الرئيسة/  مقالات وتحليلات

صفعة القرن الاستعمارية ... ترامب خليفة بلفور

نشر بتاريخ: 2017-12-07 الساعة: 09:08

موفق مطر الشعب الأميركي أمام لحظة تاريخية ، فاما ان يقبل بتهور ادارته  التي ستضعه في جبهة مفتوحة على العداء مع العالم ، ما يعني استدراج مخاطر وتهديدات تفوق بأضعاف مضاعفة حجم القائم حاليا ، وهنا نعتقد بضرورة ابراز حرصنا على الشعب الأميركي ، بمقدار المواقف الايجابية المرفوعة على  قيم الحرية والعدل  التي سيواجه بها ادارة ترامب ، والتي تنم عن فهم عميق وتفهم لموقف الشعب الفلسطيني المحب للسلام ، ولكن ليس على حساب حقوقه التاريخية والطبيعية ومقدساته وروح قضيته وسبب وجوده القدس

 قد لايعي رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو ان اعتراف ترامب له بالقدس عاصمة لنظام احتلالي استعماري استيطاني، سيفجر أنفاق التواصل السرية مع انظمة حكم في دول عربية  واسلامية ، ذلك أن الأنظمة قبل الجماهير ستقع في الحرج ، وتغرقها الفضيحة أن لم تسارع لاعلان الطلاق من زواج متعة سري  اعتبره نتنياهو اعظم انجاز لسياسة حكومته الخارجية ، اما إذا تمادى بعضها وآثر التخفي ، فان تسونامي بشري جارف لايخطر على بال ترامب ونتنياهو كيف سيكون شكله وحجمه، سيقلب التودد الذي  تباهى نتنياهو أن ( اسرائيل الاستعمارية العنصرية ) باتت تحظى به من تلك الدول رأساعلىعقب ، فقد يضطر نتنياهو للتودد الى دول عربية واخرى في منظمة التعاون الاسلامي ،  ودول صديقة للمنظومتين لمساعدته في اطفاء نار اشعلها بيديه ونفخ ترامب فيها ترامب استكبارا... ولكن

قد يقول محترفو التقدير أن ترامب ونتنياهو ماكانا سيقدمان على خطوة كهذه الا بعد ضمان خضوع الزوجة بالرضا او التشهير، فلكل واحد منهما جهاز لايتوانى عن تكديس الفضائح لتسلطيها كسيف على رقبة التي قد تفكر بالتحرر من قبضة هذا الزواج ( المتعدد المذاهب ) السياسية ، والمرهص لها بفتاوى  مكتوبة بحبر مصطلحات دينية – او هكذا تبدو لمبتدىء في القراءة .

اهم مافي هذه اللحظة التاريخية هو ان تعرف الجماهير الفلسطينية والعربية ، وكذلك اصدقاء فلسطين واحرار العالم ، أن دونالد ترامب سيكون خليفة (بلفور) بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين، وانه قد اطاح بريطانيا العظمى وأخذ مكانها كدولة استعمارية، لاستكمال المشروع الصهيوني عمليا ، الذي ابتدأ بوعد بلفور البريطاني قبل قرن من الآن اي قبل مئة عام ، وبذلك يكون ترامب قد وضع حدا لتفسير مقولة ( صفقة القرن ) ويعدل حروفها لتصبح (صفعة القرن ) للعالم  والشرعية الدولية ، ومنظومتها القانونية ومواثيق ألأمم المتحدة وقوانينها وقراراتها،ولكن علينا ألتذكر دائما أن الخاسر ألأكبر ستكون الولايات المتحدة ألأميركية وصنيعتها دولة الاحتلال اسرائيل ، لانهما بجريمة تفجير جسورالسلام التي بنيت ، والتي كان الجميع يعمل على ترميمها بسبب اضرار العقلية العدوانية الاسرائيلية ، يعلنان الحرب على منطق والحوار والمفاوضات للوصول الى حلول للصراعات وتحقيق السلام بين  الدول المتحاربة ، علاوة على اشهار تمردهما على قيم الحرية ، ورغبتهما باستعادة عصر العبودية والاستعمار.

إن تحدى ترامب العالم ، وأصَر على اشعال نار عالمية ، تؤججها الرغبات الشيطانية لقادة اسرائيل المتطرفين العنصرين ، فان  الحرائق الدينية التي لايعرف واحد الى اين سيصل مدى السنتها ستأكل الأخضر واليابس، وهذا ما يجعلنا نراقب انبعاث النازية والفاشية من جديد بعد سبعين عاما ونيف على دفن رموزها  اثر حرب مدمرة كادت تهلك شعوب العالم ، بعدما حصدت ارواح عشرات الملايين معظمهم ابرياء أو جنود دفعوا الى اتون الحروب والمعارك، تحت رايات بدت للشعوب حينها وطنية لكنها كانت مشبعة بالعنصرية.

.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024