الرئيسة/  ثقافة

أيقونات ثقافية فلسطينية غابت عن المشهد في العام 2017

نشر بتاريخ: 2018-01-03 الساعة: 11:09

رام الله- الايام- في اليوم الأول من العام 2017، رحل المفكر الفلسطيني خليل محشي، ليتلوه أدباء وفنانين ومثقفي، سجل العام الماضي شهادات وفاتهم، وإن بقيوا أحياء بأعمالهم الإبداعية يكد ينقضي اليوم الأول من العام 2017 حتى شهد رحيل المفكر الفلسطيني، خليل محشي، لتتوالى صفحات الغياب طاوية حياة كوكبة من المفكرين والمثقفين الذين أثروا المشهدية العربية بإنجازاتهم ومؤلفاتهم.

وخليل محشي من مواليد مدينة رام الله في العام 1951، وأبعدته سلطات الاحتلال عن مدينة القدس، وسحبت منه هويته المقدسية، هو الذي كان عمل مديراً لمدارس الفرندز في مدينة رام الله، ورئيس قسم التربية وعلم النفس ومساعد عميد كلية الآداب في جامعة بيرزيت، ليؤسس بعدها مع زملائه وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، حيث عمل منذ مطلع العام 1994 مديراً عاماً للعلاقات الدولية والعامة فيها، فيما أصبح في العام 2010 مدير المعهد الدولي للتخطيط التربوي في اليونسكو، حيث ساهم خلال عمله هناك في خدمة قضايا التعليم العالي في فلسطين خاصة، والوطن العربي عامة.

ونعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.حنان عشراوي، باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المفكر الوطني والتربوي محشي الذي وصفته بـ"إحدى أهم دعامات فلسطين التربوية"، هو الذي خدم القضية الفلسطينية بتفان وإخلاص في الهيئات والمؤسسات الوطنية والدولية.

واعتبرت عشراوي فقدان محشي "خسارة كبيرة لفلسطين وللانسانية جمعاء، ولكن ستبقى أعماله نابضة بعطاءاته ومبادراته، وستبقى بصماته الإنسانية محفورة في وجداننا، يذكر أفضالها أصدقاؤه وزملاؤه وطلابه وكل من تتلمذ على يديه، وإن ذكرى خليل المربي والانسان والمناضل الوطني ستبقى محفّزاً للأجيال الفلسطينية والعربية القادمة نحو تحقيق مستقبل تسوده الحرية والكرامة والتميز".

حارس اللغة والفكر
وفي آذار رحل المفكر والباحث والأكاديمي عبد الرحمن ياغي، الملقب بـ"حارس اللغة والفكر"، هو المولود في قرية "المسميّة الكبرى" في لواء غزة، وخصل على شهادة الدبلوم في التربية والتعليم من الكلية العربية في القدس العام 1943، ليدرس بعدها الأدب العربي في جامعة القاهرة التي حصل فيها على درجات البكالوريوس فالماجستير ثم الدكتوراه.

ويعد ياغي الذي كان من مؤسسة رابطة الكتاب في الأردن، وتولى رئاستها لدورتين، من أبرز المؤرخين للأدب الفلسطيني، عبر كتابه الموسوعي "حياة الأدب الفلسطيني الحديث من أول النهضة حتى النكبة"، وكتابه "دراسات في شعر الأرض المحتلة".

ونعت وزارة الثقافة ياغي، الأكاديمي والباحث والناقد والمعلّم، الذي غيبه الموت بعد صراع لسنوات مع المرض.

وأشارت إلى أن رحيل ياغي يعتبر خسارة كبير للثقافة الفلسطينية والعربية، فهو صاحب مآثر كبيرة، ومسيرة حافلة بالإبداع في أكثر من مجال، وهو ما دفع الوزارة في وقت سابق إلى تكريمه، بحصوله على جائزة الدولة التقديرية في الفنون والآداب والعلوم الإنسانية في العام 2015.

ولفتت الوزارة إلى أن ياغي ظل مشغولاً بفلسطين في إصداراته الإبداعية المتعددة، بدءاً بكتابه "حياة الأدب الفلسطيني الحديث من أوّل النهضة حتّى النّكبة" (1968)، وتلاه كتاب "دراسات في شعر الأرض المحتلة" (1969)، كما لم يفغل المبدعين الفلسطينيين في دراساته ومن بينها كتابه المعنون بـ"“مع غسان كنفاني وجهوده القصصية والروائية" (1983).

ووُلد عبد الرحمن عبد الوهاب عبد الرحيم ياغي في العام 1924 في المسميّة الكبيرة (غزة)، وتلقّى تعليمه الابتدائيّ في المجدل، ثمّ تابعَ تعليمَه فنال شهادة "المترك" الفلسطينيّ العام 1941، كما حصل على شهادة الدبلوم في التربية والتعليم من الكلية العربية في القدس العام 1943، ثم درَس الأدب العربي في جامعة القاهرة فحصل منها على شهادة البكالوريوس العام 1950، وشهادة الماجستير العام 1955، ثمّ شهادة الدكتوراه العام 1960.

وعمل ياغي مدرساً لمدّة 13 سنة، ثم اتجه إلى ميدان الترجمة فعمل لسنتين في مكتب "فرانكلين" للطباعة والنشر في بيروت، و"الشرق الأوسط" لترجمة الأفلام المطولة، كما عمل خبيراً للّغة العربية في منظمة “اليونسكو” برام الله (1962-1964)، ثمّ انتقل للتدريس في الجامعة الأردنية منذ العام 1964 حتّى تقاعُده، فيما أحرزَ شهادة الصّقور في الآداب والكلاسيكيّات العام 1943، وكان عضواً في الهيئة التأسيسية لرابطة الكتّاب الأردنيين (1974)، وتولّى رئاستها لدورتين(1979-1981).

وللدكتور ياغي العديد من الأعمال الأدبية والترجمات، منها: كتاب "حياة القيروان وموقف ابن رشيق منها" (1961)، و"حياة الأدب الفلسطيني الحديث من أوّل النهضة حتّى النّكبة" (1968)، و"رأي في المقامات، مقامات البداية" (1969)، و"دراسات في شعر الأرض المحتلة" (1969)، و“في الجهود الروائية من سليم البستاني إلى نجيب محفوظ" (1981)، و"مقدمة في دراسة الأدب الحديث" (1975)، و"أبعاد العملية الإبداعية" (1979)، و"مع غسان كنفاني وجهوده القصصية والروائية" (1983)، و"ابن رشيق القيرواني، الشاعر وشعره" (1993)، و"القصة القصيرة في الأردن" (1993)، و"مع روايات في الأردن" (2000)، و"جولات في النقد الأدبي" (2005).

وترجم ياغي العديد من الكتب والدرسات من أبرزها كتاب "رائد الثقافة العامة لصاحبه كورنيليوس هيرشبرغ (1963)، وكتاب "فلسفة وايتهيد في الحضارة لصاحبه أ. هـ. جونسون (1965)، والقائمة تطول.

مؤرخ السينما الفلسطينية
في ذكرى يوم الأرض، الثلاثين من آذار، توفي في دولة الإمارات العربية المتحدة، الناقد السينمائي الفلسطيني بشار إبراهيم (54 عاما)، الذي يعتبر من أبرز نقاد الفن السابع في العالم العربي ولعب دورا بارزا في أرشفة السينما الفلسطينية والعربية.

وولد الناقد الراحل في الثالث من آب 1962 في مخيم دنون، أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، وبدأ مشواره الفني مع كتابة القصة القصيرة قبل أن ينتقل إلى النقد السينمائي في 1995 ثم تفرغ للكتابة السينمائية وأصدر دراسات ومؤلفات عديدة.

بذل الراحل جهدا لافتا في توثيق السينما الفلسطينية ومن بين أعماله "السينما الفلسطينية في القرن العشرين" و"فلسطين في السينما العربية" و"ثلاث علامات في السينما الفلسطينية الجديدة (ميشيل خليفي، رشيد مشهراوي، إيليا سليمان)".

كما أصدر مؤلفات عن السينما السورية من بينها: "سينما القطاع الخاص في سوريا"، و"رؤى ومواقف في السينما السورية" و"ألوان السينما السورية".

وتولى إبراهيم رئاسة تحرير النشرة اليومية لمهرجان دبي السينمائي الدولي، كما أشرف على إنتاج الأفلام والبرامج والدراما في قناة الشروق بمدينة دبي للإعلام من 2007 إلى 2012، وساهم في تأسيس مجلة سينماتوغراف المتخصصة في الثقافة السينمائية بدولة الإمارات، وعمل محررا تنفيذيا في صحيفة الحياة اللندنية.

وشارك أيضا في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية دولية في سورية ومصر والجزائز وسلطنة عمان والإمارات، وكان واحدًا من بين 26 ناقدًا شكلوا لجنة تحكيم مبادرة دعم السينما العربية والترويج لها على المستوى العالمي، التي تمثلت في "جوائز النقاد السنوية".

رحيل عود اللوز الأخضر
وفي مطلع نيسان، رحل شاعر المقاومة أحمد دحبور.. رحل "عود اللوز الأخضر"، وبقيت الدار، والأشعار، والكلمات العالقة في حناجر "العاشقين"، فشهد العالم "علينا وع بيروت"، و"للقدس" شرح "علمنا العالي"، لتودع فلسطين بأكلمها "النسر اللي سافر".

رحل الشاعر أحمد دحبور، ورحل معه جزء كبير من الذاكرة الجمعية، والفردية للكثيرين، ففاجعة رحيله التي جاءت في الذكرى التاسعة والستين لمجزرة دير ياسين، لن تمحوه من قلوب الكثيرين، وحناجرهم التي تحشرجت ببقايا دموع سقطت ليس بفعل الجاذبية الأرضية، بل من فرط الإحساس بالمنتمي اللامحدود لفلسطين، لتتحول الدموع كلمات على صفحات أصدقائه ومحبيه على شبكات التواصل.

الروائي يحيى يخلف كتب بعد أن نعاه "رفيق الدرب ورفيق العمر .. شاعر الثورة وحادي الركب، وكاتب القصيدة والنشيد.. قصائده تحولت الى ايقونات في الذاكرة الجمعية .. كتب اغاني الثورة وأغاني العاشقين، ورافق المسيرة ومنعطفاتها، وساهم في العمل النقابي والعمل السياسي والإعلامي والثقافي وترك تراثا من دواوين الشعر ومقالات ودراسات وأناشيد وأغان .. برحيل احمد دحبور (ابو يسار) نفقد قامة أدبية وإنسانية عز نظيرها. نفقد أخاً وصديقاً ومبدعاً وإنساناً نزيهاً. وتفقد الحركة الثقافية الفلسطينية والعربية أحد عمالقتها ورموزها".

بينما كتب الشاعر غسان زقطان مختزلاً الوجع بسطور تحمل من الوجع المتواصل منذ النكبة الفلسطينية إلى النكبات العربية .. "الشاعر الكبير والصديق أحمد دحبور، وداعاً.. ها أنت ترحل خفيفاً كغيمة دون أن تخسر لفتة من وسامتك .. يا لَحزن حيفا ويا لحزن حمص".

ودحبور الذي ظل قلبه يطن باسم فلسطين وشعبها "عود الند"، كان أشار في واحدة من آخر إطلالاته على الجمهور، قبل 14 شهراً، في ندوة حوارية بمكتبة بلدية رام الله، إلى أن شعر المقاومة والشعر السياسي عموماً هو خيار لكاتبه، ولكن الأهم أن يكون عميقاً، فالعمق هو معيار الشعر الجيد، وليس الموضوع، وإن كانت تلك المرحلة السياسية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي تتطلب ما يمكن أن يشحن الجمهور، كون أن الثقافة هي رافعة أساسية للمقاومة، ولكن شريطة الصدق أو ما أسماه أبو نواس بـ"لوعة القلب".

كتب دحبور اغنيات راسخة في الوجدان الفلسطيني والعربي ابرزها: "يا شعبي يا عود الند"، و"الله لأزرعك بالدار"، و"يا بنت قولي لامك"، و"غزة والضفة"، و"صبرا وشاتيلا"، وغيرها الكثير.

من الجدير بالذكر أن دحبور المولود في حيفا العام 1946، نشأ ودرس في مخيم حمص للاجئين الفلسطينيين بعد أن هُجّرت عائلته إلى لبنان في العام 1948 ثم إلى سورية.

عمل دحبور مديراً لتحرير مجلة "لوتس" حتى العام 1988، ومديراً عاماً لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وكان عضوا في اتحاد الكتّاب والصحافيين الفلسطينيين، وحاز على جائزة توفيق زياد في الشعر.

وللشاعر دحبور تسعة دواوين شعر أولها "الضواري وعيون الأطفال"، صدر في حمص 1964، وآخرها "الكسور العشرية"، وبينهما "حكاية الولد الفلسطيني"، و"طائر الوحدات"، و"بغير هذا جئت"، و"اختلاط الليل والنهار"، و"واحد وعشرون بحراً"، و"شهادة بالأصابع الخمس"، و"ديوان أحمد دحبور".

السنوار بعد أيام
وبعد دحبور بأيام رحل الفنان التشكيلي الفلسطيني القدير بشير السنوار، في غزة، عن عمر 75 عاماً، ما شكل خسارة للمشهد الثقافي الفلسطيني عامة، والمشهد البصري والتشكيلي على وجه الخصوص.

ورأت وزارة الثقافة الفلسطينية في تزامن رحيل السنوار، الذي اشتهر برسوماته اللصيقة بالأرض وحراسها، ورحيل الشاعر الكبير أحمد دحبور، خسارة مضاعفة للثقافة الفلسطينية، وللمنتمين للأرض بالريشة والقلم.

وأشادت الوزارة بإبداعات سنوار، التي لطالما كانت لوحاته تقدم ملامح الوطن الفلسطيني من بوابة البيادر والمزراعين، وحصاد الفلاحين المقاومين، وحكايات القرى الفلسطينية المقاومة، فيما كان للوحاته حول انتفاضة الشعب الفلسطيني العام 1987 حضورها البارز وطنياً وفنياً، حتى باتت لوحاته أشبه بتسجيل ليوميات الفلسطيني بما تحمله من أفراح وأتراح، ومن كبرياء المقاومة رغم المآسي التي يستبب فيها الاحتلال بممارساته العنصرية والاستعمارية، فحضرت القدس، والبيارات، والكوفية، والإطارات المشتعلة، في بانوراما بالألوان حول المقاومة الشعبية الفلسطينية.

من الجدير بالذكر أن الفنان بشير السنوار من مواليد المجدل الفلسطينية العام 1942، وأنهى دراسته الثانوية في قطاع غزة العام 1961، ليحصل بعدها على بكالوريوس فنون جميلة من قسم التصوير بجامعة القاهرة المصرية العام 1965.

وعمل في سلك التعليم المدرسي كمدرس لمادة التربية الفنية في مدارس قطاع غزة ما بين العامين 1965 – 1977، ثم رساما أول بإدارة الوسائل التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة ما بين أعوام 1977-1994، وفي مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم والشباب بدولة الإمارات أيضاً ما بين العام 1994 والعام 2000، فيما أقام السنوار عدة معارض فردية داخل فلسطين وخارجها، وهو عضو في جمعية الفنانين التشكيليين بقطاع غزة.

صاحبة دار الأقواس السبعة
وفي تشرين الأول رحلت الكاتبة والباحثة والروائية المخضرمة ياسمين زهران، والتي يمكن اعتبارها قامة إبداعية بارزة ومهمة، لطالما شكلت أيقونة متميزة على الصعيد الإبداعي والأكاديمي، عبر دراساتها وأبحاثها، وعبر إصداراتها المتعددة، ومن أشهرها ""دار الأقواس السبعة"، و"روح تبحث عن جسد"، و"يوم صيف"، و"رام الله التي كانت"، فالجهود التي بذلتها زهران خلال مشوارها مع الكتابة على صعيد الكتابة البحثية التوثيقية، وخاصة عن مدينتها رام الله، وعلى صعيد الكتابة الابداعية أيضا، يجعل من رحيلها خسارة كبيرة للمشهدين الثقافي والأكاديمي في فلسطين وخارجها.

وولدت زهران في مدينة رام الله عام 1933، ودرست في جامعة كولومبيا الأمريكية وتابعت تعليمها في جامعة لندن، حيث حصلت على شهادة الدكتوراة في تخصص علم الآثار من جامعة السوربون في باريس.

وتعتبر زهران مختصة في علم الآثار والتاريخ، ولها العديد من الكتب والدراسات في تاريخ العرب قبل الإسلام باللغة الإنجليزية، والعديد من الروايات باللغة العربية، كما عملت في اليونسكو مستشارة، وشغلت منصب سفير الثقافة والتربية حول العالم، وهي من مؤسسي معهد الآثار التابع لجامعة القدس، والذي درّست فيه في الأعوام ما بين 1991 و1995، وعاشت أيام حياتها الأخيرة ما بين رام الله وباريس.

وصدر لها بالعربية "اللحن الأول"، و"باطن الهواء"، و"روح تبحث عن جسد"، و"دار الأقواس السبعة"، وآخرها كتبها "رام الله التي كانت"، و"أصداء من تاريخ الأردن".

رحيل مناضل مثقف
وفي الرابع من الشهر الأخير في العام الماضي، المناضل الفلسطيني عبد المحسن القطان، المولود في يافا العام 1929، وهو الرئيس السابق للمجلس الوطني الفلسطيني في نهاية ستينيات القرن الماضي، وصاحب الأدوار الوطنية البارزة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها.

ونعى الرئيس محمود عباس، رجل الاعمال الوطني الفلسطيني عبد المحسن القطان الذي أعلن عن فاته في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز86 عامًا .. وقال إنه بوفاة القطان خسرت فلسطين رجلا مناضلا وهامة وطنية شامخة، وواحدا من أكبر الداعمين لفلسطين من خلال مؤسسات تنموية خاصة.

وانخرط عبد المحسن القطان في السياسة الفلسطينية والعربية، فمثل شعبه في زيارات دولية عدة، حيث رافق أحمد الشقيري إلى الصين في العام 1964، ودعم منظمة التحرير الفلسطينية الوليدة في أيام مهدها في الكويت في العام 1969، انتخب متحدثاً باسم المجلس الوطني الفلسطيني خلال اجتماع المجلس في القاهرة.

ونعت وزارة الثقافة، القطان، وقالت إنه "صاحب الدور البارز في التاريخ السياسي والاقتصادي والثقافي الفلسطيني".

واعتبرت الوزارة، رحيل القطان خسارة كبيرة لفلسطين لما يمثله من قيم وطنية وثقافية، حيث كان رئيساً للمجلس الوطني الفلسطيني في نهاية ستينيات القرن الماضي، وأحد أبرز رجال الأعمال الوطنيين، علاوة على دوره البارز في دعم الثقافة والمثقفين والإبداع الفلسطيني، عبر المؤسسة التي حملت اسمه منذ العام 1994، وتعمل على تعزيز حضور الثقافة والفنون على كامل الجغرافيا الفلسطينية، وخارجها.

ورأت الوزارة أن القطان شكل نموذجاً للعمل الفلسطيني المخلص على كافة المستويات، حيث تمثل سيرته الشخصية نموذجاً من نماذج الإرادة والنضال الوطني، هو المهجر من يافا في حرب العام 1948 (النكبة)، لافتة إلى أنه بنى نفسه بنفسه متنقلاً ما بين عمّان، والكويت، وبيروت، ولندن، وغيرها من عواصم العالم، حاملاً القضية الفلسطينية على كتفيه أينما حل، حيث لم يكتف بوضع الحلم الفلسطيني بالعودة والتحرر نصب عينه، بل عمد إلى تجسيد العمل من أجل هذا الحلم على أرض الواقع بنشاطه السياسي، والاقتصادي، والثقافي.

وأضافت الوزارة: بجهوده، باتت مؤسسة عبد المحسن القطان واحدة من أهم المؤسسات الثقافية العربية، علاوة على كون الراحل القطان، قدم الدعم لعدد من المؤسسات، من بينها مؤسسة التعاون، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، والجامعة الأميركية في بيروت، ومركز دراسات الوحدة العربية، وجامعتا بيرزيت والنجاح، وغيرها.

وشددت الوزارة على أهمية التكريم الذي قام به الرئيس محمود عباس في العام 2008 للراحل المناضل عبد المحسن القطان، بمنحه وسام نجمة الشرف الفلسطينية تقديرا لدوره النضالي الكبير خلال رئاسته المجلس الوطني الفلسطيني، وعطائه المتميز في الدعم المالي لشعبنا ومؤسساته الوطنية، ولجهوده المخلصة لبناء المؤسسات الثقافية والتربوية والاجتماعية، وتفانيه في العمل من أجل تعزيز صمود شعبنا ونضاله لتحقيق أهدافه السامية في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وختمت وزارة الثقافة بيانها، بالتأكيد على أنه لا بد من استلهام الكثير من النقاط المضيئة في مسيرة القطان، والبناء عليها في مواصلة المسيرة نحو التحرير والدولة المستقلة، وبث روح الصمود التي تصنعها الثقافة، التي هي من أهم وسائل التصدي للاحتلال وسياساته الرامية إلى سلب ونهب الهوية والرواية الفلسطينيتين، بالتأكيد على حيوية الثقافة الوطنية القادرة على تثبيت نفسها كعنصر للصمود والمقاومة في مواجهة رواية الاستعمار الصهيوني على أرض فلسطين.

وفيما بعد منتصف كانون الأول 2017، رحل الشاعر إدمون شحادة عن عمر يناهز الرابعة والثمانين، هو المولود في مدينة حيفا العام 1933، حيث درس بعض الدراسات التكميلية العليا في معاهد خاصة، بعد أن أنهى المرحلة الثانوية، وعمل في مكتبة افتتحها في مدينة الناصرة، وشغل منصب عضو المؤسس، وعضو اللجنة التنفيذية في رابطة الأدباء والكتاب العرب الفلسطينيين، فيما كان الشاعر عمر محمود شلايل، رحل في الثاني من الشهر نفسه، عن عمر يناهز 72 عاماً، بعد تعرضه لنوبة قلبية حادة.

وولد شلايل في بلدة يبنا في الرملة العام 1945، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الاسكندرية العام 1970، ثم حصل على درجة الماجستير من قسم الدراسات الإسلامية في مدينة طرابلس العام 1983، كما حصل على ماجستير في العلوم السياسية في جامعة الخرطوم العام 1997، ثم حصل على درجة الدكتوراه في ذات التخصص من ذات الجامعة العام 2004. 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024