الرئيسة

قلعة دوك: أريحا من الأعلى

نشر بتاريخ: 2017-12-03 الساعة: 13:51

على قمة جبل قرنطل المطل علىمدينة أريحا، تظهــر من بعيد قلعــة محاظة بجــدار، لا يعتبر الوصول إليها ً ســهلا، بســبب تضاريــس الجبل الحادة وخطر الانهيارات، يزيد من صعوبته وجود معسكر لجيش الاحتلال بالقرب منها، يحوي أبراج رصد متطورة تكشفك المدينة أريحا والأغوار في الجانب الأردني. تسمى القلعة

 (دوك) أو (داجون)، ومنها أخذت بلدة الديوك اسمها، ومنهايمكن رؤية عربات التلفريك التــيتنقــل الزوار مــنعين الســلطان إلىدير التجربة على جبل قرنطل، في الأسفل، والبرك الزراعية، والمســاحات الخضراء، وقنوات المياه، التي تشكل مشهدا فسيفسائيا بالغ الروعة.

يعــود تاريــخ القلعة إلــى الفترة الهلنســتية، وبســبب موقعهــا الاســتراتيجي اســتمرت مأهولة في الفتــرات: الرومانية، والبيزنطية، والصليبية، والعثمانية، وترتفع أكثر من 170 مترا عنســطح البحر، ومايزيد عن 430 مترا عن تل السلطان، موقع أريحا القديمة المميز تحت سطح البحر .

اهتم بالقلعةهيرودس حاكم مقاطعة فلسطين الرومانية، وأصبحت جزءا من الحصون التي بناها ورممها لمراقبة الحــدود والطرق، في المنطقة الجبلية الوسطى لمقاطعته، وأضاف إلى القلعة خندق، ونظام مائي، ومن بعيد تظهر على القلعة سمات المباني العظيمة التي شيدها هيرودس، كحصن الهيروديوم فــي برية بيت لحم، وقلعة مــكاور في الجانب الشــرقي لنهــر الأردن، قرب مادبا.

وفي العصر البيزنطي أقيم في الموقع كنيسة، تظهر بعض حجارتها القديمة متناثرة، كتيجان الأعمدة، وبقايا الأعمدة، والحجارةالمصنوعة من الحجر الرملي المحلي التي تعرف به أريحا، وهي واحدة من معالــم النهضة في أريحا البيزنطية، حيث أصبحت مدينة القمر مدينة مسيحية مهمة، تحوي العديد من الأديرة، والقصور كمايظهر في تلول أبو العلايق.

وفي خريطة مادبا الفسيفسائية، التي اكتشفت في عام 1884م في كنيسة بيزنطية في مدينة مادبا الأردنية، وتعود للقرن السادس الميلادي، تظهرأريحا في هذه الخريطة المخصصة للأرض المقدســة، كمدينة مســورة، فيهــا أربعة أبراج، وبوابتان، وثلاث كنائس وتســعة أشــجار نخيل، بالإضافة إلى عين السلطان، شريان أريحا المائي منذ آلاف الأعوام. والآن يحيط بالقلعة جدار بني من الحجارة التي على الأرجح تعود لمقالع حجارة من خارج أريحا، يعــود لنهاية القرن التاســع عشــر، عندما بدأت بطريركيــة الــروم الأرثوذكس، مشــروعا لبناء دير في الموقع، شــمل بناء كنيســة عل ىشــكل صليب على أطرافه حنيات،على أساسات الكنيسة البيزنطية، ويعتقد ان هذا البناء تسبب بطمس الآثار القديمة الهلينســتية والرومانية وغيرها، ويمكــن رؤية أطلال من الــركام في الموقع، قد تكون المخلفات التي تم إزالتها لتشييد الكنيسة الجديدة.

جزء من تمويل البناء جاء من روسيا القيصرية، ولكن البناءلم يكتمل، لنفاذالتمويل، ويبقى ما أنجز يشكل «معجزة صغيرة» فرقع الحجارةإلى قمة الجبل، يشــكل لوحده حدثا يشاد به، ولعل ذلك تم باستخدام الحمير، واخذ وقتا طويلا. إلى الجنوب من الكنيســة التي لم تكتمل، يوجد غــرف بنيت بنظام العقود نصــف البرميلية، قد تعود لعهود أقدم، اســتخدمت مــن قبل العمال والحرفييــن الذين بدأوا مشــروع بناءالكنيســة الحديثة الذي لم يكتمل، ومن مميزاتها الحنيات الدائرية.

تجربة الوصول إلى قلعة الدوك، تشكل مغامرة يقدرها محبو مســارات المشي، واكتشاف مكان يكاد يكون بكرا، بالإضافة إلى مايمكن تسميته تجربــة روحية، عندما يطل المرء من أعلى قمة لأقدم مدينة في التاريخ

khl

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024