الرئيسة

صهيب الأعور.. حياة تمر خلف القضبان

نشر بتاريخ: 2018-01-14 الساعة: 12:13

 رام الله -  وفا –  "الطفل..الفتي..الشاب"ثلاث مراحل عايشها صهيب الأعور خلال فترة اعتقاله على مدار سنوات، لم يتمكن من الغوص بتفاصيلها، أو التعرف على ملامح كل الفترة، ليصل عمره الآن 20 عاما، وأسنانه الأمامية لم تعد موجودة.

قبل يوم من عيد ميلاده الـ18 اعتقل صهيب، في ليلة الرابع عشر من حزيران 2015، والدته لم تتمكن من الاحتفال، رغم التحضيرات التي أعدتها لذلك اليوم.. خوفا على سلامته، توقفت عن التشبث به، بعد القوة والعنف الذي مارسته قوات الاحتلال عقب اعتقاله، فبعد الاحتضان، صار الفراق، وحكم حينها لمدة 4 أعوام.

"تلك الليلة تحولت إلى أسوأ ليلة في حياتي، عندما كنا عائدين إلى سلوان من منطقة عين اللوزة، إذ كان صهيب مجتمعا مع عدد من الشبان، دون وجود أي اشتباكات مع الاحتلال حينها، إلا أن الجنود هجموا عليهم بكل قوة، فسارعت إلى الوصول لأبني بكل صعوبة، وتعلقت به من خصره، في محاولة لتخليصه من براثنهم، لكنهم ضغطوا على عنقه بقوة، فأنين ألمه جعلني أتركه، واعتقلوه". هذا ما قالته والدته خلود الأعور . 

وتتابع: أبناؤنا الأسرى ليسوا أرقاما، أبناؤنا الأسرى حياة مع وقف التنفيذ، أبناؤنا الأسرى مستقبل، وأمل، يبنونه يوما بعد يوم، أنا والدة الأسير الطفل، الأسير الشبل، الأسير الشاب، والرجل في جميع مراحل حياته، دون أن أشهدها فعليا، ماذا تعني 45 دقيقة مدة الزيارة من خلف الزجاج، بعد نهار مشقة يبدأ من الـ 5 صباحا".  تصف والدته خلود الأعور بحرقة ما يعانيه نجلها في سجن "النقب".

وتؤكد أنها لم تكن المرة الأولى لاعتقاله، فمنذ كان عمره 12 عاما اعتقل أكثر من 10 مرات، فالمرة الأولى عندما اختطفه المستعربون من أمام مدرسته في تمام السابعة صباحا، وعاد إلى المنزل في نفس اليوم بكفالة مالية، لأنه كان أصغر من سن الاعتقال حينها". 

وتتابع: لم تمر عدة أشهر على اعتقاله الأول، ليجد نفسه في الأسر من جديد، ويعود إلى المنزل بعد اعتقال لأربعة أيام، واعتقاله الثالث كان الأصعب، حيث تم بصورة وحشية، وهو نائم، وانتزعوه من فراشه بالقوة، واعتدوا عليه بالضرب المبرح، وكان عمره آنذاك 13 عاما ونصف العام، واستمر اعتقاله لأكثر من 20 يوما.

وتشير إلى أن 17 جلسة خضع لها صهيب في تلك الفترة، وأفرج عنه بشرط الحبس المنزلي، وغرامة مالية قدرها 5000 شيقل.

وتؤكد والدته أن الحبس المنزلي رافقه الكثير من التعب، والمشقة، بسبب شرط الإفراج أن يقطن في غير منزله، فاضطر إلى المكوث في منزل جدته المسنة، والمريضة، وبعد محاولات، أكمل حبسه المنزلي في سلوان، بعد التمديد الـ 8 أشهر، وكان يعانى من الأرق، والخوف، ويسترجع أوقات التحقيق معه مرارا.

بكثير من الحرقة والألم، أعربت أم صهيب عن أسى الأهل عندما يصبحون سجانين لأبنائهم، مانعيهم من الخروج، تحت أي ظرف، حرصا عليهم.

وتقول: وفّرت له كل سبل الراحة المنزلية، إلا أنني لم أستطع أن أمنحه شعور الحرية، فعندما يرغب بالخروج يعتقد أنني أمنعه برغبتي". 

وتتابع "كان يستيقظ في السابعة صباحا موعد خروج الطلاب، فيقف على الشباك متشبثا بالحديد، كأنه في سجن فعلي، ويكلم الطلاب وأصدقاءه المارين، كأنه عصفور قُدِّم له الطعام، والشراب، ولكنه في القفص" .

وتشير إلى أنه خلال فترة الحبس المنزلي، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلته، وتحت تهديد السلاح اعتقل وحكم بـالسجن الفعلي لمدة 21 شهرا، وغرامة مالية قدرها 3000 شيكل، ولم يكن حينها قد أكمل الـ 14 من عمره.

وحول وضعه الصحي الحالي، قالت: إنه فقد جميع أسنانه الأمامية، بسبب تهتك في اللثة.

عام ونصف تبقى من الحكم على صهيب، ليتنفس نسيم الحرية من جديد، فهل ستكون الأخيرة، أم وحشية الاحتلال وغطرسته ستنال منه مرة أخرى!!

وخلال العام المنصرم سُجل (2436) حالة اعتقال في صفوف المقدسيين، لتشكل ما نسبته (36.1%) من اجمالي الاعتقالات خلال العام ذاته، أي أكثر من ثلث اجمالي الاعتقالات خلال العام 2017، كانت من مدينة القدس المحتلة، ويشكل زيادة قدرها (23.5%) عن العام 2016.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024