الرئيسة/  ثقافة

في ذكراه الرابعة: جبل حيدر يستعد لرواية حياة ومنجزات سميح القاسم

نشر بتاريخ: 2018-08-19 الساعة: 13:13

رام الله-وفا-منتصب القامة يمشي، حتى في موته، ويعلو بهامته. هناك، قرب الزيتونة التي دفن تحتها كما أوصى، على سفح جبل حيدر المُطلّ على بحيرة طبريا والأردن وسوريا من الشرق، وحيفا وعكا والبحر الأبيض المتوسط من الغرب. بدأ تشييد متحف سميح القاسم (1939-2014).

على جبل حيدر، في قرية الرامة الجليلة في عكا، أرض الزيتون، يُكرم الوطن عبر مؤسسة سميح القاسم شاعره الكبير، ويحفظ إرثه.

لم ينساه من كتب لهم في قصيدة "أشد من الماء حزنا": وحيدا. ومزدحما بالملايين. لا شيء في الأرض، لا شيء فيها سواك. يشاؤك صوتك: رعدا، يشاؤك وجهك: نورا، يشاؤك ورد الحديقة: طلعا، يشاؤك كهف الجبال: صديقا، تشاؤك زيتونة الدهر: حلما، يشاؤك صخر التلال: رفيقا، تشاؤك سنبلة الحب: حقلا، يشاؤك قلب التراب: شهيدا، يشاؤك أهلك: عيدا.

وفي قصيدته "أكثر من معركة": في أكثر من درب وعْرِ، تمضي شامخةً.. أشعاري.

وفي قصيدته "أطفال 1948": يا اخوتي المتشردين ويا قصيدتي الشقيّة، ما زال عند الطيّبين، من الرثاء لنا بقيّه، ما زال في تاريخنا سطر.. لخاتمة الرواية!.

يعد التصميم والبدء بتشييد متحف ومركز ثقافي باسم الراحل سميح القاسم، هو أبرز حدث ملموس تخليدا لذكرى القاسم، والمكانة التي تليق بقامة شاعر الأرض والوطن والعروبة والانسانية، بعد أربعة أعوام على رحيله.

طاقم التصميم يضم مصمّمين عربا وإسبانيين وإيطاليين في مقدمتهم المصمّم المعماري الفلسطيني المقيم في لندن أيمن طبعوني، وعلى مَدار شهور عديدة، قام بدراسة شخصيّة وتاريخ سميح القاسم وإرثه الكبير، وقراءة ما كُتب عنه، ومتابعة ترجماته في عشرات اللغات، ليتمّ تنفيذ التصميم بما يتلاءم مع جميع المعطيات وخصوصيّات الطبيعة والأرض والزيتون وأزهار فلسطين لتنعكس في مبنى فريد من نوعه يجمع ما بين الحضارة العريقة والحداثة التي تجسّدت في شخصية وإرث سميح القاسم. ولفت إلى أن المتحف سيحقق أثرا كبيرا لرسالته بنشر الفن والإبداع بجميع أشكاله. بحسب نجل الشاعر، وطن سميح القاسم.

بدورها، أعلنت كتلة "الجبهة" في بلدية حيفا عن تقديم طلب لإطلاق اسمي الشاعرين الكبيرين، محمود درويش وسميح القاسم، على أحد معالم المدينة، لمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل درويش والرابعة لرحيل القاسم. وقال رئيس كتلة "الجبهة" سهيل أسعد: أن المبادرة تأتي تخليدا لذكرى شخصيّات وطنية واجتماعية عربية.

وأضاف أسعد لموقع "حيفا نت" انه مع إقرار "قانون القومية" العنصري، والذي يتنكر لوجود شعب فلسطيني ويتنكّر لحقوقه ويمسّ لغته، أصبحت هذه المبادرة أكثر إلحاحًا، وأصبحت عُنوانًا لمعركة من أجل تجسيد أحد حقوقنا وتكثيف حضورنا ولغتنا ورموزنا الثقافية في الحيّز العامّ، وهي ليست معركتنا وحدَنا كأقلّية قومية، بل معركة كلّ إنسان ديمقراطيّ في هذه المدينة.

الكاتب والناقد، عادل الأسطة، كتب متسائلا: في الذكرى الرابعة لرحيل الشاعر سميح القاسم نتساءل عما آل إليه نتاج صوت شعري شغل الناس في حياته، ومن حقنا أن نسأل، كما أنه من حقه علينا أن نتذكره ونتذكر نتاجه.

وأضاف الاسطة: شغل الشاعر وشعره القراء العرب، وكتب الدارسون عنه الكثير، فمن يقرأ اليوم أشعاره وما كتب عنها؟ حقا ماذا بقي من قصائد الشاعر؟ "خطاب من سوق البطالة" أو "تقدموا.. تقدموا" أو "إليك هناك حيث تموت" أو "برسونا نن غروتا" أو "رسالة إلى غزاة لا يقرؤون"، أو "منتصب القامة أمشي" أو "ليد ظلت تقاوم"؟

من يقرأ اليوم القصائد السابقة سوى من تبقى من مقاومين؟ وهل ما زال تأثيرها كما كان؟

ولد سميح القاسم في مدينة الزرقاء بالأردن في 11 أيار 1939 لعائلة فلسطينية من قرية الرامة الجليلية، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة اللاتين في الرامة (1945-1953)، ثم درس في كلية تيرسانطا في الناصرة (1953-1955)، ثم نال الثانوية في سنة 1957، ليسافر من بعدها إلى الاتحاد السوفييتي حيث درس سنة واحدة الفلسفة والاقتصاد واللغة الروسية.

عمل القاسم معلما، لينتقل بعد ذلك إلى النشاط السياسي في "الحزب الشيوعي"، قبل أن ينتقل إلى العمل الصحافي ومن ثم يتفرغ للكتابة الأدبية.

اعتقله الاحتلال مرات عدة، وفرضوا عليه الإقامة الجبرية بسبب مواقفه الوطنية والقومية.

أسهم القاسم في تحرير مجلتي "الغد" و"الاتحاد" ثم أصبح رئيسا لتحرير جريدة "هذا العالم" التي أصدرها أوري أفنيري في 1966م، ثم عاد بعد ذلك للعمل محررا أدبيا في جريدة "الاتحاد" وأمين عام تحرير جريدة "الجديد" ثم رئيس تحريرها، وأسس منشورات "عربسك" في حيفا، مع الكاتب عصام خوري سنة 1973، وأدار فيما بعد "المؤسسة الشعبية للفنون" في حيفا.

رئس اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين في فلسطين منذ تأسيسهما، ورئس تحرير الفصلية الثقافية "إضاءات"، وكان رئيس التحرير الفخري لصحيفة "كل العرب" الصادرة في الناصرة حتى وفاته.

khl

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024