الرئيسة/  عربية ودولية

ندوة في المغرب حول هويــــــة القـــدس ومركزها الدينـــي والحضــــاري

نشر بتاريخ: 2018-02-11 الساعة: 14:44

الدار البيضاء-وفا-نظمت وكالة بيت مال القدس ووزارة الثقافة والاتصال المغربية، ندوة بعنوان "هوية القدس ومركزها الديني والحضاري"، قدمها عدد من الشخصيات المقدسية والعربية، بمشاركة سفير دولة فلسطين لدى المملكة المغربية جمال الشوبكي، وحشد من المهتمين والباحثين وأبناء الجالية الفلسطينية في المملكة.

وجاءت الندوة كأحد أنشطة الدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للكتاب والنشر، الذي تجري فعالياته في الدار البيضاء في الفترة ما بين 8 إلى 18 شباط 2018.

وألقى المتحدثون في الندوة الضوء على الواقع السياسي والميداني في القدس، وما تتعرض له المدينة من محاولات سلب تاريخها وعمقها الحضاري ونزع الطابع الروحي عنها بصفتها مهدا لمختلف الأديان السماوية، وشددوا على ضرورة وضع خطط عملية ناجعة لمواجهة عمليات التهويد وحماية الإرث الحضاري والتاريخي والديني للقدس، الذي يقتضي وجود تكاتف ودعم عربيين على مختلف الأصعدة السياسية والحقوقية والمالية.

وتحدث المدير المكلف بتسيير أعمال وكالة بيت مال القدس الشريفة محمد الشرقاوي، عن الجهود التي تبذلها الوكالة لحماية تاريخ القدس وإرثها الديني والحضاري، عبر تعزيز عملية أرشفة الوثائق التاريخية، وإصدار الأبحاث والدراسات التي تثبت الهوية العربية للمدينة، وتؤكد قداستها الدينية لدى المسلمين والمسيحيين، ومكانتها كرمز للتعايش والسلام، والرد على كل الأكاذيب والادعاءات التي تسقط عن القدس طابعها بصفتها مكانا يتمتع بالتعددية الدينية والتاريخية والحضارية.

من جهته، قال مدير التعليم الشرعي في القدس والمسجد الأقصى ناجح بكيرات، إن حماية القدس من التهويد يقتضي وبشكل عاجل وضع خطة عمل وخارطة احتياجات من شأنها أن تحمي المعالم الأثرية في المدينة ومواقعها التاريخية ومبانيها وعمرانها، والمضي في عمليات ترميم وإصلاح هذه المعالم حسب الأولوية، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يتطلب من المانحين والدول العربية والإسلامية توفير شبكة أمان مالية، لإدخال هذه الخطط حيز التنفيذ ومنع محاولات سرقة المدينة.

 بدوره، أشار مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق بالقدس خليل تفكجي إلى أهمية حماية الإنسان في المدينة المقدسة بصفته الحارس الحقيقي على القدس ورأس المال المعنوي للمدينة، "فلولا المقدسيون وتجذرهم في مدينتهم لكانت هودت بالكامل وسلبت بكل ما فيها".

وتابع تفكجي انه رغم عمليات التهويد المتواصلة والحفريات على مدار الساعة التي أوجدت مدينة جديدة بالكامل أسفل القدس، إلا أن الاحتلال فشل في إسقاط طابع ديني وحضاري مزعوم على المدينة، أو تغيير هويتها الصورية لتكون يهودية فقط، خاصة أن قبة الصخرة وكنيسة القيامة شاهدان راسخان على البعد الإسلامي والمسيحي للقدس، "ومن هنا تأتي أهمية تعزيز صمود المقدسيين لحماية هذا التاريخ والإرث لأن القدس ليست حجرا أو مباني فقط، بل هي حالة رمزية وروحية يعبر عنها الإنسان والمعمار والمعالم الدينية والتاريخية".

وحول الرواية الإسرائيلية بشأن الحق التاريخي للإسرائيليين في القدس، قال مدير البحث والتوثيق بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سابقا محمد دياب أبو صالح، إنها رواية لا تستند على أي دليل عملي أو تاريخي أو ديني، حيث ان النصوص الدينية اليهودية في التوراة تشير إلى وجود الأقوام والحضارات التي يشكل الشعب الفلسطيني امتدادا لها قبل ظهور بني إسرائيل على هذه الأرض، وهو ما يجعل من كل الرواية الإسرائيلية بمثابة تزوير تاريخي وتشويه للرواية الدينية في سبيل خدمة مشروع سياسي استعماري.

من ناحيته، قال الصحفي اللبناني فيصل جلول إنه مطلوب الآن تقديم شكل مختلف من أشكال العمل لحماية القدس عبر الحفاظ على وضعها القانوني، بصفتها عاصمة دولة فلسطين، ومهدا للأديان السماوية، ومكانا للعبادة والتعددية والسلام والتعايش، مشيرا إلى أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنما أتى منسجما مع الرواية الإسرائيلية التي تستند إلى أقاويل دينية، وهو ما بات العالم يرفضه جملة وتفصيلا، خاصة في ظل فشل تطبيق كل النماذج الاستعمارية على أهل القدس وفلسطين، حيث استعصت محاولات تهجيرهم أو إبادتهم أو حتى تذويبهم في المجتمع الاستعماري المستجد، ولذلك فإن الشكل الأمثل لنيلهم حقوقهم وفي ظل صمودهم على الأرض إنما يأتي عبر تثبيت حقوقهم السياسية والقانونية التي يعترف بها العالم أجمع.

وقال السفير الشوبكي، في مداخلة له، إن ما فعله ترمب بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل إنما كان إعلانا أعاد الأمور إلى نصابها بوصف القدس مفتاحا للحرب والسلام في المنطقة، "فهذا الإعلان أظهر المكانة التي تتمتع بها القدس عند العرب والمسلمين والمسيحيين حول العالم أجمع، وأعاد القدس لتكون عنوانا لإنهاء الصراع وإحلال السلام، وهو ما عاكس الرياح التي يشتهيها كل من اليمين الأميركي والإسرائيلي".

وأضاف الشوبكي ان الإدارة الأميركية اختارت الصدام مع الشعب الفلسطيني عبر فرض العقوبات ووقف المساعدات بدلا من الاعتراف بالخطأ وتصويبه، وهو ما أفقدها دورها كراع لعملية السلام، ولكن ورغم كل الإجراءات والعقوبات الأميركية وعمليات الاستيطان والتهويد الإسرائيلية إلا أن التاريخ سيقول كلمته، لأن "التاريخ علمنا أن الشعوب عندما تسعى إلى الحرية، فإنها تنالها".

khl

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024