباتهم، الا ان اصرارهم يدفعهم للمشي على الاقدام لمسافات بعيدة عبر الجبال للوصول الى طلبتهم وتأدية واجبهم التعليمي والوطني.

وقال ربعي ان أهالي الخير والعطاء في بلدة يطا قدموا دعما سخيا من مواد بناء وغيرها، وجاري العمل بالسرعة القصوى لإعادة بناء مدرسة خلة الضبع التي سيفتتحها وزير التربية والتعليم صبري صيدم الاحد المقبل.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024