الرئيسة/  ثقافة

تراجع مطرد في نسبة المشاهدين لأبرز التكريمات الفنية الأميركية

نشر بتاريخ: 2018-03-09 الساعة: 18:54

نيويورك -أ.ف.ب- يسجل تراجع مطرد في نسبة المشاهدين لأبرز التكريمات الفنية الأميركية، من السينما (أوسكار) إلى الموسيقى (غرامي) مرورا بالتلفزيون (إيمي)، في ظاهرة تعزى تارة إلى تخمة العروض وطورا إلى أسلوب العرض بحد ذاته وحتى أحيانا إلى تسييس مفرط لهذه الفعاليات، في غياب أي وصفة سحرية للجم هذا الانخفاض.

وكانت نسخة 2018 من حفل توزيع جوائز أوسكار العريقة الأقل استقطابا للمشاهدين على الإطلاق منذ أن بدأ معهد "نيلسن" بجمع البيانات في هذا الخصوص سنة 1974، إذ تراجع عدد المشاهدين بنسبة 20% تقريبا بالمقارنة مع 2017 إلى 26,5 مليون شخص.

وفي الأوساط اليمينية المحافظة وصولا إلى الرئيس دونالد ترامب، فسر هذا التراجع على أنه نبذ لموقف نخبوي في ظل التسييس المتزايد لهذا النوع من الحفلات.

وكثيرة هي القضايا التي شكلت محورا لهذه الفعاليات، وفي حفلات أوسكار وغرامي وإيمي وغولدن غلوب، خلال النسخات الأخيرة، من انتقاد سياسة الرئيس دونالد ترامب في موسم 2016 و2017 إلى حركة #أنا_أيضا لمكافحة التحرش في موسم 2017-2018 مرورا بالتنديد بنقص التنوع في القطاع.

وكانت نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة غردت بعد الدورة الأخيرة من حفل توزيع جوائز غرامي "يحبذ بعضنا الموسيقى من دون أن يكون لها نكهة سياسية".

واعتبر دوم كاريستي الأستاذ المحاضر في جامعة بول ستايت أن هذه المسألة ليس لها أي أثر على عدد المشاهدين، مشيرا إلى أن ما من معطيات موثوقة تسمح بتأكيد هذه الادعاءات.

وقبل التطرق إلى المحتوى، يعزى انحسار جمهور التكريمات الكبرى التي تبث على أكبر القنوات التلفزيونية، في نظر الكثير من الخبراء، إلى التغيرات الطارئة على مجال المرئي والمسموع في ظل وفرة العروض. من ثم "يتراجع جمهور البرامج على أنواعها"، على حد قول غابرييل روسمان الأستاذ المحاضر في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس (يو سي ال ايه).

ومن الأسباب الأخرى التي قد تفسر هذا التراجع في الإقبال، طول البرامج المعروضة، برأي روبرت تومبسون من جامعة سيراكيوز الذي يلفت إلى أن حفل أوسكار دام الأحد الماضى 3 ساعات و54 دقيقة، "كما أن الجزء الأكثر تشويقا منه اقتصر على آخر 45 دقيقة".

وبعد أمسية العام 2002 التي استغرقت 4 ساعات و20 دقيقة، تخلت أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية القيمة على هذه التكريمات الشهيرة عن الجوائز الفخرية في حفلها الرئيسي وباتت تسلمها خلال فعاليات منفصلة. لكن هذه الخطوة لم تغير الوضع كثيرا.

وتحوم أيضا تساؤلات حول جوهر هذه الحفلات.

ويقول تومبسون "يأتون دوما بأفضل الممثلين الأميركيين ويجعلونهم يتلون نصوصا (لتقديم الفئات) يخيل للمرء أنها من تأليف محاسب لا صلة له بالمجال، وبنبرة مصطنعة تماما".

 

لا تغييرات سحرية

والمشكلة الأخرى في نظر غابريال غروسمان هي أن "الأفلام المشاركة في السباق ليست شعبية". وهو يعطي مثل "مونلايت" الفائز بأوسكار أفضل فيلم سنة 2017، "علما أن هذه الجائزة كانت في التسعينيات من نصيب أعمال ضاربة في شباك التذاكر".

وهو يعتبر مثلا أن "تايتانيك" الذي هيمن على حفل 1998 مع 11 جائزة لم يعد له مكانة في المعادلة السائدة اليوم.

وبات من الواضح أن ذوق الأكاديمية لا يراعي خيارات الجمهور، لكن بالنسبة إلى روبرت تومبسون إن الهدف الرئيسي من هذا الحفل "هو تعريف الجمهور على أفلام لم يشاهدها بعد أو حتى لم يسمع بها".

ورفضت الأكاديمية وقناة "ايه بي سي" وغيرها من الجهات المنظمة لهذه الفعاليات والقنوات المتعاونة معها، الرد على استفسارات وكالة فرانس برس بشأن تغييرات محتملة في نهج العمل.

وقالت مجموعة "ان بي سي"، "لسنا على استعداد للتكلم عن حفل جوائز إيمي".

لكن كثيرين يرون أن ما من تغيير، على أهميته، قادر على أن يرجع لهذه الفعاليات قاعدتها السابقة من المشاهدين.

ويبقى الأهم هو معرفة إن كانت الأكاديمية التي تتحكم بالفئات المختارة وبالفائزين طبعا، ترغب فعلا في تغيير الوضع. فالحفل "ممل لهذه الدرجة وعلى الطراز القديم لأنها تحرص على أن يبقى كذلك"، حسب تومبسون.

لكن الصورة ليست قاتمة بالكامل، "فحفل أوسكار لا يزال الحدث غير الرياضي الأكثر استقطابا للمشاهدين".

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024