الرئيسة

16 عاما على مجزرة سلفيت

نشر بتاريخ: 2017-12-14 الساعة: 14:19

سلفيت- وفا- قبل ستة عشر عاما، شهدت محافظة سلفيت مجزرة مروعة بحق ستة من أفراد الأجهزة الأمنية، في يوم لم تشهد مثله سلفيت منذ احتلالها مع باقي مدن وبلدات الضفة في عام 1967.

ففي صبيحة الجمعة، 14/12/2001، السابع والعشرين من رمضان، استيقظت المحافظة على استشهاد: محمد عبد العزيز عاشور، وجواد عبد اللطيف الدمس، وضياء محمود ابداح، ورزق شعبان حرز الله، وخالد أبو يعقوب، وأسعد أبو عطايا، استشهدوا بعد تعرضهم لرصاص الاحتلال الذي اقتحم المدينة لأول مرة بواسطة الدبابات وناقلات الجند.

إضافة إلى المجزرة الوحشية، اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من أربعين مواطنا من المدينة، وأوقعت عددا من الجرحى، وهدمت منازل لمطاردين ومقاومين.

يقول أمين سر حركة فتح اقليم سلفيت عبد الستار عواد لـ"وفا"، اجتاحت قوات الاحتلال مدينة سلفيت من جميع الاتجاهات، بمساندة عدة دبابات ومدرعات وناقلات جنود وطائرات، وحاصرت منزل الشهيد رزق شعبان حرز الله اسليم، وهو أحد أفراد جهاز المخابرات العامة، ومطارد منذ بداية الانتفاضة، وبدأت بإطلاق النار بشكل عشوائي على منزله وأصابوه بعيار ناري متوسط في الجهة اليسرى من الرقبة، واستشهد على الفور، كما أصيبت زوجته برصاص الطائرات في رجلها، وأصيب اثنان من اشقائه برصاص الجنود.

ويضيف عواد: عُرف الشهيد شعبان بعنفوانه ضد المحتل، وكان من أوائل المنتمين لمجموعات حركة فتح في بداية العمل التنظيمي في انتفاضة عام 1987، وتم اعتقاله في عام 1988 والحكم عليه 6 سنوات، وهدم منزله بحجة القاء زجاجات حارقة "المولوتوف" على باصات اسرائيلية.

وعندما اندلعت الانتفاضة الثانية (أيلول 2000) التحق الشهيد شعبان بكتائب شهداء الأقصى، وبدأت الملاحقة تتكثف، وغدا شعبان من أبرز المطاردين لقوات الاحتلال في المحافظة.

 استشهد رزق تاركا وراءه طفلين أميرة (5 أعوام)، وهادي (3 سنوات ونصف)، وتذكر زوجته دلال مصطفى، أن الشهيد كان حنونا، وفكاهيا جدا، يحمل هم وطنه على كتفه منذ أول يوم عرفته فيه، وصلبا في تعامله في الأمور التي تخص العمل التنظيمي، ورجل أمن حازما وجديا.

وتبين مصطفى: كانت حياته متعبة، حياة قلق دائم، حاولوا اغتياله عدة مرات، كان حذرا ويشعر أن مكروها سيصيبه، وفي ليلة استشهاده كانت الليلة الوحيدة التي ينام فيها في البيت، وعند الساعة الثانية بعد منتصف الليل فصل التيار الكهربائي عن سلفيت، وبدأت أصوات الرصاص تتعالى في المنطقة، فخرجت أنا وأطفالي من المنزل إلى منزل قريبي، ثم بدأت أصوات الاشتباكات، وأصبت مع شقيقيه، وتم منع الاسعاف من الخروج بنا من سلفيت، وعندما حلت ساعات النهار الأولى، وجدنا رزق مُلقى على الأرض شهيدا.

مرام شتيه، شقيقة الشهيد خالد ابو يعقوب، من قرية كفل حارس، وهو أحد شهداء المجزرة، تقول عن ذلك اليوم: عمل خالد في جهاز الاستخبارات العسكرية مدة سنة وستة أشهر، ثم اجتاحت قوات الاحتلال مدينة سلفيت وأصيب في البطن والقدمين، وبعد اصابته قامت آلية تابعة للاحتلال بدهسه، وشوهت جسده، خاصة رأسه، في مشهد مرعب لا ينساه كل من شاهده.

وتضيف: قبل استشهاده بثلاثة أيام فقط، شاهد والدتي وهي تبكي متمنيةً زيارة بيت الله الحرام والحج فيه، لكننا ننتمي لعائلة بسيطة، فقبلها وقال لها: ستذهبين للحج في هذا العام بعد مشيئة الله تعالى، وبالفعل بعد استشهاده أصدر مكتب الرئيس مكرمة لذوي الشهداء للحج، وتم اختيار ذوي خالد للقيام بالحج في ذلك العام، وذهبت والدتي، وأدت مناسك الحج.

وتتابع، في كل عام يجتمع أشقائي وشقيقاتي، في منزل أهلي، ونستذكر أيامنا قبل أن يخطف الاحتلال منا شقيقنا خالد، ونقوم بطبخ الأكلات التي كان يفضلها ونوزعها عن روحه للأقرباء والمحتاجين واصدقائه، وفي هذا العام قمنا بإعداد المسخن، والحلبة، وهما من الأكلات المفضلة عنده.

يُذكر أن قوات الاحتلال في ذلك اليوم أعادت احتلال المدينة وفرضت عليها حصارا مشددا وحظرا للتجوال، وقامت بعمليات هدم لعدد من منازل المواطنين، منهم: بلال عزريل، ويوسف عزريل، ومحمود صبرا.

وتحيي حركة فتح في محافظة سلفيت من كل عام ذكرى مجزرة سلفيت، وشهداء المؤسسة الأمنية، وتكرم أسر الشهداء تضامنا وتخليدا لذكراهم، وتشمل فعاليات التكريم زيارة منازل ذوي الشهداء، والانطلاق بمسيرة نحو مقبرة شهداء المحافظة، ووضع أكاليل الورود على أضرحة الشهداء.

_

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024