الرئيسة

"أغلي مودلز".. الجمال في القباحة

نشر بتاريخ: 2018-02-17 الساعة: 13:25

لندن- أ.ف.ب- في مواجهة طغيان المعايير الجمالية التي تفرض على عارضي الأزياء التحلي بمقاييس شبه مثالية، تفتح وكالة "أغلي مودلز" في لندن أبوابها للذين لا تنطبق عليهم هذه الاشتراطات ممن سئموا القوالب النمطية في هذا المجال.

نساء ورجال مكتنزون أو من هواة دق الأوشام أو أصحاب الأنوف المعوجة أو الآذان الملتوية أو الذقون العريضة والرقاب الطويلة.. هذه عينة من العارضين المنضوين في هذه الوكالة غير الاعتيادية.

انطلق أمس في العاصمة البريطانية أسبوع الموضة، لكن لا شك في أن قلة فقط من أفواج عارضي الأزياء الذين سيشاركون في هذا الحدث سيكونون من المنتمين لـ"أغلي مودلز".

فأسابيع الموضة مع عارضاتها النحيلات أو ذوي الملامح الباردة ليست من اختصاص دار الأزياء هذه التي تركز بدل ذلك على الجانب الخارج عن المألوف.

وتحمل هذه المؤسسة رسائل تتخطى ما يظهره اسمها الذي يعني حرفيا "وكالة العارضين القبيحين".

ويقول صاحب الوكالة مارك فرنش وهو رجل خمسيني ملتح "إنها وكالة للعارضين الذين يتمتعون بشخصية خاصة"، مضيفا "ثمة أشخاص مكتنزون ونحيلون وطوال القامة وقصار. هذا احتفاء بالتنوع".

ويضرب مارك فرنش الممثل الفرنسي المعروف جيرار دوبارديو مثلا بالقول "هو ليس الشخص الذي قد يخطر على ذهن المرء عند التفكير بشخص وسيم، لكن عندما تنظرون إليه (...) هو مختلف ومميز لدرجة أنه يبدو مثيرا".

وأقامت هذه الوكالة التي أسست قبل نصف قرن مكاتبها في مقر عصري في غرب لندن.

وتنتشر على الجدران صور لعارضين كما يمكن رؤية صورة المغني ديفيد بووي فضلا عن مقولة تتخذها الوكالة شعارا مفادها "النواقص جمال، الجنون إبداع".

وكما في أي وكالة، تدير "أغلي" أعمال عارضين وتوفر لهم اتصالات بزبائن شتى كشركتي "بوربوري" و"مرسيدس".

وتنظم الوكالة جلسة اختبار أداء لإكمال ترسانتها من العارضين المتقدمون الطامحون للالتحاق بها بعيدون بطبيعة الحال عن المعايير المعتمدة في مجال عرض الأزياء.

بين هؤلاء هناك أصحاب البنية الضخمة ككريس مثلا، وهو عسكري سابق مفتول العضلات يشارك في جلسة تصوير عاري الصدر بصحبة امرأة سمراء بلباس البحر. هي في سن الخمسين لكنها تبدو في نصف هذه السن وتحلم في أن تعيد إطلاق مسيرتها كعارضة أزياء.

كذلك هناك كريس تشسني وهو لاعب ركبي سابق يبلغ طول قامته 1,98 متر ووزنه 135 كيلوغراما. ويبحث هذا الرجل عن "مغامرة وتحد جديدين".

كذلك هناك من أتى دفاعا عن قضية. من بين هؤلاء شيراه رافيندرين وهي شابة في الثانية والعشرين من العمر وبطول 1,61 متر. هذه المرأة تبلغ 22 عاما وهي متحدرة من سريلانكا وتقدم نفسها على أنها عارضة أزياء ناشطة مهاجرة".

وتقول "أنا امرأة من اصحاب البشرة الملونة. كبرت من دون أن أرى أحدا يشبهني في وسائل الإعلام أو عالم الموضة".

هناك أيضا فرانسس وهي شابة أخرى بمظهر لافت وعصيين عصريتين. هذه الفتاة هي من ذوي الاحتياجات الخاصة لكنها تقول بفخر إن "هذا الأمر لم يمنعني يوما من فعل ما أريد".

 

التصالح مع الذات

ويضيف مارك فرنش "أن يكون الشخص عارضا ناجحا في وكالة "أغلي" يعني أن يكون مرتاحا مع جسمه. لا نريد للناس أن يتغيروا. من المهم حقا أن نفكر في الضغط الممارس على الشابات".

غير أن دار الأزياء هذه تنفي اعتمادها مبدأ التميز من خلال الغرابة أو استخدام خصوصيات عارضيها كمدخل للسخرية. بل على العكس تماما.

وتقول لولو بالمر المكلفة البحث عن عارضين جدد "أحيانا يتصلون بنا لطلب أشخاص قصيري القامة بهدف تصويرهم في مشاهد عراك. نحن لا نقبل ذلك طبعا لأننا لسنا هنا لاستغلال الناس".

 

khl

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024