الرئيسة

رسوم ترامب على الفولاذ تثير مخاوف من تأثير "خطير" على شركائه التجاريين

نشر بتاريخ: 2018-03-09 الساعة: 19:10

برلين- أ.ف.ب- ندد حلفاء واشنطن وخصومها أمس بالميل الأميركي الواضح نحو الحمائية وبهجوم على التبادل الحر غداة اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم على واردات الولايات المتحدة من الفولاذ والالمنيوم ما يثير مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية.

في الغرب، كان الرد حادا من المانيا احدى ابرز الدول المصدرة في العالم. فقد ندد عدد من المسؤولين بـ "الحمائية" و"استهتار" بالحلفاء و"اجراءات مخالفة للقانون".

وأعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن "القلق" غداة انتقادات وجهها ترامب الى برلين حول فائضها التجاري ونفقاتها العسكرية المحدودة في الوقت نفسه برأيه. الا انها دعت الى الحوار" من اجل "اعفاء" الاتحاد الاوروبي من ضريبة بـ 25% على واردات الولايات المتحدة من الفولاذ و10% من وارداتها من الالمنيوم. وقالت ان "احدا لن يفوز" في حال حصول حرب تجارية عالمية بينما يعتبر ترامب ان مثل هذه الحروب "جيدة ومن السهل كسبها".

ونددت فرنسا وبريطانيا، حليفتا الولايات المتحدة بالاجراءات الأميركية بينما انتقدت الصين الاقتصاد الثاني في العالم بـ "هجوم متعمد ضد النظام التجاري التعددي".

وندد الاتحاد الاوروبي وبكين خصوصا بان ترامب برر قراره بدواعي الدفاع الوطني لفرض هذه الضريبة.

 

اجراءات للرد

وردت المفوضة الاوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم "لا يمكن ان نكون تهديدا للامن الوطني الأميركي لكذلك نتوقع ان يتم اعفاؤنا"، وتصدر اوروبا ما قيمته 5 مليارات يورو من الفولاذ ومليار يورو من الالمنيوم سنويا الى الولايات المتحدة.

وتعهد وزير الخارجية الصيني وانغ يي بـ "رد مؤات" في حال حصول حرب تجارية مع واشنطن.

وفي انتظار دخول قرار ترامب حيز التنفيذ خلال مهلة 15 يوما، أعد الاتحاد الاوروبي لائحة بمنتجات أميركية قد يفرض عليها ضرائب تشمل زبدة الفستق وعصير البرتقال.

وفي اليابان الحليفة الكبرى للولايات المتحدة في آسيا، حذر الناطق باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا من اتخاذ "كل الاجراءات المناسبة".

وأوضح البيت الأبيض ان كل الدول المعنية يمكن ان تبدأ محادثات مع الولايات المتحدة للتفاوض بشأن استثناءات ممكنة. وقال بحضور حوالي عشرة عمال في قطاع الصناعات المعدنية "سنبرهن على مرونة كبيرة".

لكن الاجراء الأميركي لا يشمل كندا اول شريك تجاري واول مصدر للفولاذ والالمنيوم الى الولايات المتحدة معفي "في الوقت الراهن" من الرسوم، ومثلها المكسيك. ومصير هذين البلدين المجاورين للولايات المتحدة في الأمد المتوسط، مرتبط خصوصا بنتيجة المفاوضات الجارية حول اتفاقية التبادل الحر لأميركا الشمالية (نافتا).

ووقع ترامب في البيت الأبيض الخميس الوثيقتين المثيرتين للجدل واللتين تشكلان انعطافا واضحا باتجاه سياسة حمائية، بعد 13 شهرا على وصوله الى السلطة.

واعتبر ان الولايات المتحدة كانت وعلى مدى عقود ضحية ممارسات تجارية غير منصفة شبهها "بعدوان".

وتحدث ترامب عن المانيا، وربط بين المسألة التجارية والنفقات العسكرية داخل الحلف الأطلسي.

وكانت برلين تعهدت على غرار الدول الأخرى الاعضاء في الحلف بزيادة نفقاتها الدفاعية الى 2% من اجمالي الناتج الداخلي بحلول 2024 في مقابل 1,2% حاليا.

الا ان ميركل اضطرت ولاقناع الاشتراكيين الديمقراطيين بالتحالف معها مجددا لتشكيل حكومة واخراج البلاد من ازمة سياسية استمرت ستة اشهر، الى خفض الزيادة المقررة والتي لن تتجاوز 1,5% من اجمالي ناتجها الداخلي بحلول 2021 وبالتالي لا تزال بعيدة عن اهداف الحلف الاطلسي.

 

تمرد برلمانيين جمهوريين

وأثار الاعلان عن هذه الرسوم تمردا حقيقيا في صفوف الجمهوريين الذين يخالف عدد من ممثليهم في الكونغرس رأي ترامب بان الحرب التجارية "جيدة ويمكن كسبها بسهولة". واستقال ابرز مستشاري الرئيس الأميركي الاقتصاديين بسبب معارضته لهذه الاجراءات.

وعبر الرئيس الجمهوري لمجلس النواب بول راين عن رفضه لهذه الاجراءات وعبر عن تخوفه من "عواقبها التي لا يمكن التكهن بها"، بينما اعلن السيناتور الجمهوري جيف فليك انه سيقدم قريبا اقتراح قانون يهدف الى الغاء هذه الرسوم.

ويأتي قرار ترامب في اليوم الذي وقعت فيه 11 دولة من اميركا وآسيا في تشيلي اتفاق التبادل الحر عبر المحيط الهادئ الذي يتضمن حواجز وتعريفات جمركية أقل، في غياب الولايات المتحدة التي كانت انسحبت من الاتفاق قبل عام مطالبة بفرض مزيد من القيود.

وعلى صعيد الاسواق المالية في العالم كان التعامل هادئا بعد اعلان القرار المتوقع.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024