الرئيسة/  ثقافة

من هو شيخ الخطاطين في بيت لحم؟

نشر بتاريخ: 2018-07-06 الساعة: 18:31

بيت لحم- الحياة الجديدة- على بوابة وواجهة قصر جاسر الرئيسة في بيت لحم، يظهر توقيع واحد من أشهر الخطاطين العرب في زمنه، والذي يحتفظ بمكانته الفنية حتى الآن، وهو نجيب أحمد هواويني.

استقدم الإخوة جاسر، هواويني (1878 - 1956م) وهو خطاط سوري عاش ومات في القاهرة متمصرًا، ليخط الكتابات العربيّة على القصر الذي يعتبر من أهم المعالم العمرانية في فلسطين خلال القرن العشرين.

يزين مدخل القصر المهيب، في أعلى واجهته الأمامية، نقش للآية القرآنية الكريمة 53 من سورة النحل "وما بكم من نعمةٍ فمن الله".

وعلى عمودين في مدخل القصر نُقش: سليمان جاسر وإخوانه، وأسفلهما تاريخان يفصل بينهما بنجمة، الأول سنة 1910م، والثاني سنة 1914م، وهما يشيران إلى بدء العمل والانتهاء منه.

وهذا النقش مع التاريخين يتكرر في مكان آخر على واجهة الدار-القصر، وبشكل فني مع وفرة في الزخرفة. وتظهر هذه النقوش المستوى الرفيع للخط العربي، على يد هواويني، الذي اعتبر حجة في الخط العربي، وصاحب البصمات في تأصيل الخط العربي وتجويده.

يذكره خير الدين زركلي في موسوعته الإعلام: "من كبار الخطاطين. سوري عاش ومات في القاهرة. امتاز بأكثر أنواع الخط. وتلقاه عنه كثيرون".

وكانت الحكومة المصرية تنتدبه لمضاهاة الخطوط والأختام. ومنح لقب "خطاط السلطان" وأنشأ رسالة في "التزوير الخطي" نشرتها مجلة الهلال. وكتب "السلاسل الذهبية - عشرون كراسا مدرسية، تسعة منها بالرقعة وسبعة بالنسخ و4 بالثلث. وكان محاميا وألف كتاب "جامع الأدلة على مواد المجلة" وأحسن مع العربية التركية والفرنسية. وله نظم دون الوسط".

هواويني الذي حصل على وفرة من الألقاب، كخطّاط الملوك، وخطاط ملك مصر والسودان أحمد فؤاد الأول، وخطاط جلالة الملك، وشيخ الخطاطين ونال رتبة البكوية، ولد في دمشق، وتلقى الخط في تركيا على يد محمد عزت.

عمل هواويني بعد استقراره في مصر، خطاطًا لملك مصر، وخبيرًا استشاريًا للخطوط العربية في الديوان الملكي المصري، ومدرسًا في مدرسة تحسين الخطوط الملكية التي أنشأها الملك فؤاد عام 1922م.

لهواويني إنتاج شعري "دون المتوسط" حسب الزركلي، ومعظمه في رثاء شخصيات عرفها كهدى شعراوي، ويوسف السبع الدمشقي، وفوزي المعلوف.

ولكن له أيضًا شعر في جمال الخط العربي، مثل قصيدته محاسن الخطّ الحَسَنْ:

ألا إن حُسْنَ الخطّ ألطف حـلـــــــــــــيِةٍ

يبـاهـي بـه الأعـرابُ والـــــتُّرك والعَجَمْ

وربَّ مقـالٍ صِيغَ مـن معـــــــــــدِن النّهى

فضـاع لسُقْم الشكل مـا ضــــــــاء وابتسَمْ

نشرت مجلة الاثنين القاهرية في عام 1950م، حوارًا مع من وصفته خطاط الملوك، شاركت في إجرائه الفنانة المصرية فايدة كامل، وقال هواويني للمجلة، إنه كتب كثيرًا من عرائض وخطابات الملك فاروق والملك فؤاد وأنه تتم دعوته من قبل ملوك وزعماء العالم العربى لكتابة مراسيم لهم.

تروى حكايات عن ثراء هواويني، وفقره في آخر حياته، وطرائفه وظرفه، ويدرجه الصحفي المصري أنيس الدغيدي، الذي يصفه بشيخ الحطاطين وخطاط القصر ضمن: "قافلة عشاق مي زيادة"، مع النخب الثقافية والسياسية من وراد صالون الأديبة اللبنانية المشهور في القاهرة.

ويروي الدغيدي في كتابه (غرام الكبار في صالون مي)، بعض الطرائف عن هواويني ورفاقه، تناسب كتابا صحافيا، يهدف إلى الرواج.

وعلاقة هواويني في فلسطين، لم تقتصر على قصر جاسر، وإنما امتدت إلى الحياة الثقافية فيها، فهو من خط كتاب (ضجعة الموت) لمؤلفه الدكتور داهش بك، صاحب الطريقة الداهشية.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024