الرئيسة

الطوافة حل بديل للهروب من الاختناقات المرورية في ساو باولو

نشر بتاريخ: 2017-08-09 الساعة: 13:49

(أ ف ب) - يتردد غوستافو بويدي على ساو باولو باستمرار في رحلات عمل يستمر كل منها أربعة أيام... هذا البرازيلي المقيم حاليا في الولايات المتحدة وجد الحل للاختناقات المرورية في المدينة من خلال التنقل بالطوافات.

كثيرون من السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة في اكبر مدن أميركا اللاتينية يجدون أنفسهم باستمرار عالقين في زحمات سير خانقة. وتعد المدينة حاليا 5,9 ملايين مركبة أي بمعدل واحدة لكل شخصين.

وفي ساعات الذروة، قد تمتد طوابير الاختناقات المرورية على مسافة تراوح بين 330 كيلومترا و576.

غير أن تطبيقا يحمل اسم "فوم" يتيح الاستعانة بطوافة للتنقل على غرار نموذج "اوبر".

هذا الخيار لجأ اليه بويدي المسؤول التسويقي لأميركا اللاتينية في شركة اتصالات كبيرة، وقد ركب في الطوافة التي نقلته سريعا من حي ايتايم بيبي إلى المطار الواقع على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا.

ساو باولو أول مدينة في العالم تفيد من خدمات "فوم" التابعة لمجموعة "ايرباص" الأوروبية المصنعة للطائرات والتي اطلقت عملياتها في نيسان/ابريل.

وتوضح المديرة التنفيذية في "فوم" اوما سوبرامانيان "هدفنا اتاحة التنقل بالطوافة لعدد اكبر من الناس، أن يُنظر للطوافة على أنها حل بديل".

وتقول "في البلدان الأميركية اللاتينية، يضيّع الناس ما يصل إلى 10 ساعات أسبوعيا في وسائل النقل".

واختيرت ساو باولو ضمن قائمة تضم 500 مدينة في العالم لإطلاق الخدمة بسبب كل نقاط القوة التي تتمتع بها.

وتضم ولاية ساو باولو مع سكانها البالغ عددهم 44,8 مليون نسمة (12 مليون في المدينة)، أكبر أسطول للطوافات في العالم.

وبحسب الجمعية الوطنية للطيران المدني، تضم المدينة 700 طوافة (32,8 % من الاسطول الوطني) و528 مهبطا للطوافات، أي ما يقرب من نصف العدد الاجمالي في البرازيل (1086).

وفي ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، تبدو "فوم" كمكسب للاخصائيين في القطاع.

زبائن من النخبة - ويقول ارتور فيوراتي رئيس الاتحاد البرازيلي لطياري الطوافات الذي يضم نحو الفي مهني في القطاع "في الإطار الحالي لانكماش السوق، وصول هذه الخدمة أمر ايجابي".

وسجل القطاع نموا كبيرا بين 2010 و2013، في وقت كان الاقتصاد مزدهرا.

وبحسب الأرقام المقدمة من الاتحاد، كانت ولاية ساو باولو تشهد ألفي رحلة يوميا. أما اليوم فلم يعد هناك سوى 1300.

وتعمل "فوم" مع ثلاثة مشغلين يسيّرون خمس طوافات في مدينة ساو باولو وضواحيها. ومع التطبيق على هاتفه الذكي، يسجل الزبون اسمه ويدوّن وزنه ووزن حقائبه. ويتلقى فورا التعرفة إضافة لرسالة تأكيد إلا في حال سوء الأحوال الجوية.

ويستغرق اجتياز مسافة ثلاثين كيلومترا بالطوافة من جنوب شرق المدينة إلى مطار غواروليوس الدولي تسع دقائق في المعدل في مقابل 480 ريالا برازيليا (154 دولارا).

وتتطلب الرحلة عينها مع خدمات الأجرة الجوية التقليدية تخطيطا أكثر فيما كلفتها إذ يبلغ سعرها عشرة أضعاف (5 الاف ريال برازيلي أي 1600 دولار) ويتعين حجزها قبل يومين.

خيار الطوافة يجذب أشخاصا كبويدي الذي كان ينبغي عليه ان يدفع 150 ريالا برازيليا (48 دولارا) للتنقل بسيارة اجرة في رحلة تستمر ساعة ونصف الساعة. ويقول الثلاثيني "اخترت فوم لأنها ضمن ميزانيتي للسفر، هي اقتصادية وعملية".

ويضيف "أكسب ساعتين من الوقت يمكنني الاستفادة منهما للعمل، وهو أمر بالغ الأهمية مع ضغط العمل لدي".

وتتوجه فوم بشكل رئيسي لزبائن من عالم الأعمال وللمستخدمين الدائمين لكنها تسعى أيضا لتوسيع قاعدتها من خلال طرح خدمات بسعر مواز للتنقل بسيارات الأجرة وفق سوبراميان.

توفير وقت -غير أن وسيلة النقل لا تزال تقتصر على طبقة النخبة. ويمكن رؤية ركاب ينتظرون على سطح فندق أربع نجوم في جنوب غرب ساو باولو وصول طوافة لنقلهم. ويتنقل بين ستة أشخاص وثمانية بالطوافة عبر منصة الإطلاق هذه يوميا، وبأكثريتهم رجال أعمال حريصون على توفير الوقت.

ويقول لوكاس اماديو وهو مسؤول في مجال التسويق "عندما رأى أصدقائي أني أتنقل بطوافة إلى المطار سألوني هل أصبحت مليونيرا. وعندما أخبرتهم عن سعر الخدمة تفاجأوا".

وقد أثار الوضع المتردي لوسائل النقل العام والارتفاع في تكاليفها سنة 2013 أكبر موجة احتجاج شعبية في التاريخ المعاصر للبرازيل. المرحلة المقبلة ل"فوم" ستكون مكسيكو وهي مدينة أخرى كبرى تعاني ازدحاما شديدا.

heb

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024