الرئيسة

"غجر" أفغانستان جماعة منسية تكافح لانتزاع اعتراف بها

نشر بتاريخ: 2018-03-15 الساعة: 09:32

 (أ ف ب) - تتوزع مجموعات من الغجر الأفغان المهمشين على طول مناطق متاخمة لمجرى مائي قرب حقل من القطن بعيدا من مدينة مزار شريف الكبيرة في شمال أفغانستان... هذه الجماعة المسماة يوغي تشعر هنا بأنها في ديارها، لكن إلى متى؟

ويقول ملا ورال زعيم هذه الجماعة المقيمة في حوالى مئة منزل من الطين "هذا الحقل ليس ملكا لنا". وهو يفاوض على استئجار ألارض التي تقيم فيها 140 عائلة من غجر يوغي منذ حوالى ثماني سنوات.

ويضيف "نحن الجماعة الوحيدة في أفغانستان التي لا تملك أرضا. قبلا كنا نرتحل، لكن الوضع أصبح شديد الخطورة وكان من الأفضل أن نستقر".

ومع أن ولاية بلخ تنعم باستقرار نسبي وازدهار، فإن مقاتلي طالبان الذين يثيرون الخوف لدى غجر يوغي لا يبعدون سوى عشرين كيلومترا إلى الغرب من مزار شريف كما أن أكثر من 40 % من الأراضي الأفغانية ليست خاضعة لسيطرة الحكومة.

وينتمي غجر يوغي الذين وصلوا إلى أفغانستان في أواسط القرن التاسع عشر من أوزبكستان وطاجيكستان الحاليتين، إلى مجموعة من قبائل الرحّل تسمى "جات" بلغة الداري، وهي تسمية تحمل في طياتها مدلولات سلبية.

ويشير ملا ورال إلى أن الولاية تضم "350 عائلة إلى 400"، غير أن التقديرات الرسمية تلفت إلى أن أعدادهم تراوح بين 20 ألفا و30 ألفا وخصوصا في شمال أفغانستان وشمال شرق البلاد بعيدا من أكبر مجموعات الرحّل وهم شعب الكوتشي.

سمعة سيئة - ويتمايز أفراد هذه المجموعات من المسلمين السنّة عن السكان المحافظين في البلاد بعاداتهم المختلفة خصوصا. وتؤدي النساء اللواتي يرتدين عادة فساتين ملونة مع غطاء جزئي للرأس، دورا مساويا لذلك الذي يلعبه الرجال في توفير الموارد اللازمة للأسرة. ويمكن مصادفة هؤلاء النسوة في شوارع مزار شريف أو كندز حيث يتسولن أو يقرأن طالع المارة.

ويقول ملا ورال "نحن أكثر مجموعات البلاد انفتاحا".

كذلك تعمل هؤلاء النسوة في تنظيف المنازل أو غسل الأطباق،غير أن شائعات تتهم رجال جماعة يوغي بتشغيل نسائهم في الدعارة فيما هم يلازمون المنزل.

وتقول عالمة الاناسة الالمانية انيكا شميدينغ معدة تقرير في 2015 لحساب منظمة "بيبل إن نيد" غير الحكومية التشيكية وهي من الجهات القليلة الداعمة لهذه الجماعة "الأفكار المسبقة متجذرة وأفراد جماعة يوغي يختبرونها منذ الصغر".

وتوضح ممثلة المنظمة في مزار شريف ميخالا ديفيكوفا "يهتم الرجال بالحيوانات ويبيعون الطيور أو يعملون كمياومين في الورش".

وتشير إلى أن جماعة "يوغي غير مشمولة في مساعدات التنمية"، على رغم دفع مئات ملايين الدولارات لأفغانستان من المنظمات غير الحكومية التي انتشرت بعد الغزو الدولي بقيادة الولايات المتحدة في 2001.

زيجات وسباقات بوزكاشي -ويقول الموسيقي حاجي رانغين إنه أضاع عليه فرصة المشاركة في "جولات عدة في الخارج بسبب عدم توافر المستندات اللازمة" لهذه الغاية.

يمسك هذا الفنان الذي يعتبر من أشهر موسيقيي جماعة يوغي، بآلة ديمبيرا، الغيتار التقليدي من اوزبكستان، ويداعب الأوتار مع سبحة في يده. ويتدافع الأطفال في المكان للاستماع إليه.

ويقول "موسيقانا تحكي قصة جذورنا. بكاء الرجال عند سماعها ليس بالأمر النادر. أريد فقط أن يتم اعتباري كمواطن من هذا البلد".

ويلفت إلى أنه "يتلقى طلبات كثيرة لإحياء حفلات زفاف" كما أنه محجوز على الدوام لسباقات بوزكاشي (لعبة شبيهة برياضة بولو تقليدية)، إذ ان "الموسيقى لا تعرف التمييز".

وأظهرت دراسة أجرتها شركة "سامويل هال" لحساب منظمة "يونيسف" في 2011 أن "80 % من أسر جماعة يوغي لا يملك أفرادها أوراقا ثبوتية".

وتوضح أنيكا شميدينغ أن "المشكلة تكمن في أن الحصول على بطاقة هوية يتطلب أن يكون أحد أفراد عائلتكم على الأقل حائزا على واحدة"، لافتة إلى أن بطاقات الهوية لأفراد جماعة يوغي تكون عموما مزورة كالكثير غيرها. وتضيف "الشرطيون لا يتحققون من الموضوع في حالات التفتيش، غير أن الأمر يحرم من أي حقوق من بينها تملك الأراضي على سبيل المثال. وهي مشكلة كبرى لجماعة يوغي".

 

وتشير شميدينغ إلى أن "أكثرية الأفغان يعتبرون أن أفراد جماعة يوغي ليسوا متساوين لهم في الحقوق رغم وجودهم في البلاد منذ أجيال. ولا يقدم أي سياسي على الدفاع عنهم خشية تشويه سمعته".

ويقر هميون مهتات مدير مكتب السكان في وزارة الداخلية "هذه مسألة حساسة". وفي 2006، وجه أفراد جماعة يوغي عريضة للبرلمان تطالب بالاعتراف بهم. وسلم ما يقرب من 1300 بطاقة هوية مذاك في كندز ومزار شريف.

غير أن أفراد جماعة يوغي لا يزالون في انتظار مرسوم رئاسي يعطيهم وضعا قانونيا في سائر أنحاء البلاد.

 

 

           

khl

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024