الرئيسة/  مقالات وتحليلات

اسألوا ابو مازن

نشر بتاريخ: 2017-08-17 الساعة: 10:33

بقلم موفق مطر- ليعلم الذين في قلوبهم مرض أن البيوت الزجاجية لا تحتمل صخور جبل الحق، وان من غط في نوم مصطنع ومارس الشعوذة والدجل ونفث الكلام المسموم، ان للشعب بصيرة لا تخطئ ابدا، حتى وان استضعفه واستكبر عليه تجار الدين، وتجار الحروب وصناع الموت، والمهرجون على المنابر.

يصوب الدعاة للموت العبثي والمجاني سهام العدائية نحو الحكيم العقلاني الرئيس محمود عباس ابو مازن فقط لأن دعوته للحياة، للحرية للسلام، يتبعون الحملة بحملة اشد واقسى، لكن الهزيمة كانت وما زالت القدر الذي قضى به الشعب وانزلها على رؤوسهم. 

المشعوذون والدجالون في مجتمع السياسة، ومعهم حائزون على مسمى ساسة، يسعون لاغتيال خصومهم بالسلاح، نظرا لعدم قدرتهم على مواجهة القادة التاريخيين الوطنيين بسلاح العقل. 

لن يتخذ المؤتمن على المصالح العليا للشعب متاريس الحرب سبيلا، ولا يدفع الشعب إلى مصائر مجهولة كما يفعل تجارها ودعاتها، لبلوغ سدة الزعامة، وكأن كرسي الزعامة لا يرتفع الا على اكوام الجماجم!.

يزاوج قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية بين العقل الجمعي الفلسطيني وبين رؤاه الخلاقة، ثم يذهب الى كل العقلاء في العالم ليبين لهم الحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني، وحقه في الحرية والاستقلال والسيادة على عاصمة فلسطين الأبدية القدس الشرقية. 

يطرح رئيس الشعب الفلسطيني المناضل ابو مازن السلام كثقافة إنسانية، واستراتيجية في العمل السياسي، لإدراكه بعد تجربة اكثر من ستين عاما أن شعوب الشرق الأوسط التي تعاني الصراعات الدموية لا تحتاج الى حروب مأساوية دموية مدمرة لتسوية صراعاتها، وانما الى عدالة تؤسس لحياة آمنة عزيزة، ينعم فيها الفرد بالحرية والسلام والأمن، وتنعم فيها الشعوب بأوطانها بالاستقلال، حيث تزدهر القيم والمعاملات الانسانية، فيحظى الابداع بالمساحة الأكبر في سجل الحياة اليومية للفرد والمجتمع، وفي اللحظة نفسها يتم تسجيل تقهقر الظلم والعدوان والارهاب بكل اشكاله وعلى رأسها الاحتلال والعنصرية والاستيطان والدكتاتورية. 

الشخصية الوطنية الفلسطينية التي يجسدها الرئيس ابو مازن حضارية مسالمة لكنها عنيدة قوية صلبة ثابتة عندما يتعلق الأمر بالحقوق. لا يهتم بالخطاب الانفعالي المفتوحة مخارجه على ساحات الموت العبثي، لإيمانه ان حياة وروح الانسان الفلسطيني اثمن من زجها في معارك ميدانية نارية لا يضمن احد النصر النهائي في آخر جولة منها. 

يصعب على دولة الاحتلال التفوق على عقل وطني فلسطيني، معزز بثقافة الحياة والأمل بالمستقبل، وارادة المؤمن بحقوقه، ومبدع لأساليب انسانية عصرية لمخاطبة العالم، فالانتصار للحق بالعقل امضى واقوى من السلاح – فكل اسلحة العالم لن تضمن لاسرائيل السلام والأمن، فالاحتلال والاستيطان وارهاب الدولة المنظم يبعد اي دولة عن منظومة الأمم المحبة للسلام كبعد يوم الآخرة عن يومنا هذا. 

تخط الأسلحة الدمار والموت في سجلات وميادين المعارك والحروب، لكنها لا تخط في الذاكرة الانسانية حقوقا تاريخية وثقافة سلام ابدا.. حتى وان كانت معظم معاهدات السلام بين الدول قد جاءت بعد حروب وصراعات دامية، وكأنه اقرار من المتحاربين بهول وفظاعة ما فعلت عقليتهم ورغباتهم الشخصية الطاغية، المبحرة نحو الزعامة في بحر الدماء الانسانية. 

يستهدفون حياة الرئيس ابو مازن الشخصية والوطنية ومنهجه وانجازاته كقائد لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ورئيس الشعب الفلسطيني المنتخب، الذي يتصدى أمام مشروع شرعنة الاحتلال والاستيطان، وتحويل الدين أو الطائفة الى قومية ودولة.

لا تحتمل الحالة الفلسطينية قراءة انفعالية، شخصانية، فئوية، عصبوية، حزبية، وفصائلية ضيقة لسياسة الرئيس ومنهجه في الحكم، ومن يفعل فإنه يعبر عن خشيته من رقي وسمو شخصية ابو مازن القيادية، ومكانته المحفوظة بالمحبة والاحترام في قلوب وعقول مناضلي حركة التحرر الوطني الفلسطيني والشعب الفلسطيني، فهؤلاء قد أذهلتهم انجازات قائد الشعب الفلسطيني السياسية واحترام زعماء دول العالم وشعوبها،وقدرته على الثبات على الحقوق.

يعلم الجميع زهد الرجل في الحكم وبهرجة السلطة، ويلمسون صلابته في اللحظات التاريخية التي تتطلب قرارات بمستوى عظمة اللحظة وقداسة القضية، يعلمون لكنهم يكابرون ويستكبرون وينكرون. انظروا الفارق البسيط بين هاتين المفردتين: (الحرب) (الحب)، وبين هاتين ايضا: السلاح والسلام..انه فارق نظري لكن كم من الايمان والعمل بإخلاص وصدق وصبر وثبات حتى نحول الحرب الى حب والسلاح الى سلام.. لو قرأنا منهج وسلوك وعمل رئيس السلام الرئيس الانسان محمود عباس ابو مازن فبإمكاننا التجاح والفوز وفي يقيني الانتصار أيضا. 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024