الرئيسة

حريق الأقصى: آرمسترونغ زرع الفكرة وروهان أشعل النار

نشر بتاريخ: 2017-08-21 الساعة: 12:33

رام الله- الحياة الجديدة- الاسترالي مايكل دينيس روهان، كان أحد اتباع "كنيسة الرب" التي أسسها القس هيربرت آرمسترونغ في ثلاثينيات القرن الماضي في باسادينا بكاليفورنيا. بعد ارتكاب روهان جريمة إحراق المسجد الأقصى بتاريخ 21 آب 1969 نأت الكنيسة بنفسها عنه وقالت إنه ليس من اتباعها، وهو فقط كان يتلقى المجلة التي تصدرها الكنيسة مثله مثل مئات الاف المشتركين الآخرين.

جريمة حرق الأقصى في 1969/8/21 كانت المحاولة الثانية التي نفذها روهان، ففي 1969/8/11 حاول إحراق المسجد عن طريق سكب بنزين من فتحة مفتاح أحد ابواب المسجد، وصنع فتيلا من حبل بعد أن بلله بالبنزين وادخله من فتحة المفتاح واشعله، لكن الضرر انحصر في الباب فقط. فأعاد الكرّة بعد عشرة أيام ونجح فيها.

عند التقصي تبين وجود علاقات وطيدة لهذه الكنيسة والمؤسسات التي انبثقت عنها والتي تتبنى فكرة ضرورة بناء الهيكل مكان الأقصى تمهيدا لعودة المسيح، مع المؤسسات الإسرائيلية الناشطة في البحث عن أية آثار في المسجد الأقصى، ترتبط بما يسمى هيكل سليمان، وتسعى لإثبات الزعم أن المسجد الأقصى مقام على أنقاضه. أبعد من ذلك فإن آرمسترونغ مؤسس هذه الكنيسة كان أول من من كتب عن أهمية احتلال إسرائيل للمسجد الأقصى عام 1967، لما في ذلك من تحقيق للنبوءة بإقامة الهيكل وتقديم القرابين تمهيدا لنزول المسيح.

بالعودة إلى روهان، فقد اعتقلته سلطات الاحتلال بعد جريمته، وتمت محاكمته وتشخيصه على أنه مريض نفسيا، وبعد خمس سنوات وتحديدا في نيسان 1974 تم ابعاده الى استراليا حيث تم احتجازه في مصحات عقلية، وتوفي عام 1995 وكان حينها يتلقى العلاج النفسي لإصابته بانفصام حاد في الشخصية، كما يشير أكثر من مرجع.

اعترف روهان خلال التحقيق معه أنه يعتقد "أنه مبعوث من الله وأنه تصرف وفقًا لأوامر إلهية بتدمير المسجد الأقصى حتى يتمكن اليهود من إعادة بناء الهيكل لتسريع المجيء الثاني للمسيح المخلص حتى يحكم العالم لمدة ألف عام". وتبنى روهان هذه الافكار بعدما اطلع على مقال في مجلة "The Plain Truth" (الحق المبين) الصادرة في حزيران ،1967 أي فور احتلال إسرائيل باقي فلسطين.

كان روهان يعيش في أستراليا عام 1967 عندما قرأ مقالة آرمسترونغ، ودفعه هذا النص ونصوص أخرى إلى الذهاب إلى القدس عام 1969 من أجل تحقيق نبوءة آرمسترونغ.

في تحقيق اجرته إذاعة "ايه بي سي" الاميركية، اعتبرت الاذاعة أن روهان صار يعبر عن "الآرمسترونغية" كفكرة، ما دفع الكنيسة الى التنصل من فعلته. كما أشارت مصادر أخرى الى أن روهان وبعد ابعاده الى استراليا كان يحضر النشاطات الدينية في "كنيسة الرب العالمية" التابعة لآرمسترونغ. وظهرت صورة لروهان على صفحات صحيفة "الديلي تليغراف" البريطانية وهو يحمل في جيب معطفه عددا من مجلة "The Plain Truth" نفسها.

JG-EGHnSOlA

آرمسترونغ والحفريات في محيط الأقصى

لم يقتصر نشاط هذه الكنيسة على نشر فكرة بناء الهيكل، بل شاركت فعليا في عمليات الحفر بحثا عما قد يثبت الزعم عن وجود اثار الهيكل في منطقة المسجد الأقصى. وتظهر عدة وثائق آرمسترونغ نفسه يشارك في نشاطات مع بنيامين مازار، وهو مؤرخ إسرائيلي يعتبر عميد علماء الاثار التوراتيين، الذين عملوا تحديدا في محيط المسجد الأقصى، كما جند الكثير على المستوى الدولي للمشاركة في هذه النشاطات.

ويشير موقع www.keytodavidscity.com المتخصص في قضايا الحفريات في المسجد الأقصى الى دور مؤسسة آرمسترونغ في الحفريات. فقد زار آرمسترونغ مازار وطلب ان يكون جزءا من "الحفريات الهامة"، وقام بتوفير الدعم من خلال كلية الفنون التي اسسها في باسادينا، للمتطوعين الذين كان يرسلهم في عطلة الصيف.

كما زار مازار الكلية وعقد معها اتفاقا للتعاون مع رفضه ثلاثة عروض من جامعات أخرى، ولاحقا تم ارسال 70 متطوعا من طلبة الكلية ليشاركوا في الحفريات مع شركائهم الإسرائيليين، وتواصلت هذه العلاقة لعقود، خاصة أن تكلفة عمليات الحفر تم تقاسمها بين الطرفين.

 

إسرائيل وإحراق الأقصى

سعت إسرائيل –كما تشير المصادر العبرية أي الرواية الإسرائيلية-، إلى النأي بنفسها عن حادثة إحراق المسجد الأقصى كي لا تتهم عالميا بأنها وراء الحادثة، وسارعت الى اعتقال روهان وعقدت له محاكمة علنية، كما استدعت الطبيبة النفسية التي كانت تعالجه في استراليا، واستدعت أيضا خبيرا نفسيا بريطانيا، لكي تثبت أن من قام بالعمل مريض نفسي نفذه بشكل منفرد ولا علاقة لها بذلك. وتوصلت المحكمة الى أن روهان مريض نفسيا ويعاني من حالة حادة من انفصام الشخصية، وحين قام بجريمته قام بها دون أدراك، لذلك لا يستحق السجن على جريمته بل يحتاج علاجا نفسيا.

لكن على أرض الواقع، استغلت إسرائيل جريمة إحراق المسجد الأقصى، فيقول محمد جمعة أبو رميلة الذي شهد الجريمة لـ"الجزيرة نت": "الاحتلال قام بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد إضافة إلى منع سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس وكان الاحتلال يسيطر عليها وقالوا إنها معطلة، حتى وصلت إطفائية بلدية الخليل ووجدت صعوبة في الدخول، فاقتحم قائدها الباب وكان يلقب بـ"الأسطى" وكان يتحدث باللهجة المصرية".

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024