الرئيسة/  مقالات وتحليلات

وتستمر حرب البسوس..

نشر بتاريخ: 2017-09-10 الساعة: 12:45

بقلم رامي مهداوي قبل سنوات قرأت قصة الزير سالم _ المهلهل عدي بن ربيعة بن الحارث بن تغلب_ وفي هذه الأيام إنتهيت من مشاهدة المسلسل الذي يتحدث عن هذه الشخصية العربية الجدلية التي وصلت مرحلة الإسطورة والخيال كما يدعي بعض المؤرخين، ويجب الإنتباه هنا وجود روايات متعددة عن الزير إلاّ أن المسلسل وعلى الرغم من أن إنتاجه بهذا العمل الإبداعي للدراما التاريخية ضلل بعض الحقائق.

وحتى نكون على بينة  عزيزي القارئ مقالي هذا ليس نقد فني أو تاريخي، هو محاولة للنظر برؤية شمولية للوقائع المختلفة التي حدثت أثناء الملحمة التاريخية العربية في فترة الجاهلية المعروفة بحرب البسوس وواقعنا الحالي الفلسطيني والعربي، سأضع المشهد وسأترك لكم الإسقاطات المختلفة بما تروه مناسب:

كانت القبائل العربية متناحرة فيما بينها، إلاّ قبيلتي تغلب _قبيلة الزير سالم_  وبكر. لهذا انتصروا على الملك التبع اليماني ليصبح وائل بن ربيعة التغلبي والمعروف في التاريخ بإسم كُليب _ الأخ الأكبر للزير_ ملكاً على القبائل العربية؛ إلاّ أن كُليب كان له مشروعه الخاص ما جعل تصرفاته مثل: منع الصيد، منع اضرام النار أقرب الى الديكتاتورية في العصر الحديث.

ومع ازدياد سطوة كُليب على القبائل العربية، اشتعلت شرارة الرفض _الثورة في المفهم المعاصر_ التي تطورت الى حرب دامية  بين قبيلتي بكر وتغلب بسبب ناقة كانت تسمى سراب كانت تمتلكها سيدة اسمها البسوس. بعيداً عن تفاصيل التفاصيل، قُتل كُليب غدراً على يد جساس بن مرة لتندلع الحرب المعروفة قي الملحلمة العربية " حرب البسوس" التي استمرت 40 عاماً.

وهنا حتى لا أكون مجحف في حق قامة عربية أصيلة متمثلة في الزير سالم، من الجدير دراسة عقليته من منظور العلوم السياسية والعلوم الحربية وليس النظر له بمنظار كونه الشاعر الجاهلي الأول الذي تحول من  مدمن  للخمر والنساء وسماع الأغاني إلى المحارب الثائر لأسباب كثيرة أهمها:

·        الزير إنتقل من مرحلة الرومانسي المحب الى محارب يطلب الثأر ثم حالماً في المُلك.

·        مفهوم الإبادة والتطهير القبلي الذي أراده لأبناء عمومه البكريين.

·        كيف قاد جبروته ونرجسيته "الديكتاتورية" الى نهاية حكمه وحكم قبيلته.

·        الحرب كهدف أم وسيلة لتحقيق الهدف في عقلية الزير الديكتاتورية.

أعترف لكم بأنني أعيش حالة من الشيزوفرينيا ما بين حب وكره لهذه الملحمة التاريخية، إلاّ أنها وفي كل المقاييس مأساة مازلت معشعشة في العقلية العربية على كافة الأصعدة، لدرجة أنني أجد ذاتي _الإنسانية، الفلسطينية، العربية_ مازلت تعيش في عصر الزير سالم لكن بأشكال وأدوات ومسميات مختلفة. هذه دعوة لكل من لم يسمع عن حرب البسوس والزير سالم أن يقرأ ويشاهد الرواية والمسلسل ليلاحظ بأنا مازلنا نعيش مع: الزير سالم، كُليب، جساس، جحدر، الحارث بن عباد، التبع اليماني، البسوس، الجرو.... وتستمر حرب البسوس...

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024