الرئيسة/  مقالات وتحليلات

نختلف معها وليس عليها

نشر بتاريخ: 2017-08-15 الساعة: 11:16

بقلم عماد الأصفر-لا يوجد في الراهن الفلسطيني الممكن والمتاح ما هو أولى من تجديد شرعية قيادة منظمة التحرير، هذه مهمة واجبة ومستحقة طال تأخيرها، وسبق وأن لمنًا الرئيس وفتح واليسار وحماس كذلك، وكل بحسب وزنه، على المماطلة فيها وإخضاعها للمصالح الضيقة واستخدامها كورقة للتعطيل أو للمساومة والإبتزاز.
الآن وقد بات من غير المبرر بل من الضار جدًا تأخير انعقاد جلسة المجلس الوطني فإن الجميع بدءًا من الرئيس وفتح وإنتهاء بأصغر فصيل مطالبين بإثبات منتهى الحرص على المصير الوطني وعلى شرعية التمثيل، مهما استدعى ذلك من تقديم تنازلات بينية.
ومن نافل القول هنا أن المنظمة ليست مطلوبة لذاتها وليست غاية أو هدفا، وإنما وسيلة لإدامة طرح هذه القضية، بما فيها من حق عودة لاجئين وتقرير مصير شعب، وهي مسائل لا يجوز اخضاعها بتاتا لأية متطلبات مهما كانت.
الآن تمامًا يأتي دور اليسار الفلسطيني الذي أحبه أنا شخصيًا، هذا اليسار الذي أحبه لم يكن على مستوى الطموح خلال المرحلة الماضية، لا الطموح الوطني ولا طموح منتسبيه ولا أحبابه ومؤيديه، لأنه باختصار عانى من حالة التراجع العام التي أصابت الكل الوطني، ولأنه لم يكن جريئًا و واضحًا ولا صريحًا وحاول الإحتفاظ بقدم عند حماس وأخرى عند فتح، فضيع هويته المميزة.
أعتقد أن أنصار وقدرات اليسار الفلسطيني أكبر بكثير مما يعتقد قادته، وأعتقد أن جمهور اليسار بانتظار بادرة جرأة وصلابة ووضوح وصراحة، لكي يعاودوا انحيازهم العلني وولائهم الثابت لليسار، بعد أن ملوا كثيرا من سياسة اللعب على الحبلين، والتمويه العقائدي وبيع المواقف هنا وهناك.
أذكر أن الجبهة الديمقراطية قاطعت المجلس الوطني الذي عقد في عمان في العام الاول للانتفاضة الأولى سنة 1987 ، ولكنها أرسلت وفدها إلى مدخل القاعة مزودًا بتعليمات المشاركة وإنهاء المقاطعة إن كان هناك أي نقص في تثبيت النصاب القانوني، هذا موقف يعكس روح المسؤولية الوطنية، ولكنه يخضع الشراكة الوطنية لمعايير الحد الأدنى، هذا الموقف إن كان مقبولا وقتها بعد الإنشقاق، لن يكون مقبولا اليوم لا من الديمقراطية ولا من غيرها.
لن يكون مقبولًا لدى الفلسطينيين سوى الإنتصار العلني الصريح والواضح لتجديد شرعية القيادة، ولإعلاء الصوت عاليًا ضد كل من يعطل أو يماطل أو يعرقل إنجازها، الخلاف الوطني لا يجب في أي حال من الأحوال أن يمس شرعية التمثيل على علاتها، لأن ذلك سيفتح الباب أمام فراغ وفوضى لا تحمد عقباها، وسيكون التاريخ شاهدًا مع كل من سهل انجاز هذه المهمة في هذه المرحلة الخطرة، أـو شاهدا على كل من عطلها وترك قضيتنا في مهب الريح.
لا كبير أمل في استجابة حماس لهذه النداءات، فهي لم ترفض المشاركة في المنظمة نكاية بأبي مازن، لقد رفضت ذلك في عهد الرئيس الراحل أبو عمار، وهي لم ترفض ذلك بسبب أوسلو لقد رفضته حتى في عز الانتفاضة الأولى التي وحدت كافة الفصائل والشخصيات المستقلة على برنامج واحد، وكان الرئيس الراحل وقتها قد عرض على حماس ضافة لحصة من المقاعد مقعد الشهيد أبو جهاد بكل ما له من رمزية ومكانة واعتبار.

فلنتقمص روح القائد الحكيم جورج حبش، ودعونا نختلف مع القيادة لا عليها.    

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024