الرئيسة

الفكر الوطني والاجتماعية الديمقراطية لحركة فتح

نشر بتاريخ: 2018-08-27 الساعة: 09:56

ملخص تنفيذي:

يقول الله تعالى في سورة الحج-39 "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ".

وهي الآية الكريمة التي افتتح بها الرئيس أبومازن خطبته إبان العدوان الصهيوني على غزة عام 2014 مشيرا للظلم باعتباره المبرر الرئيس والسبب للمقاومة في سياق تأمل في الآية الكريمة ومراميها.

ونبدأ حديثنا بالآية للتذكير بأصل القضية وهي قضية أرض ووطن ووجود، واحتلال أي أنها قضية تحرر من ظلم الاحتلال واستعادة الارض من المستعمر، وليست قضية دينية اوقضية صراع حدود.

 

خمس أزمات فكرية

دخلت الامة العربية والاسلامية منذ بداية القرن العشرين بأزمات فكرية أربعة رئيسة، والخامسة حديثة فكانت التعارضات أو التوافقات حسب الفهم لها:

1-   وهي الحرية مقابل التحرر حيث الحرية اهتمت بالأفراد والجماعة وحرياتهم الشخصية المدنية،وضمن النظام، بينما التحرر فُهِم أنه تحرر من التسلط  والاستبداد، ومن الاستعمار والاستغلال الاجنبي والاحتلال[1]

2-   وكانت معضلة الوطنية مقابل القومية[2] والاممية، فغدت الوطنية بعد عشرات الأعوام انتصارا للفكر الوطني في الإطار العربي، ومنه لحركة التحرير الوطني الفلسطيني- "فتح" ضمن التنظيمات الفلسطينية بفكرها الذي عني بالوطنية ليس الانعزال اوالاقليمية الابتعادية، وانما التخصيص للنضالية بأولوية تجاه فلسطين، وعنى بالفكرة الوطنية التركيز والتكريس للجهد والوقت لفلسطين ما لايعني الانعزال عن العربي، والحضاري العربي الاسلامي بالاسهامات المسيحية الشرقية، والعالمي وانما عني الترابط مع التخصيص، وما ينفي مساواة الجهد والوقت والعمل للقضايا الاخرى مع فلسطين

3-   وثالثا ظهرت فكرة العلمانية أو المدنية[3] او الدولة الحديثة مقابل ما رآه البعض من تعارض أو تقابل مع الاسلام أو "الدولة الاسلامية" أو الاسلاموية.  

4-   وظهر الصراع رابعا بين الماضوي في التراث والتفكير مقابل المستنير وما كان من أمر الأصالة والحداثة[4]

5-   أما ما ظهر مؤخرا فهو صراع التسامح والرحابة مقابل التطرف والارهاب.

 خمس محرمات اسلاموية

 عطفا على ماسبق الاشارة له، فإن التنظيمات الاسلاموية قد نجحت على مدار السنوات من تاريخها (الاخوان المسلمين منذ العام 1928 وحزب التحرير منذ 1952 كنموذج رئيس) من إضفاء كثير من التشكيك والظلال السوداء الى حد التكفير- حيث كُفر مقابل ايمان- على عديد المفاهيم والمصطلحات والتي منها: الوطنية والقومية والاشتراكية والديمقراطية والعلمانية الى أن استطاعت إما أن تتبناها! أو تظل بمنأى عنها بشكل أو بآخر، او بمسافات مختلفة.

  الفكرة الوطنية تم تبنيها بعد جدل طويل (انظر فصيل حماس بين الميثاق 1988 والوثيقة 2017)، وأما الديمقراطية فلقد انخرط فيها "الاخوان المسلمين" في مصر منذ الثمانينيات للقرن العشرين بعد جدل داخلي طويل من اعتبارها كفر وضد حاكمية الله،  ثم لحقتهم الاحزاب السلفية منذ العام 2010 لاحقا (السلفية الحركية دون العلمية او الجهادية-القتالية).

        اما عن القومية وإن فهمها حسن البنا حسب تعريفه بلا حدود او انتماء إثني وصيغت بمنطق الاسلامية،[5] فإنها حديثا لم تعد مُدانة كما الحال سابقا حيث كان النظر لها أي القومية مقابل الاسلام كتعارض لا يحل! فإما هذا وإما ذاك، وذلك في إطار طغيان الفكرانية (الايديولوجية) المنغلقة التي لا ترى ذاتها الا في فسطاط (معسكر) منفصل أي عقلية الفسطاطين أو المعسكرين، او إما اسود أو أبيض وأهل الحق مقابل أهل الباطل لا توسط ولا تلاقح، ما يعني إما أنا او هو، وأنا الكل الصحيح والمطلق والمقدس والخالص والآخر الشر المستطير.

أما ما يتعلق بالشيوعية والاشتراكية (وحتى الديمقراطية الاجتماعية) فمازالت النظرة حذرة جدا ولا تبتعد بالنظر للمنظومة هذه عن التهمة بالكفر مقابل ما كان يراه الشيوعيون من التنظيمات الدينية أنها تنظيمات رجعية وهم التقدميون.

 

 

 

العلمانية الاسلامية!

 

   فكرة العلمانية ورغم عشرات التعريفات لها، يمينا ويسارا ورغم تعدد التجارب واختلافها في التطبيق، ورغم اختلاف التعريف في البداية عنه اليوم[6] وفي التعريفات من المتناقض الكثير، فمن الاسلامويين وحتى العلمانيين من يرى أنها تعني: لا دينية وضد الاسلام مباشرة أو ضد الدين عامة، ومنهم من لا يفهمها الا بمعنى أنها دولة المواطنين أو الدولة المدنية.

 ورغم العداء المستفحل للتنظيمات الاسلاميوية للمفهوم، إلا أننا لحظنا تطورا لديها أي لدى بعض المفكرين الاسلاميين والتنظيمات الاسلاموية في الفهم والتقبل، حين نرجع لتعريف رجب طيب أردوغان للعلمانية، أو نقلات حزب النهضة في تونس منذ المؤتمر العاشر عام 2016 ولمفاهيم راشد الغنوشي ود.عبد المنعم أبوالفتوح ولوثيقة حركة حماس عام 2017 ولرأي الشيخ احمد الكبيسي في العراق[7]، وغيرهم الكثير.

بمعنى أن مفهوم العلمانية-ضمن خماسية المحرمات الاسلاموية- الذي حمل الكثير من الاتهامات الى الدرجة الذي ترفض حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح استخدامه وتستعيض عنه بمصطلح الفكر المدني الديمقراطي في وثائقها دون الاشارة بتاتا للمصطلح[8]

 وهو ذات نهج حركة فتح الذي يؤثر العمل متفوقا على التنظير، فيرفض الانجرار لمصطلحات الآخرين او مناظراتهم الفكرية التي لا تُغني ولا تسمن من جوع، فالهدف هو المطلوب، وهو تحرير فلسطين بكل السواعد الممتدة لذلك بغض النظر عن فكرها الايديولوجي، لا التنظيرات الخاوية. لذا دعت حركة فتح الى الدولة الديمقراطية او المدنية اوسمها دولة المواطنين او دولة القانون دون تمييز.

 

صراع المصطلحات

 في صراع المصطلحات والتنظير كان للمفكر العربي الفلسطيني خالد الحسن (1928-1994) ردا مُفحما عام 1988 حينما واجهه الطلاب الفلسطينيون الفتحويون بالسؤال: لماذا يعيب علينا "اليسار" الفلسطيني بأننا لسنا يساريين؟ (أي لسنا تقدميين بل نحن رجعيين كما يصفوننا) فقال: لا علاقة لنا بتعريفات الآخرين ولا تلزمنا.

 وأضاف رددوا ورائي: اللهم اجعلنا من أهل اليسار في الدنيا ومن أهل اليمين في الآخرة!(حيث قصد ب"اليسار" معنى اليُسر أي يُسر المعاملة واليسر بمعنى الغنى غنى النفس والمال، و"اليمين" استنادا لآية: من اوتي كتابه بيمينه... فهو في جنة عالية) فاختط تعريفا مختلفا لليمين واليسار مرتبطا بحضارتنا العربية الاسلامية بفهم ثوري فتحوي حضاري.

وفي ذات السياق كان ياسرعرفات يتعمد في خطاباته، ولحقه بذلك أبومازن والقادة، الاستناد للحائط الحضاري الذي يجمعنا كمسيحيين ومسلمين ليؤكدوا الانتماء الروحي الأصيل فلم تخلُ اي من كلماتهم من الاستشهادات بالآيات القرآنية او أقوال الرسول او المسيح عليهما السلام.

 ولك ولنا أن نفهم التعريف بأي مصطلح تريده، ولكن الثورة الفلسطينية بالاجمال وحركة فتح (والامة العربية وثوار العالم من ورائنا) تريد لفلسطين التحرر من الاحتلال والاستعمار أولا لبناء دولة ديمقراطية مدنية لاحقا تقف فيها الدولة على مسافة واحدة من كافة الاديان اوالطوائف أو الآراء أو التوجهات.

اما فكرة الاممية او العالمية لدى التنظيمات عامة وخاصة الأيديولوجية فهي فكرة جامعة لكل الافكار الايديولوجية سواء تلك الشيوعية أو الاسلاموية (يسمونها الدولة الاسلامية أو"الاستاذية" على العالم لدى الاخوان المسلمين) او الرأسمالية الامبريالية والتي ترى نفسها على قمة العالم، وهي الأفكار التي نعتقد أنها اليوم تخفت تدريجيا في ظل الفهم المنفتح والعالم الرحب مع تقارب المسافات الكترونيا، والذي يرى في الحضارات تلاقحا وتفاعلا وليس تناحرا واقتتالا وصراعا بل وصداما كما الحال مع  المفكر "صموئيل هنتنغتون".

الهوية الوطنية الفلسطينية

كانت النكبة عام 1948 على الفلسطينيين نكبة بحق، إذ اقتلعوا من جذورهم ومن أرضهم التي عاشوا فيها بلا انقطاع لآلاف السنين منذ اجدادهم الكنعانيين واليبوسيين واللخميين والفلستيين وغيرهم من القبائل العربية، ولم يتركوا بقعة صالحة للزراعة فيها الا فلحوها وكما لاحظ اليهود أنفسهم حينما قدموا لاستعمار هذه الأرض فتفاجأوا كل المفاجاة أنها مفلوحة أو بصدد الفلاحة ما يكذب -كما قال المفكر اليهودي "أحاد هاعام"- أنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، كما كانوا يفترون، عدا عن أن اليهود في العالم لا ولم يشكلوا شعبا أوقومية مطلقا، وما كانت قبيلة بني اسرائيل العربية المنقرضة الا قبيلة آمن جزء منها بالتوحيد، وآمن غيرها، ولا صلة قومية أو صلة دم لمعظم يهود العالم اليوم بها.[9]

المهم أن النكبة كانت أشد وطأة على الفلسطينيين مما يسميه الاسرائيليون اليوم المحرقة أو"الهولوكوست" إنها ان جاز التعبير الكارثة والبطولة وهي "الهولوكوست" الاكبر، ولكنها مع كل ذلك عكست نفسها سلبا لفترة، ثم تحولت لبراكين أعادت تشكيل الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال 3 مفاهيم رئيسة أسهم بتشكلها ]المخيم[ فلكي يخرج الفلسطينيون من أسر الحاجة والفاقة والتشرد وعيون الغضب او العطف او الريبة أو الشفقة اتجهوا للعلم فأصبح الفلسطيني لا يقبل الا بالشهادة العلمية، فغزوا العالم بالعلم حتى اليوم.

 وآمن الفلسطينيون بضرورة عدم الاعتماد فقط على وكالة غوث اللاجئين فاتجهوا لاعمار البلاد العربية وخاصة الخليجية وكانوا بذلك روادا، وفي المخيمات ومنها انتشرت مختلف الأفكار القومية والشوعية والاسلاموية، ولاحقا الوطنية لحركة فتح، فتشبث الفلسطينيون بقصبة النجاة من خلال هذه التنظيمات للعودة للوطن، لذلك نشأت الهوية الوطنية العربية الفلسطينية متسلحة بالعلم ومتسلحة بالعمل ومتسلحة بالنضالية، وهو ما يمثل طبيعة العربي الفلسطيني اليوم ومساحة تميزه الواضحة.

 

 

 

تجريبية حركة فتح

حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح هي حركة ضد التسلط والاحتلال، وهي حركة تجريبية واقعية رفضت تبني أي من الفكرانيات (الأيديولوجيات) الكبرى مع انطلاقتها وركزت على فلسطين، واتخذت من تأجيل الطرح الاجتماعي مبدأ الى أن شغلت لها مقعدا داخل الوطن، فتعاملت مع المتغيرات وطرحت مشاريعا في إطار مؤتمراتها وفي سياق التطبيق عبر السلطة.

ان حركة فتح اتخذت كما نردد دوما من مفهوم الوطنية مجال تخصيص وتركيز واولوية لفلسطين القضية على ما سواها، وجعلت الانخراط في كيان موحد للشعب سعيها ما يكرس الوحدة الوطنية، وكان لها في التشاركية وعلى رأسها الديمقراطية مسارا اتخذ شكل ديمقراطية غابة البنادق كما كان يسميها ياسر عرفات، ونضيف الى ذلك الاستقلالية برفض الاستتباع لأي نظام والعقلانية بتبني الوسطية والاعتدال والتقدمية.

 ومنها هنا أصرت الحركة على رفض ما أسمته (القردية)[10] أي تقليد الآخرين وقالت بتبنيها للنظرية العلمية الواقعية.

المفكرالفتحوي عثمان أبوغربية في فكرته الاستقطابية التي رآها للحركة جعل من النقاط الخمس التالية هي المجال والفكرة.

1-الوطنية نقيض للكينونة الاحتلالية

2-أولوية خط التحرير

3-التطور حسب الظروف

4-العدو ليس دين أو قومية بل الاحتلال

5-ثورتنا عربية انسانية تقدمية.

 

وفي إطار النظام الداخلي فإن حركة فتح تظهر بوضوح أنها ديمقراطية تقبل التعددية مع الآخرين، وان اعتمدت المركزية الديمقراطية في بنائها الداخلي، فالنظام يتيح لأي شخص عربي او غير عربي الانضمام للحركة، وان لم يكن من شروط للعربي فهو كالفلسطيني فإن هناك شروطا ترشيحية للأجنبي.

 

 

فتح والاقتصاد والاجتماعية الديمقراطية:

كانت أهم الركائز التي اعتمدت عليها الحركة منذ المؤتمر السادس هي أولا:الاعتماد على الذات والتأهيل والتمكين ، وثانيا: التحرر من التبعية الاقتصادية للاسرائيلي، ثم ثالثا السعي لتحقيق شراكة قطاعات العام والأهلي والخاص، وذلك في سياق ما طرحته الحركة من تشجيع للاستثمار والمشاريع الصغيرة والتسويق للمنتجات والعمالة عربيا، وانشاء مناطق صناعية.

 

 الى ذلك شغل الحركة دوما في الإطار المجتمعي كما أشار عثمان أبوغربية فكرة العدالة وفكرة الحرية معا، وهما من الأفكار الثابتة في سياق الفهم (الديمقراطي الاجتماعي، اوالاشتراكي الديمقراطي)[11] وذلك نابع من أن هذا المبدأ يحقق التعددية الثقافية، ويرفض الهيمنة على السوق، ويعمل على تجاوز أولوية السياسة والايديولوجيا على المجتمع والفكر والمعرفة، كما انه يُعلي من قيمة العنصر البشري والسوق لخدمته وليس العكس.

 

بين المؤتمر السادس 2008 والسابع 2016 طرحت المشاريع الاجتماعية ضمن وثيقة البناء الوطني فجمعت من المؤتمرين بعض النقاط مثل: احترام الحريات الفردية والخصوصية، والتحرر الكامل من الاحتلال ما هو حقنا الثابت، وركزت في الشان الاجتماعي خاصة بالمؤتمر السابع على مضامين التحرر على حساب فكرة الحرية، مثل التركيز على وحدة الشعب ورفض المستعمرات، والى ذلك أكدت حركة فتح بالسابع: ان الحركة وطنية تقدمية ديمقراطية خالية من التمييز العنصري الجندري.

وفي سياق الفكر الاجتماعي ومن كلمة الرئيس في المؤتمر نرى أنه أكد على كثير نقاط أبرزها برأينا 7 نقاط هي:

 1-دعم الصمود (القدس والاسرى والخارج وذوي الاحتياجات الخاصة)

2-مواءمة القوانين عالميا

3-الحريات ومنها المجتمع المدني، وحرية العبادة، والمرأة

4-وأكد على الوحدة عبر سلطة واحدة وسلاح وقانون واحد

5-واشار للاقتصاد الوطني الحر، وحماية الاستثمار

6-فك الارتباط مع الاحتلال

7-قطاع عام وخاص (وتاكيد على الصناعة والتميز والفن والمناخ والتنمية المستدامة والتعليم).

 يمكننا أن نرى ختاما أن حركة فتح في نطاق المشاركة فهي تؤمن بالمواطنة الكاملة للجميع بغض النظر عن الدين او الطائفة او الجنس او الرأي، كما انها تؤمن بالمجتمع المدني الديمقراطي، وبالممارسة الانتخابية الديمقراطية النسبية.

 اما في شكل النظام السياسي فتراه برلمانيا ورئاسيا، وعن المرأة ترى الحركة أن حقها بالتعليم والعمل لا نقاش فيه، فهو واجب على الحكومة والمجتمع ودون تمييز كما تؤكد على حمايتها، وحقها بالشؤون السياسية على قدم المساواة.

واستطاعت الحركة أن تحدد نسبة للمرأة في المواقع الحركية (حصة/كوتا) هي 20% وبصدد رفعها لاحقا.

ونخلص الى أن الفكر الاجتماعي الذي كان مؤجلا في بدايات حركة فتح  تعاملت معه في مرحلة السلطة، وتعاملت مع الاقتصاد المشوه والتابع في محاولات انفكاك لم تنجح حتى الآن، وكانت الفكرة الرئيس هي وحدة الارض والشعب والتحرر من الاحتلال والاستعمار، وخاضت الحركة جدلا طويلا ومخاضا فكريا  تجريبيا لتتبنى تبنيا صارما الديمقراطية والدولة المدنية دولة كل مواطنيها بما تتضمنه من حرية ومساواة وعدالة واحتكام للقانون.

 

 الحواشي:

 

*شكل هذا الملخص الإطار العام للمحاضرة حول الموضوع.

[1] نقرأ للكثير من الكتاب والثوار ومنهم السباقين :الكواكبي في كتابة الاستبداد، وكتاب يقظة الامة لنجيب عازوري، ونقطة البداية لميشيل عفلق....الخ، ومن المفكرين العرب الإصلاحيين وكذلك المسلمين من جنسيات مختلفة:جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ورشيد رضا، وشكيب أرسلان.

[2]  يعد الشريف حسين والملك فيصل بن الحسين من أعلام النهضة العربية، ومن المفكرين قسطنطين زريق ومحمد عزة دروزة وساطع الحصري ميشيل عفلق وزكي الارسوزي وأنطون سعادة وصلاح جديد، ولاحقا جمال عبدالناصر من أصحاب الفكر القومي الوحدوي بصياغات مختلفة.

 [3]  نقرأ منذ البداية للشيخ علي عبدالرازق في المدنية "الاسلام واصول الحكم"، ومقابله كل تراث التنظيمات الاسلاموية التي نادت بالخلافة أو "الدولة الاسلامية" من حسن البنا (الاخوان المسلمين) الى تقي النبهاني (حزب التحرير) وأيضا ابوالحسن الندوي وابو الاعلى المودودي، وفي التراث الشيعي (الخميني في كتابه الحكومة الاسلامية)

[4]  قد يفهم امتدادا لصراع العقل النصي او النقلي المفتوح مقابل العقلي او التفسير العقلي في الحضارة العربية الاسلامية، وفي المجال كتب الكثيرون امثال محمد عابد الجابري ومحمد أركون وعبدالحميد الأنصاري ود.رضوان السيد ومالك بن نبي...الخ.

[5]  يقول حسن البنا: "الفارق بين المسلمين وبين غيرهم من دعاة الوطنية المجردة أن أساس وطنية المسلمين العقيدة الإسلامية، فهم يعملون لوطن مثل مصر ويجاهدون في سبيله، ويفنون في هذا الجهاد، لأن مصر من أرض الإسلام، وزعيمة أممه، كما أنهم لا يقفون بهذا الشعور عند حدودها بل يشركون معها فيه كل أرض إسلامية وكل وطن إسلامي" ويقول عن القومية: "رابطة العقيدة هي عندنا أقدس من رابطة الدم ورابطة الأرض، فهؤلاء هم قومنا الأقربون" –عن موسوعة الاخوان المسلمين على الشابكة.

 [6]كانت شدة وعنف الثورة الفرنسية 1789 التي انقلبت على المفهوم الكنسي المناهض للعلم حينها وضد تسلط الكنيسة بالتحالف مع القصر المستبد، ان انتشر شعار: سنقتل آخر امبراطور بامعاء آخر قسيس! فهي ضد القهر عامة وحادت وتطرفت ولكن المفهوم تعرض منذاك لكثير تغيير.

[7]  في ظل الاحتراب الطائفي في العراق قال الشيخ أحمد الكبيسي: لا حل في العراق الا بالدولة العلمانية، وقال أردوغان أن العلمانية دولة تقف على مسافة واحدة من المواطنين المؤمنين وغير المؤمنين بمساواة امام القانون بغض النظر عن دينهم اوقوميتهم او جنسهم، وقال أنا رئيس مسلم أحكم دولة علمانية، وقال د.عبد المنعم أبوالفتوح أن الحل النهائي في فلسطين هو بالدولة العلمانية، وكان عبدالوهاب المسيري قد حبذ ما أسماه العلمانية الجزئية وما أسماها هاني الحسن العلمانية المؤمنة التي تحترم الاديان. 

[8]  عندما سؤل ياسر عرفات في الستينيات من القرن العشرين عن: أنكم تسعون لدولة علمانية؟  قال: نحن لا نقول ذلك، أننا نقول دولة ديمقراطية، وعندما سؤل عثمان أبوغربية من مفكري حركة فتح عام 2014 قال أننا في حركة فتح نسعى لدولة ديمقراطية لكل المواطنين ورفض استخدام مصطلح العلمانية لمافيه من لغط ذو بعد ديني لدى كثير من فئات الشعب التي نجح الفكر الماضوي الديني في تكريسه لديها ككفريتم ترداده على المنابر حيث القول العلمانيون الكفار! اما ما كان من شان استخدام بعض قيادات الحركة للمصطلح فله بحث في كتاب بكر أبوبكر المعنون: حركة فتح والاسلام والعلمانية.

 

[9]  لمراجعة الكُتاب اليهود أرثر كوستلر عن أصل اليهود، وشلومو ساند في كتابه أسطورة اوخرافة الشعب اليهودي واكذوبة أرض "اسرائيل"، ولمراجعة علماء الآثار الاسرائيليين زئيف هرتزوغ واسرائيل فنكلستاين وسبيلبرغ،  والعرب امثال فاضل الربيعي وفرج الله صالح ديب واحمد الدبش وزياد منى وغيرهم الكثير الذين اثبتوا عدم صحة الرواية التوراتية وأكاذيب الكهنة والصهاينة.

[10]  ورد هذا المصطلح في ادبيات الحركة للعام 1969

[11]  بعض المفكرين يفرقون بين الاجتماعية الديمقراطية والاشتراكية الديمقراطية-وهي المؤسسة العالمية التي انضمت لها حركة فتح- الا اننا نقترح اعتماد الفكرة في سياق انها "الاجتماعية الديمقراطية"، وللعلم فإن ما يسمى الاشتراكية العلمية (الشيوعية) لا ترى في الاشتراكية الديمقراطية الا الابن الضال، فهي اي الشيوعية لا تعترف بالديمقراطية وتقر هيمنة الحزب الواحد ما جلب الاستبداد والمركزية المطلقة وكان الافتراق بين الفكرتين كبيرا.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024