الرئيسة/  مقالات وتحليلات

(م.ت.ف) ومفاهيم الجماعات السياسية (الصنمية)

نشر بتاريخ: 2017-08-15 الساعة: 10:37

بقلم موفق مطر-اذا لم تكن هياكل حركات التحرر الوطنية بمثابة جسر للعبور نحو الحرية التي هي الهدف الأسمى لكل مناضل، فهذا يعني تحول كل تنظيم الى مجرد جماعة، تنظر للوطن (الأرض والشعب) كفريسة، وتسعى للاستحواذ على الحصة الأكبر منه لضمان البقاء، تماما كما يحدث في الحياة البرية فيبدو بعضها كسباع ونمور وفهود يمتلك القدرة على الافتراس مباشرة، فيما البعض (قمّام) ينتظر الفرصة الأنسب للانقضاض على الأسود كقطيع الضباع مثلا والكلاب البرية، وان لم تقدر فتبقى على طبيعتها (قمامة) تنقض على ما تبقى، ومثلها نسور تظنها وهي محلقة في الفضاء، او واقفة على صخور الجبال العالية، أنها مخلوقات عزيزة كريمة، فإذا بها لا توفر جيفة، وتتصارع على بقايا البقايا التي تركتها الوحوش في مناطق صيدها.

اذا لم تكن الفصائل والتنظيمات والجبهات والحركات الفلسطينية قد هيأت اعضاءها ومناصريها والجماهير صاحبة المصلحة الأولى والأخيرة من الكفاح والنضال، بأنها في يوم ما ستصبح في السجل النقي والمميز بالعطاء للتاريخ، من اجل ضمان بقاء الوطن حيا الى الأبد، فهذا يعني تأصيل (عبادة الأصنام) و(تقديس الجماعة) ومنع مصالحها من الانهيار، فيما مسار الواقع يؤشر الى أن ثقل ضغط هذه المفاهيم وشيوعها أدى فعلا إلى تفسخات وانشقاقات وانقسامات في البنية الأساسية للوطن، وأن بقاء الحال على ما هو عليه، سيؤدي الى تسارع عملية انهيار الوطن، فيكونون اول الراقدين تحت الركام !!.

في احد اجتماعاته مع قيادات منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، قال قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية حينها ياسر عرفات ابو عمار (رحمه الله):" لقد ضحينا بحركة فتح من اجل منظمة التحرير، وسنضحي بمنظمة التحرير من اجل الدولة"، وهذا يعني ان المناضلين يغيرون الواقع جذريا، ويفتحون دروب ومناهج التحرر للوصول الى (الدولة) التي تعني (ارضا وشعبا وقانونا)، دولة مستقلة ذات سيادة، وليست الدولة التي في مفاهيم الجماعات السياسية (الصنمية) والتي تعني الحرص على (سيادة الجماعة) حتى لو اكلت نيران جحيم الاحتلال والاستيطان الأرض، وأنهكت الحروب الشعب، وسلبت بقوة السلاح القانون، وافرغته من مضامينه لتحوله الى ما يشبه نظام قبيلة في غابات الأمازون ان لم يكن ذاك القانون الغابي احكم!.

لا أستغرب اطلاق بعض السياسيين والكتاب والمحللين وغيرهم من اعلاميين وصف (الضعيفة) على منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا أمر بديهي لأنهم ينطلقون برؤيتهم للأمور من منظور (الجماعة) بغض النظر عن المكان الذي يزاول فيه هؤلاء عمل (امتهان السياسة)!! بكل اسف، ولكل واحد منهم تعليلاته، ومطرقته الكلامية، لينهال بها على وعي الجمهور، وكأنه معني عن قصد او بحكم قصر النظر والرؤية والتبصر التي يمتاز بها رواد (الهياكل) الجماعاتية، كأنه معني بحجب انجازات الوطنيين المناضلين الصادقين المخلصين المؤمنين بالمعنى اللامحدود في الزمان للوطن واهداف حركة التحرر الوطنية، والمعنى المعروف تاريخيا وحاضرا وما سيكون عليه في المستقبل مكانيا، فالحرية والاستقلال والسيادة هدف الوطنيين الأحرار كان ومازال وسيبقى الى الأبد مهمة جيل بعد جيل، يتحقق على ارض فلسطين، أرضهم ووطنهم الوحيد، وهو الحيز الجغرافي (المكاني) المعروفة حدوده للقاصي والداني، حيز كان هدف المشروع الاحتلالي يسعى الى نسخ اسمه نهائيا من ذاكرة العالم واستبداله (باسرائيل) لكن منظمة التحرير الفلسطينية التي اعترف بها العالم بمثابة الحكومة لشعب فلسطين في كل مكان علاوة على انها الممثل الشرعي والوحيد له، قد رسمت معالم الدولة على خارطة جغرافية العالم السياسية، فكيف لايرى (صناع الاحباط واليأس) هذا الانجاز ولا يعتبرونه قوة اضافية لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ولمنظمة التحرير الفلسطينية، أم لأن قائد الانجاز اسمه محمود عباس ابو مازن، قائد ورئيس حركة التحرر الوطنية الفلسطينية الذي صار وصفه عند (جماعة اسرائيل): "الفلسطيني الأخطر على وجود اسرائيل".

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024